IMLebanon

“حاكِم مصرف لبنان لم “يَشِ” بلبنانيّين”

سألتُ المسؤول في “إدارة” مهمة داخل الإدارة الأميركية تحارب الإرهاب في الداخل والخارج بوسائل غير عسكرية عن صحة الأخبار التي نُسبت إلى مرجع لبنانيّ عن دور لحاكم مصرف لبنان رياض سلامه في إبلاغ السلطات المعنية في واشنطن عن تورط 16 أو 17 لبنانيّاً في عمليات غير مشروعة، فأجاب: “الحاكِم رياض سلامه لم يعطنا أسماء هؤلاء الأشخاص ولم يُبلغنا عن نشاطهم. نحن لدينا مصادرنا. والخبر وصلنا من نيجيريين علاقتنا معهم جيّدة، رغم معرفتنا بمشكلاتهم”. علّقتُ: ركَّزتم دائماً على الإرهاب الإسلامي الشيعي ولم تركِّزوا على الإرهاب الإسلامي السنّي إلا بعد بدء “الربيع العربي” وخصوصاً في سوريا. ردّ: “يحتدّ المسؤولون في إدارتنا بعض الشيء في أثناء تركيزهم على الإرهاب الإيراني (الشيعي) ربما لسبب إيديولوجي. “داعش” و”النصرة” السنّيان يمارسان الإرهاب أيضاً ونحن نعرف ذلك ونتابعه. وحاربنا في السابق تنظيم “القاعدة” ومتفرعاته ونجحنا ولا نزال نحاربهم”. مَن وراء “داعش”؟ سأل. أجبتُ: لا أعرف، أخصامكم يقولون أميركا. ويقولون أيضاً إن تركيا تستقبل مقاتليهما وتدربهم وتسهل عبورهم إلى سوريا والعراق. وهناك دول عربية لبعضها دور مباشر في دعم هؤلاء في حين لبعضها الآخر دعم غير مباشر. علّق: “هذه الدول بعضها يدعم “داعش” وبعضها الآخر يدعم “النصرة”، لكن أحداً لا يُصرِّح بذلك. وعندما يُفاتَح مسؤولوها من أميركا وغيرها بدورها في هذا الأمر يقولون: نحن نحاول وقف الإرهاب أو سنحاول وقفه. كل واحدة منها تحب أن تقوم بأدوار “مهمة”. لكنها في النهاية لا تخرج عن “رأي” أميركا”.

ماذا في جعبة مسؤول آخر رفيع جداً في “الإدارة” المهمة نفسها داخل الإدارة الأميركية التي تحارب الإرهاب في الداخل والخارج بوسائل غير عسكرية؟

شعرت من خلال الحديث معه عن إيران ومفاوضاتها النووية مع أميركا والمجموعة الدولية 5+1 أنه والمسؤولين في الإدارة كلها كانوا ينتظرون إعلاناً عن تفاهم مع إيران في ذلك اليوم، أي الخميس 2 نيسان. لكنه لم يصدر في الصباح. فتوقعوا صدوره بعد ظهر اليوم نفسه. بعد ذلك سألته عن الجهود التي تبذلها إدارته لقطع التمويل عن “داعش” و”النصرة” و”القاعدة”، فأجاب: “هناك اختلافات كثيرة بين طرق تمويل كل من التنظيمات المذكورة وطرق تجفيف منابعها المالية. “داعش” يفرض ضرائب وخوّات ويسرق مصارف ويسيطر على أُخرى وعلى شركات عدة. وهو يحصل على المال أيضاً من المتاجرة بالنفط المُستخرج من حقول نفطية في أراضٍ يسيطر عليها عسكرياً. أما “النصرة” فيتلقّى مساعدات مالية وأسلحة. و”القاعدة” كان مثلهما يتلقَّى المال والسلاح ولا يزال يتلقّاهما. وقد تمثّل النجاح الذي تحقّق وخصوصاً مع السعوديين ودول الخليج عموماً والدول الأخرى خارجه في تجفيف الدعم المالي الرسمي وغير الرسمي (جمعيات ومناصرين ورجال أعمال) لـ”القاعدة”. الآن هناك أمور يتاجر بها “داعش”. وهناك منظمات مافيوية تساعده مثلاً في حركة التجارة بين الأردن وبغداد، وتبلغ قيمتها ملايين الدولارات. ونحن نبحث مع السلطات الأردنية والعراقية في هذا الأمر لمعرفة إذا كان كله يتم وفقاً للقوانين والأصول أو فيه نوع من تبييض الأموال والمتاجرة ببضائع مسروقة لمصلحة “داعش” أو غيره من التنظيمات. أما “حزب الله” فهو تابع لإيران، ولذلك فان إرهابه هو إرهاب دولة. وهو يتلقى مساعدات مالية من إيران مباشرة وأحياناً من جهات أخرى. لكن وقف الدعم الإيراني له يوقِف إرهابه. وربما الإتفاق الذي قد تتوصل إليه المجموعة الدولية 5+1 مع إيران يساهم في وقف هذا الإرهاب أيضاً ومعه إرهاب التنظيمات الأخرى التي تدعمها طهران مباشرة”. علّقتُ: إيران وصلت إلى القمة في الإرهاب وغيره. والآن بدأت مرحلة النزول عنها، في رأيي. أما في الدول التي “تدعم” مباشرة أو مداورة الإرهاب السنّي أو تتعاطف معه فإن الأمور مشوّشة كثيراً، والمقصود هنا تركيا والدول العربية في الخليج أو بعضها. فهذه الدول تخاف “داعش” وأمثاله، لكنها تقدِّم الدعم لهم أو تسمح بتقديمه لهم وتسهِّل وصوله إليهم على تنوّعه لأن خوفها من إيران أكبر من خوفها من تنظيمات “إرهابية” أو سنّية متشدِّدة. وهي، في الوقت نفسه، غاضبة على أميركا التي لا تقوم بما يلزم للتخلص منه، علماً أنها هي أيضاً تخافه. طبعاً إذا حصل تفاهم أو اتفاق أميركي (دولي) – إيراني فإن الأمور يمكن أن تتغيّر كما يمكن المخاوف أن تتقلّص. بماذا علّق؟