IMLebanon

«حريريّون» يريدون إقصاء المستشار السياسي لميقاتي

بعد خسارة الرئيس الراحل عمر كرامي الانتخابات النيابية عام 2009، قال مستشاره خلدون الشريف إنه بحاجة «إلى العودة خطوتين إلى الخلف، إذ لا بد من الانفتاح على الآخرين، على قاعدة التمسك بالثوابت». الظروف نقلت الشريف بعدها إلى ضفة الرئيس السابق نجيب ميقاتي.

الرجل الذي كان يحلو له أن يُطلق عليه اسم «السياسي الشمالي»، أصبح «المستشار السياسي» لميقاتي بناءً على طلب الأخير. بعد الانتخابات البلدية الأخيرة، حاول مسؤولون في تيار المستقبل إشاعة أخبار في طرابلس عن «نية ميقاتي صرف الشريف من فريق عمله، بعد خسارة الانتخابات البلدية»، في محاولة منهم لتحميل «المستشار» المسؤولية الكاملة عن تقصير القيادات السياسية في التعامل مع ناخبيها. لم يطلب مسؤولو «المستقبل» مباشرةً من ميقاتي كفّ يد الشريف، إلا أنهم لا يتوانون عن ممارسة الضغط المعنوي، مستندين إلى المواقف التي ينشرها «السياسي الشمالي» على حسابه على «فايسبوك» وتتضمن انتقادات واضحة لزيارة زعيم «المستقبل» النائب سعد الحريري لطرابلس. بعد الإفطار الأول الذي أقامه الحريري في «الفيحاء»، كتب الشريف: «من الواضح أن ما جرى في معرض رشيد كرامي الدولي لم يكن مقنعاً للطرابلسيين، لا شكلاً و لا مضموناً: «البلد بدها فت ما بدها لت» بالمعنى العملي و الإنمائي. منطلقاتي إيجابية بين هلالين لكني أُوصِّف». الهدف من «الشائعات» المستقبلية لا يبتعد عن حسابات الانتخابات النيابية المقبلة. بحسب مصادر طرابلسية، «المعترضون على الشريف يريدون إقصاء مرشح دائم إلى النيابة» (ترشح عام 2009 ونال أكثر من 22 ألف صوت).

الكلام الذي يروّج له «حريريّون» لا يأتي من عدم. الحجة التي استندوا إليها هي عدم دعوة الشريف إلى إفطار الحريري. كذلك فإن استقبال ميقاتي للحريري في منزله بغياب المستشار السياسي للأول، دعّم نظريات «المستقبل». الشريف، الذي لم يتدخل في الإشراف أو المتابعة أو التدخل في عمل الماكينة خلال الانتخابات البلدية، ينفي في اتصال مع «الأخبار» ما يُشاع: «ما بدي اتركو للرئيس ميقاتي ولا هوي بدو يْتَرّكني». يوضح أنه لم يتلقّ دعوة إلى حضور إفطار تيار المستقبل «وحتى ولو دُعيت فلم أكن بالضرورة لأشارك، لأن لدي ملاحظات عدّة تتماهى مع ملاحظات الشارع الطرابلس الذي ما زال يحمل الودّ لابن رفيق الحريري، ولكنه يأخذ على سعد الحريري استعماله للمدينة كخزان لكل معاركه منذ 14 آذار 2005، من دون أن يُقدم لطرابلس أي شيء في المقابل». لكنه في الوقت عينه يؤكد «أنني كنت من المنظرين لتلاقي ميقاتي ــ الحريري. إلا ان ذلك لا يعني الانصهار ولا التحالف، بل التوافق على القضايا الوطنية الكبرى، وخاصة أننا على أبواب «الجلوس إلى الطاولة». والمطروح على هذه الطاولة ليس سوى تسوية سياسية ربما تمس بحصص الجماعات في النظام». ورغم تحفّظه على استخدام لغة طائفية، فإنه يؤكد ضرورة «التوافق العام على القضايا الكبرى بين السياسيين السنّة، ربطاً بـ«الطاولة»، ولا ضير في أن يكون الوزير أشرف ريفي أيضاً جزءاً من هذا التوافق العام».