IMLebanon

هل بدأت معركة الشرق الأوسط ضدّ الإرهاب؟

بعد ترحيب حكومة الوفاق الوطني في ليبيا بتأييد مجموعة الدول الداعمة لها رفع الحظر عن تسليحها، معتبرة أنّ ذلك سيُشكّل ركيزة لبناء جيش موحّد، أعلنت القوات الموالية للحكومة أمس استعادتها السيطرة على منطقة «أبو قرين» الاستراتيجية شرق طرابلس بعد معارك مع تنظيم «داعش» قُتل فيها سبعة من عناصر هذه القوات.

وفي السياق، أكّد المُحلّل العسكري، العميد المتقاعد نزار عبد القادر، في حديث لـ«الجمهورية»، أنّ «ما يجري في ليبيا هو جزءٌ من المعركة الجارية في العراق وسوريا ضدّ «داعش»، ولا يمكن الفصل إطلاقاً بين المعركة ضدّ التنظيم وبين ما يجري في ليبيا والعراق، أو حتّى المعركة في اليمن ضدّ تنظيم «القاعدة»، مشدّداً على أنّها «معركة الشرق الأوسط ضدّ الجماعات التكفيرية والإرهابية».

وأضاف: «من دون شكّ أنّ الإستخبارات الأميركية بواسطة بعض الوحدات الخفيفة من القوات الخاصة تُراقب الوضع في ليبيا وأيضاً في اليمن والعراق وسوريا عن كثب لرؤية تطوّر الوضع»، مشيراً إلى «أنّهم يحاولون أيضاً تجنيد كُلّ الطاقات المحلّية، خصوصاً الطاقات العسكرية والسياسية لتوجيه هذه الحرب ضدّ «داعش» وقتلها قطعاً قطعاً».

وتابع عبد القادر: «يبدو من تصريح حكومة الوفاق في طرابلس بأنّ هناك مطالبة حالياً بإعادة إنشاء سلاح الجوّ الليبي وبتقديم الأسلحة اللازمة لليبيا لدعم معركتها ضدّ التنظيم الإرهابي وضدّ الجماعات الإرهابية»، مؤكداً أنّ «هذا تطوّر يدعو إلى التفاؤل لأنّ هناك نيّة في الواقع لإنهاء الأزمة السياسية عبر تقوية حكومة الوفاق ثمّ إعطائها الوسائل اللازمة لدعم معركتها في مواجهة داعش».

واستبعد العميد المتقاعد أن «يحدث تدخّلٌ غربي لمساعدة الحكومة، لكن إذا كان هناك تدخّلٌ، سيكون على مستوى مستشارين وبعثات مُدرّبين للإسراع في تشكيل وتقوية قوات الأمن والجيش الليبي»، لافتاً إلى أنّه «حتّى الآن وجودُ داعش هو وجودٌ محدود ولكن يبدو بأنّ هذه المحدودية لا تمنع وجود قدرة ونوايا هجومية للتوجّه نحو الغرب، خصوصاً باتجاه طرابلس ومحاولة السيطرة على بعض منشآت الطاقة».

من جهة أخرى، أشار عبد القادر إلى أنّ «التحرّك العسكري العام ضدّ داعش، خصوصاً في محافظة الأنبار يدفع التنظيم لإحراج الحكومة العراقية والقول ضمن مفهوم الحرب النفسية، إنّ الحكومة المركزية لا تُسيطر حتّى على العاصمة بغداد».

وأوضح أنّ «هدف ذلك هو مزيد من الإحراج السياسي بالإضافة إلى الأزمة السياسية المتعدّدة الوجوه التي تُديرها حكومة حيدر العبادي منذ أشهر»، مضيفاً أنّ «الشيء الآخر هو إمكان وضع هذا النشاط الإرهابي الذي بستهدف بغداد ضمن عنوانين: الثأر للخسائر الذي يتكبّدها داعش سواءٌ بخسارته الأراضي الذي يُسيطر عليها أو بخسائر أعداد كبيرة من المقاتلين، خصوصاً في العراق».

وأكّد أنّها «من جهة أخرى نوعٌ من الحرب النفسية التي تستعمل الرعب ضدّ الشعب العراقي لإضعاف السلطة المركزية وبالتالي وقف العمليات العسكرية الهجومية ضدّ مواقع داعش لتحرير الأنبار».

«أبو قرين»

في غضون ذلك، لفتت غرفة العمليات الخاصة بمحاربة داعش إلى أنّ «قواتنا تُسيطر على بلدة أبو قرين بالكامل وطلائع الجيش تصل إلى بلدة الوشكة شرق بوقرين على بعد 25 كلم».

وأضافت أنّ «سرّية هندسة الميدان تواصل تمشيط بلدة أبو قرين والكشف على الألغام والمُفخّخات في المباني السكنية».

وكان ناطقٌ باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» قال إنّ «الجيش الأميركي لا يملك صورة كافية عن الوضع في ليبيا، لكنّ فرقاً صغيرة من قوات العمليات الخاصة تعمل في هذا البلد لجمع معلوماتٍ إستخبارية».

وأقرّ «البنتاغون» في كانون الأوّل الماضي بوجود فريق كوماندوس أميركي في ليبيا بعدما طردت قوات محلّية أعضاءه ونشرت صوراً لهم على موقع «فيسبوك».

وأكّد الناطق باسم وزارة الدفاع بيتر كوك أنّ الولايات المتحدة ما زال لديها «وجودٌ صغير» في البلاد مهمّته محاولة تحديد الأطراف والمجموعات التي قد تكون باستطاعتها مساعدة الولايات المتحدة في حربها ضدّ داعش.