IMLebanon

هل أصبحت عرسال أهم من القدس؟!

في الوقت الذي تجرى فيه أكبر عملية لتهويد القدس، وفي الوقت الذي تستمر مخططات إزالة المسجد الأقصى والمعالم الإسلامية وحتى المسيحية في فلسطين المحتلة، وفي الوقت الذي تبلغ الغطرسة الاسرائيلية ذروتها، في هذا الوقت بالذات يقوم السيّد حسن نصرالله بفتح معركة جرود عرسال.

بنداء “يا صاحب الزمان” تبدأ عملية تحرير عرسال وجرود عرسال من الجماعات التكفيرية، هذا النداء وجّهه السيّد حسن نصرالله معلناً بدء معركة عرسال… وبالرغم من نفي “حزب الله” رسمياً أن يكون هذا النداء صدر عن السيّد حسن نصرالله، إلاّ أنّ الذين استمعوا الى النداء جزموا بأنه صوت السيّد.

ثم تبين لاحقا أن احد المقلدين المعروفين على شاشات التلفزيون (محمد فارس) هو الذي قلد الصوت ثم اعتذر لاحقا قائلا بأنه لم يكن يدري أن بعضهم سيسجل له شريطاً ويعممه.

كذلك ومنذ أكثر من 10 أيام سرّب خبر عبر إحدى الصحف يقول إنّ معركة عرسال سوف يبدأها “حزب الله” ولكن ما لبث أن تم نفي ذلك.

هذا الكلام كله غير مهم إلاّ من منطلق أنّ هناك تساؤلاً: هل مصادفة توقيت عملية عرسال مع التصعيد في القدس؟

وهل انّ التوقيت تم بالاتفاق مع إسرائيل لكي تتحوّل أنظار العالم الى عرسال بدل القدس؟

والسؤال الأخطر كيف يمكن أن يقوم “فيلق القدس” والذي يرأسه اللواء قاسم سليماني بإعطاء التوجيهات لحزب الله بأن يفتعل المعركة في عرسال، في وقت أنظار العالم كله تتابع بأسف وحزن أنباء القتل المتعمّد الذي يمارسه الجيش الاسرائيلي بحق الفلسطينيين الذين يؤدّون الصلاة في المسجد الأقصى.

وهذا يوضح أنّه لا يمكن إلاّ أن يكون هناك اتفاق بين إيران وإسرائيل حول ضرورة صرف أنظار العالم عن القدس.

من هنا تذكرنا حديث المرحوم الرئيس سليمان فرنجية مع وزير خارجية أميركا هنري كيسنجر حينما سأله كيسنجر: من يجب أن يحكم القدس المسلمون أم المسيحيون أم اليهود؟ فكان جواب الرئيس فرنجية المباشر وبسرعة: المسلمون، فسأله كيسنجر: لماذا؟ وبكل بساطة جاء الجواب لأنّ اليهود لا يعترفون بالمسيحيين ولا بالمسلمين، ولأنّ المسيحيين يعترفون باليهود ولا يعترفون بالمسلمين، بينما المسلمون يعترفون باليهود وبالمسيحيين لأنهم من أهل الكتاب ويحق للمسلم أن يتزوّج من مسيحية ويهودية وأن تبقى على دينها، مع التوضيح أنّ المسيحيين يعترفون باليهود، لأنهم جاءوا من بعدهم، ولكنهم لا يعترفون بالمسلمين لأنه لم يكن هناك إسلام في أيامهم…

من ناحية ثانية، نتساءل: ما هي مصلحة “حزب الله” في الاشتراك المباشر في الحرب السورية؟ والأنكى: هل أصبح “حزب الله” يعمل عند المخابرات السورية لينفذ مصالح رئيس ظالم ومجرم يقتل شعبه؟

كذلك فإنّ المعركة في جرود عرسال هي بين مواطنين سوريين وبين النظام السوري فما علاقة “حزب الله” فيها؟

“حزب الله” حصل على اذن بحمل السلاح لمحاربة إسرائيل وتحرير الأراضي اللبنانية فهل جرود عرسال هي إسرائيل؟ وهل قتل المسلم السوري مباح، في الوقت الذي يقتل الاسرائيلي المسلم الفلسطيني وهل هذا لمصلحة المسلمين؟

عوني الكعكي