IMLebanon

حزب الله وايران وحماس ابرز 3 اعداء لاسرائىل عام 2017

في تقريرها حول المخاطر التي تواجهها تل ابيب، لم يشذ معدو التقرير الإستراتيجي الإسرائيلي لعام 2016 -2017، لجهة وضع حزب الله على راس قائمة التحديات وكذلك ايران، خصوصا بعد الدور الذي لعبه الطرفان في الحرب السورية والذي ادى الى انقلاب التوازنات والى تبدل مراكز القوى، في تطور يمثل جزءه الايجابي تلاشي تهديدات جيوش الدول العربية المحيطة بإسرائيل نتيجة الاهتزازات التي تعاني منها تلك الدول.

التقرير الذي شدد على جدوى عدم تدخل إسرائيل في الصراع الإقليمي الذي يتخذ من سوريا ملعبا له، مع حرصها على «الدفاع عن مصالحها الحيوية، في المقابل اتسعت دائرة المصالح المشتركة بين إسرائيل والدول العربية، كذلك فإن اكتشافات الطاقة وحقول الغاز الإسرائيلية تساهم في النمو الاقتصادي لإسرائيل وتساعد في تحسن علاقاتها بالعديد من الدول»، متحدثا عن «مساحة المصالح المشتركة بين إسرائيل وما وصفه بـ«العالم العربي البراغماتي»، اشار إلى أن اكتشافات الطاقة تساهم في تحسين اقتصاد إسرائيل وقد تساهم أيضاً في تحسين علاقتها مع دول أخرى، ما سيساهم في الحد من تدهور التضامن الاجتماعي، واتساع الفجوات الاجتماعية في إسرائيل، معتبرين أن «الهجمات على شرعية قادة الجيش الإسرائيلي وقيمه وانجرار الجيش لمواجهات سياسية كسر الأرقام القياسية السلبية».

فعلى رأس التهديدات التي شملها تقرير المعهد الذي يترأسه اللواء احتياط «عاموس يدلين» جاء حزب الله اللبناني، وبحسب معدي التقرير فان الحزب «يواصل وقوفه على رأس أخطر التهديدات المحتملة، بصواريخ متعددة المدى ذات دقة عالية، وطائرات انتحارية من دون طيار، قادرة على اصابة اي نقطة في اسرائيل ملحقة دمارا كبيرا، فضلا عن منظومة دفاع بحري من نوع ياخونت، نجح الحزب في ادخالها الى لبنان رغم كل المحاولات الاستخباراتية والغارات التي شنت لمنعه من تحقيق هدفه، وكذلك بالنسبة لمنظومة الدفاع الجوي التي اصبحت اكثر تطورا وقادرة على عرقلة عمل سلاح الجو في الاجواء اللبنانية وصولا الى شله.يضاف الى كل ذلك التطور النوعي الذي لحق بقوات الحزب البرية والذي يجعلها قادرة نتيجة الخبرة الميدانية التي اكتسبتها في الحرب السورية على اقتحام المستعمرات الاسرائيلية المحاذية للحدود اللبنانية».

ورأى التقرير أن «الاحتمال الرئيسي للتصعيد مع حزب الله يكمن في عمليات الجيش الإسرائيلي لوقف شحنات السلاح المتقدم إلى الحزب، ومن سعي إيران وحزب الله للتمركز في الجولان ومهاجمة إسرائيل من هذه الجبهة»، مضيفاً أنه «يتعيّن على إسرائيل القيام بفحص متواصل لسياستها في هذا المجال، بهدف مواصلة تقليص عمليات نقل السلاح النوعي إلى الحزب، ومخاطر التصعيد الناجم عن ذلك. كما يجب على إسرائيل مواصلة تحسين وتنقيح المعلومات الاستخبارية التي تملكها عن التشكيلات العسكرية الرئيسية للحزب بغية تمكينها من ضربها بنجاعة وسرعة عند صدور الأمر، بواسطة النار والمناورة الجوهرية، بما يخدم تحقيق أهداف الحرب». وعلى مستوى كيفية التعامل مع الحكومة اللبنانية أوصى التقدير بأن «تلائم إسرائيل خططها مع العلاقات المستجدة بين حزب الله وحكومة لبنان، وأن تشتق منها كيفية تعاملها مع لبنان وبنيته التحتية».

