IMLebanon

لبنان الكبير أولاً!

رئيس البرلمان في اجازة أوروبية.

ورئيس الحكومة الى قمة نواكشوط في موريتانيا.

وطبعاً، فان البلاد، بلا رئيس للجمهورية منذ عامين وبضعة أشهر.

هل يتعطّل شيء في البلاد؟

هل تنهار المؤسسات؟

هل تكتمل حلقة الضياع أم يكتمل العجز والفساد فصولاً، في البلاد؟

ومع ذلك تصدر مواقف وتصرفات في بعض القرى والبلدات، تسيء الى واقع العيش الواحد في لبنان الواحد…

طبعاً، كانت زيارة الكاردينال الراعي لبلدة القاع بلسماً أنعش الاهالي، وأعطاهم ذرائع للصمود، وحججاً لرفض الإذعان.

والبطريرك الراعي العائد من الولايات المتحدة، والقاصد بلدة معظم سكانها من طائفة الروم الملكيين الكاثوليك، أضفى بوجوده فيها، دعامة للأهالي الصامدين في أرضهم والبلاد.

والسؤال: ماذا يبقى من لبنان، الذي رعاه البطريرك الحويك قبل مائة عام، اذا تصرّفت كل طائفة على هواها؟…

ولبنان الكبير هو لبنان الحديث.

ولا حاجة لوطن، اذا أمعن بعض سكانه، في تصغيره.

ولا دور لبنانياً لوطن يتصرّف بعض سكانه، كما تدفعهم بعض الغرائز الطائفية.

وربما هذه هي مسؤولية الطوائف المؤهلة، قبل سواها، لدحض الأفكار المتخلفة دينياً وحضارياً، عن مجاراة منطق العصر.

***

كان الزعيم أديب الشيشكلي، قبل ان يرئس مقاليد السلطة في سوريا، يقصد مدينة زحله، ويتوجه الى البردوني، ويقول لمن معه انه آتٍ ليستمد من عروس البقاع نفحات العيش الواحد، قبل ان يعود الى سوريا ويتسلم المواقع الرفيعة التي تنتظره.

هل تعداد هذه المآثر، يسيء الى الحاضر، أم يرفع من ماض كبير، اشتهرت به مدينة الوادي، الرافلة بالعيش المشترك بين أبنائها؟!

في احدى أهمّ الحقبات اللبنانية، يسعى السياسيون الى احياء هذا الشعور. ولعل اللقاء الذي جمع أمس، بين الدكتور سمير جعجع والسيدة مريام سكاف، عقيلة الراحل الكبير ايلي سكاف، نجمة ساطعة في ليالي لبنان، لأن الوحدة الانسانية، لا تقل عظمة عن الوحدة السياسية.

وهذه اللقاءات تبقى أبرز وأهم من الخلافات داخل جلسات مجلس الوزراء، والمؤجلة الى الأسبوع المقبل، لأن الواجب يحثّ السياسيين على مجاراة الأصدقاء في تفاعلاتهم السياسية.

طبعاً، الناس في خجل وريبة، من تزاحم الفضائح على أبواب أهل السياسة، وهي تريد ان تعرف أسباب هذا الخنوع السياسي في وقت تتحرك فيه البلاد قاطبة، للتحرر من العيوب السياسية.

لماذا هذه الفضائح في الانترنت؟

ولماذا هذه المهازل في معظم المؤسسات؟

الناس، تدرك ان الفساد يعمّ المتاجر، من جراء انقطاع الكهرباء شبه الدائم. وتعثّر المعالجات في معظم الدوائر. لكنها لا تجد مبرراً لعناصر السلطة في دفاعهم عن الفضائح والمفاسد.

***

واذا كانت الحكومة عاجزة عن فعل أي شيء، فلماذا الركون الى الحرتقات، اذا كانت عاجزة عن الاستقالة.

هل النظام اللبناني يدور في حلقة مفرغة، أم ان من بيده الاصلاح عاجز عن فعل أي شيء.

يصغي الناس أحياناً، الى مطالعات السادة الوزراء، فيأخذهم الاعجاب من سعة اطلاع بعض المسؤولين على ما حققوه، من تدابير اصلاحية، لكنهم لم يلاحظوا أشياء منها على الصعيد الحكومي.

والناس تريد من السادة الوزراء المناقشة والحوار، ولا تسعى إلاّ الى تبيان الحقيقة.

وهذه نكسة لا حكمة، لأن العاجز عن فعل أي شيء، مثل الذي لا يفعل شيئاً لتفادي الفساد، ورد التهم التي ارتكبها.

هل يعقل ان تخرب البلاد، وتقف على شفير الافلاس، اذا كانت معظم المؤسسات مشلولة الحركة والانتاج؟

طبعاً، لا أحد يريد ظلامة أحد، ولكن أيعقل ان يسود الفساد، ولا أحد في البلاد، يرفع رأسه أو صوته ذوداً عن وطن بائس وعاثر الحظ.