IMLebanon

الحريري في قلب صاحب السمو

ضاحكان، مغتبطان، الامير محمد بن سلمان، سافر الرأس للمرة الاولى ربما، والرئيس سعد الحريري في جلسة مودة وحبور. بدا الاثنان وكأنهما، بتناول الشاي، يحتسيان نخب ازالة شخص محمد بن نايف وشبح محمد بن نايف…

هكذا تحدث الانقلابات النظيفة. الرئيس الحريري وصفه بـ«السفاح»، فكاد يأمر باعتقاله في الرياض لولا خشيته من ردة فعل الملك عبدالله بن عبد العزيز. اما الامير الشاب فكان يرى فيه الجبل الذي يفترض ان يزاح بالسيف اوبتلك الليلة الشكسبيرية الاكثر اثارة في تاريخ البلاط…

الصورة تكفي للدلالة على موقع رئيس الحكومة في قلب الامير الذي آثر انتظار نهاية الهزات الارتدادية للزلزال الذي جعل ولي العهد الحاكم الذي يهاب والذي يطاع ليتوج…. صاحب الجلالة!

في الظروف الراهنة، وحيث تتشقق الخرائط، والدول، والمجتمعات. لابد ان يكون على رأس السلطة ديكتاتور يحيي من يشاء ويميت من يشاء…

لا ندري ما اذا كان صحيحاً ان الامير محمد بن سلمان هوالذي فتح ابواب البيت الابيض امام الرئيس الحريري. المؤكد ان الصورة وصلت الى الرئيس دونالد ترامب بطريقة او بأخرى، ليأخذ علماً بأن الزائر يعني ما يعنيه بالنسبة الى ولي العهد السعودي….

الا يتهامس بعض من في البلاط بأن ترامب نزل عند رغبة الامير واعطاه الضوء الاخضر لازالة محمد بن نايف لانه كان، وبحسب ما يتردد، يعد لشيء ما بالتعاون مع امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني؟…

السعوديون هم الذين قالوا ان الدوحة كانت تعمل لشق الصفوف، ونشر الفوضى في المملكة، من اجل تغيير نظام الحكم فيها. يا جماعة، قطر تقوّض النظام في السعودية؟

اكثر من جهة في الرياض تقول ان رجب طيب اردوغان الذي فشل في سوريا، وفشل في العراق، وفشل في مصر، ذهبت به النيوعثمانية، بابعادها المجنونة، الى حد التفكير باختراق المملكة قبل ان يطرح نفسه وسيطاً ويقول في الرياض «خلافكم مع قطر افضل هدية لآيات الله».

كثيرون في لبنان يأملون بأن تعود الحقبة الذهبية الى آل الحريري. تحديداً الى الرئيس سعد الحريري الذي طالما تردد ان محمد بن نايف يساند شقيقه بهاء…

الهذا السبب قال الوزير اشرف ريفي ان سعد الحريري انتهى؟ مثل هذه الاسرار تطوى بصمت و… بمرارة!

نتساءل ما اذا كان رئيس حكومتنا يتجرأ على ان يطرح امام صديقه السعودي فكرة «ربط النزاع» مع ايران، كما هوحاصل في لبنان بين تيار المستقبل و«حزب الله»؟.

مثلما الوضع في لبنان حيث تسود ثقافة انصاف الحلول، الوضع في المنطقة. الرئيس الحريري قد يكون تعلم الكثير من والده. لابد من البراغماتية حين تكون الحلول الجراحية اكثر من مستحيلة..

حتى اللحظة، اما ان الامير محمد بن سلمان يراهن على ادارة ترامب في تسويق مشروع شرق اوسطي يحطم انف ايران وحلفائها، اوانه مقتنع بأن اي تسوية معها تعني خسارة الرياض سلاحها الامضى، اي المذهبية، ما دامت شعارات مثل الديمقراطية والعدالة والمساءلة لا وجود لها في القاموس الملكي…

لا تسويات ولا حلول، قد يرى الرئيس الحريري الامور بصورة مختلفة. لا امكانية للخروج من المستنقع اليمني الا بانصاف الحلول، ولا مجال لمعالجة الازمة مع قطر الا بانصاف الحلول…

لا ندري ما اذا كان الامير محمد بن سلمان، بعنفوان الشباب كما بعنفوان البلاط، يدرك ان الظروف الاقليمية اكثر تعقيداً بكثير من ان تسمح بانتصارات حاسمة ما دامت الخرائط، اوالمعادلات، على المائدة…

حتى لا  مجال لنصف انتصار. لا يستطيع صاحب الدولة ان يقول غير ما يقوله صاحب السمو. هل تبقى الصورة الضاحكة؟