IMLebanon

حسن نصرالله وطمأنة إيران

تجاوز أمين عام حزب الله الخطوط الحمر في التصعيد مهدّداً بقصف مفاعل ديمونا النووي في النقب وخزانات الأمونيا في حيفا، ويشكّل مفاعل ديمونا خطراً حيث أن الغبار الذري المنبعث منه والذي يتجه نحو الأردن يمثل خطراً بيئياً وبيولوجياً، كما من المتوقع في حال انفجاره ان يصل الضرر الناتج عنه لدائرة نصف قطرها قد يصل إلى قبرص وبنفس هذه المسافة في دائرة حوله، بمعنى آخر مفاعل ديمونا قد يتسبب قصفه بتعرّض المنطقة لكوارث بالجملة وليس إسرائيل!!

محرّر موقع المنار اعتبر هذا التهديد «خطاب الرّدع»، ربّما علينا تذكيره أنّه وبُعيد «تهليل» نصرالله لـ»الزّنود السمراء» التي نفذّت عمليّة اختطاف الجنود الإسرائيليّين يوم 12 تموز المشؤوم من العام 2006 وتحذيره لإيهود أولمرت من ارتكاب أيّ حماقة بصفته رئيساً جديداً للحكومة الإسرائيليّة، تماماً مثلما اعتبر محرّر موقع المنار «الأحمق» الموجود في البيت الأبيض دونالد ترامب، فهل هناك حماقة أكثر من استدراج اعتداء إسرائيلي مجنون على لبنان وفي هذا التوقيت بالذّات!!

ليل 12 تموز العام 2006 أعلن السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة أن إسرائيل تعتبر الهجوم إعلاناً لحرب ضد إسرائيل من قبل لبنان، يومها حسابات الحقل لم تطابق حساب البيدر، وفيما كان حزب الله يطمئن بأنّ الردّ الإسرائيلي سيكون محدوداً وكان نوابه يقفزون من شاشة إلى أخرى متكلين على حسابات حزبهم «الخاطئة» في 13 تموز كان الجيش الإسرائيلي قد شن هجوماً جوياً على جنوب لبنان مستهدفاً محطات الكهرباء ومطار بيروت وشبكة الجسور والطرق وللتذكير في نفس اليوم قام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بعقد مؤتمر صحافي أعلن فيه أنّ العملية عملية فردية يتحمل مسؤوليتها الحزب وحده ولا علاقة للحكومة اللبنانية بها، فعن أيّ ردعٍ يحدّثوننا مع هكذا تهديدات، إسرائيل تملك القدرة على تفجير طائرات حزب الله بدون طيّار المفخخة في حال إرسالها لتفجير مفاعل ديمونا أو تفجير خزانات الأمونيا في حيفا، ولكن ماذا لو قرّرت إسرائيل قصف لبنان جنوباً وبقاعاً وساحلاً وجبلاً بقنابل نوويّة محدودة؟ هل لدى الحزب قدرة الرّدع؟!!

كم مرّة على اللبنانيّين دفع ثمن أجندة إيران وحزبها؟ إيران خائفة من وصول ترامب إلى البيت الأبيض، وفيما كثيرون يبدون مخاوف كبرى من أن تندلع حرب عالميّة ثالثة بسبب سياسات دونالد ترامب، يتصدّر المشهد حسن نصرالله ليرسل رسائل تهديد «إيرانيّة» عبر المنصّة اللبنانيّة، في وقت لم يتجرّأ فيه مسؤول لبناني واحد على الردّ رسميّاً على تهديدات نصرالله المقلقة للبنانيّين بشكلٍ مباشر، خصوصاً وأنّ إسرائيل على الأقلّ تحترم حياة مواطنيها وتبني لهم الملاجىء والتحصينات وتتّخذ إجراءات تتناسب وحال الحرب، ولكن ماذا عنّا في لبنان، حيث يستخدم حزب الله المباني والأحياء والبيوت مستودعات لتخزين صواريخه غير آبهٍ بحياة الأبرياء والأطفال، هل علينا التذكير بضحايا المجازر التي تسبّبت بها شاحنات حزب الله المتنقلة لإطلاق الصواريخ؟!!

يضحك أمين عام حزب الله من اللبنانيّين عندما يخبرهم أنّ التهديدات الإسرائيليّة «مجرّد حرب نفسية» خصوصاً عندما تبلغ تهديداته ذروتها وهو أمر غير مسبوق منذ تهديداته بـ»ما بعد بعد حيفا»!!

ثمّة كذب كبير يمارس على اللبنانيين، محرّر موقع المنار كشف الكذبة الكبرى التي يتلطّى خلفها خطاب الرّدع، ففي المقال نفسه تحدّث كاتب المقال مطوّلاً عن: «مفاعل ديمونا دخل في مرحلة الخطر الإستراتيجي، بسبب انتهاء عمره الافتراضي والذي يظهر واضحًا للعيان من خلال تصدعه»، أما بالنسبة لأمونيا حيفا، فقد ختم مقاله بالتساؤل: «إذا كان نقل الامونيا من حيفا استغرق اكثر من عام فنقل مفاعل ديمونا كم سيستغرق؟»! للمناسبة صواريخ الحوثيين التي كانت تستهدف السعودية فجّرت كلّها في الجوّ ببطاريات باتريوت، هل سمع حزب الله بالباتريوت؟