IMLebanon

تباشير الخير في قمة عمّان  

سبحان الله، أن يتعثّر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وهو يهم بأخذ الصورة التذكارية مع سائر القادة العرب، وكذلك ما حصل مع الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الامارات حاكم إمارة دبي عندما تعثّر في آخر خطوة من درج طائرته…

القاسم المشترك بين هذين الحدثين بكل صراحة أنّ لبنان ودبي تعرّضا لـ»صيبة عين» بسبب أنّ لبنان يتمتّع بأجمل طقس معتدل في العالم العربي ويطلق عليه سويسرا الشرق وإحدى مزاياه أنك تستطيع أن تكون في البحر تسبح وخلال نصف ساعة تكون على قمة أحد الجبال تمارس رياضة التزلج على الثلج وهذا نادر في العالم…

من ناحية ثانية، دبي أصبحت أهم بلد للسياحة في العالم بالرغم من صعوبة الطقس في الصيف مع اشتداد الحرارة، لذلك نقول إنّ هناك حسداً وغيرة من نجاح لبنان ودبي.

استوقفني خطاب رئيس الجمهورية بهدوئه ورصانته وتوازنه وحزمه في كثير من الأمور خصوصاً تركيزه على ضرورة وقف الحروب التي هي ليست في مصلحة أحد بل العكس والأهم أنّ هذه الحروب لن تؤدي الى أي نتيجة سوى الخسائر على الجميع وتركيزه أيضاً على إسرائيل واعتداءاتها على الفلسطينيين واغتصاب الارض وتشريد الشعب.

أمّا التدخل الإيراني في الشؤون العربية فهو غير مقبول ومدان، وهو التدخل الطائفي الذي يخرّب العالم العربي وأصبحنا نعيش في دوامة اقتتال طائفي بغيض بين أهل السُنّة والشيعة وهذا لم يكن في يوم من الأيام في تاريخ أمتنا، علماً أنّ علاقة الفرس سيّئة مع الإسلام الذي قضى على الامبراطورية الفارسية… ثم انّ الحرب التي دارت بين إيران والعراق طوال ثماني سنوات زادت من حقد الايرانيين على العرب.

واللافت ايضاً، كان حرص خادم الحرمين الشريفين ان يكون رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى جانبه خلال القمة، وهذا ما يزيد من التلاحم العربي.

اضافة الى ذلك الرسالة الشديدة الوضوع التي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي الى ايران بوقف تدخلها في العالم العربي.

وكما يُقال إنّ ختام هذه القمة مسك خصوصاً عندما أمسك الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بيد الرئيس سعد الحريري وأخذه معه في طائرته الخاصة… وأمّا في الرياض فكان استقبال رئيس وزراء لبنان مميزاً بحفاوته كما يتضح من تفاصيل الوصول التي تنشرها «الشرق» في الصفحة الثانية من هذا العدد.

ويمكن القول إنّ القمة كانت قمة لبنان بامتياز، للإعتبارات الآتية:

1- التوافق التام بين الرئيسين عون والحريري.

2- المبادرة الوفاقية العربية المهمة التي أطلقها الرئيس عون في كلمته البليغة أمام القمة.

3- القرار الذي أعلن التضامن العربي الإجماعي مع لبنان، خصوصاً ما ورد فيه من ترحيب بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وبقيام حكومة الرئيس سعد الحريري.

وتلك كلها مؤشرات تنبئ بالخير لهذا الوطن الذي لا يمكن إلاّ أن يكون جزءًا أساسياً ومؤسّساً وعزيزاً في الجامعة العربية، منتمياً الى هذه الأمة.

عوني الكعكي