IMLebanon

طار «صقراً».. وغطّ حمامة

طبعاً، ليس المقصود بذلك، النائب «المستولي» على اللوحة الزرقاء منذ العام 2009 بقبضة «المحدلة الحريرية» في زحلة. فناخبوه لم يعرفوه أصلاً كي ينسوا ملامحه أو يتذكروا انجازاته.

لم يعلق في ذاكرتهم عن نائبهم الشيعي سوى انه «دونجوان» و «غير خدوم». أما غير ذلك، فمجرد اسم على جدول الرواتب والمخصصات في البرلمان بصفة «عاطل عن العمل». قادته «كذبة» النيابة الى الترشح بوجه الرئيس نبيه بري لرئاسة مجلس النواب، من باب «التذاكي» الذي لم يصمد سوى للحظات.

مازحه أمس رئيس المجلس بالقول: «قرّب، إلنا زمان ما شفناك». بالفعل، غطّ عقاب في مجلس النواب بغفلة عين كما غادره.

ذلك «المنفي» في بلجيكا، الذي انقطع نَفَسُهُ منذ نفاد «ثورته» من «حليبها وبطانياتها»، فلم يعد لديه ما يقدمه لصديقه لؤي المقداد أو لـ «غرفة عمليات الثورة السورية» بكونه قائدها، كما وصفه سابقا قائد «الجيش السوري الحرّ» رياض الأسعد.

غادر صقر بيروت في ليلة «ما فيها ضو قمر»، ليظهر في مجاهل أوروبا، او الرقة. لا أحد يدري. لا حسّ ولا خبر. وكان الاعتقاد السائد أن العودة لن تحصل الا عبر طائرة سعد الحريري. الأخير عاد مرة واثنتين وثلاث، ولكن من دون رفيقه في «الثورة»… و «البلاي ستايشن».

بالأمس، ظهر النائب الزحلي من على مقاعد مجلس النواب في الجلسة التاريخية. تصوروا أن زميله الجالس الى يساره لم يعرفه، وعندما قال الموظف في أمانة سر المجلس «عقاب صقر»، نظر اليه مروان فارس ليصافحه وهو مصاب بدهشة التغيير التي أصابت عقاب، لكأنه صار أقرب في «ستايله» إلى «زميله» الفلسطيني ـ الاماراتي محمد دحلان!

عاد الرجل على متن تسوية كانت بمثابة براءة ذمة. تلك التسوية التي نسفت الاصطفاف الذي أتى به الى الضوء، عن بكرة أبيه. من لا يذكر عقاب في تلك المرحلة: المقيم في المحطات التلفزيونية والبلبل الذي لا يهدأ لسانه!

لا حاجة بعد الآن لوجوه الاشتباك وأبواقه. إنه زمن الحمائم. تسوية ظنّ كثر أنّها صناعة لبنانية بامتياز وإذ بالرئيس نبيه بري يحيلها الى أيدي الحائكين الإيرانيين والأميركيين.

عقاب اليوم غير عقاب الأمس. وقد تصدف أحياناً أن يطير الصقر… ويعود ليغط حمامة.