اما ثانيا يقول التقرير تأتي إيران التي سمح اتفاقها النووي مع الغرب بمنح الدولة العبرية وقتا اضافيا لدرس سبل مواجهتها لهذا الخطر وحشد الحلفاء في معركتها، في ظل الشرعية الدولية المؤقتة لبرنامج نووي واسع وغير محدود، رغم المخاوف المزايدة من القدرات النووية التقليدية في ظل عملية تحديث الجيش والحرس الثوري القائمة، سواء مع استلام منظومة اس 300 الروسية والصفقة المنتظر توقيعها مع موسكو والتي بموجبها ستحصل طهران على عشرات الدبابات الروسية الحديثة، فضلا عن قدراتها الذاتية في تطوير الصواريخ وانتاجها والتي تستخدمها المجموعات الموالية لها سواء في لبنان او فلسطين او حتى اليمن والتي وضعت السفن الاسرائيلية في خطر، ويشير التقرير ان القلق يرتفع منسوبه اذا ما تحقق المشروع الايراني باداته اللبنانية حزب الله، في مرحلة يتصاعد فيها التوتر على خط طهران – موسكو على خلفية النفوذ في سوريا، والذي قد يؤدي الى «دفع» حلفاء ايران من الشمال باتجاه الجنوب السوري وبالتحديد جبهة الجولان التي اصبحت واحدة مع الجبهة اللبنانية بحسب ما صرح اكثر من مرة امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله».

وفي هذا الاطار تتحدث المصادر الاسرائيلية بقلق شديد عن اقتراب خطر «تنظيم الدولة الإسلامية» وحزب الله من هضبة الجولان، حيث كتب أمير بوخبوط، الخبير العسكري في موقع «ويللا» الإخباري تقريرا اشار فيه الى تسجيل حركة ناشطة لمقاتلي «داعش» في مناطق محاذية للجولان الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي، حيث سجلت تدريبات عسكرية لهم، استعدادا لحسم المعركة في تلك المنطقة لمصلحتهم عبر انهاء اي وجود للمعارضة السورية فيها، ما يجعل الوضع مهيئا لهم لشن عمليات ضد إسرائيل.

اما التهديد الثالث، فتمثله حركة «حماس»، حيث يدور الحديث بحسب التقرير عن «احتمالية هي أعلى لتفجر الأوضاع، صحيح أن التنظيم جرى ردعه لكنه يواصل بناء قوته، حتى إذا كان الطرفان غير معنيين بذلك، فإن مواجهة يمكن أن تندلع بسبب تصعيد خارج عن السيطرة لحادثة محلية، أو أزمة اقتصادية- اجتماعية عميقة في القطاع تنفجر في وجه إسرائيل»، منتقدا الجمود السياسي مع الجانب الفلسطيني، وتقديس الوضع الراهن، وعدم تقديم مبادرات سياسية من شأنها تحسين وضع ومكانة إسرائيل دوليا، ورأى معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب أن تراجع مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط كان له انعكاسات سلبية على إسرائيل.

اما في التوصيات فقد اورد التقرير انه على القيادة الإسرائيلية إظهار جاهزية عسكرية لمواجهات واسعة النطاق مع حزب الله وحماس، مع تطبيق الدروس المستفادة من المواجهات السابقة، وبذل جهود لتقليص مخاطر اندلاع تلك المواجهات، حيث على إسرائيل «إجراء دراسة متواصلة لسياستها في هذا الإطار، بهدف الاستمرار في تقليص نقل السلاح النوعي للتنظيم ومخاطر التصعيد الكامنة به، كذلك على إسرائيل الاستمرار في تحسين وتطوير المعلومات الاستخبارية التي بحوزتها حول الأنظمة العسكرية الرئيسية لحزب الله، لتمكينها من استهدافها بفاعلية وسرعة حال اندلاع المواجهة… يتعين على إسرائيل لتنسيق خططها مع العلاقات المستجدة بين حزب الله والحكومة اللبنانية، وبناء عليه تحديد تعاملها مع دولة لبنان وبناها التحتية في الحرب، وكذلك عليها «استنفاد كل ادوات القوة الوطنية لإبعاد المواجهة القادمة، بما في ذلك السياسة الاقتصادية وإقامة البنى التحتية لتحسين أوضاع السكان في قطاع غزة، وحال اندلاع مواجهة يتطلب تحديد الوضع السياسي المطلوب، كبوصلة لأهداف الحرب، والحرص في ضوئه على تقليص وقت المعركة من خلال استغلال قوة النيران والاستخبارات، والمناورة والدفاع، مع تقليص الثمن الذي يمكن لإسرائيل دفعه في الأرواح والممتلكات والوعي والبعد السياسي، يتطلب رد فعل فاعل لمنظومة الأنفاق وقنابل الهاون استكمالا للحفاظ على الإنجازات في مجال مواجهة الصواريخ.

في الخلاصة تبين اسرائيل مرة جديدة وفقا لما ورد في احدى فقرات التقرير اعتمادها على الولايات المتحدة، التي كررت التزامها المطلق بامن الدولة العبرية بحسب ما بينت الاتصالات التي جرت مع فريق الادارة الجمهورية الجديدة، الذي ابدى حرصا واضحا على التعاون والشراكة مع تل ابيب في حربها ضد اعدائها، والتي ترجمت في برنامج مساعدات عسكرية للسنوات العشر المقبلة والذي باكورتها وصول الدفعة الاولى من مقاتلات اف 35، دون ان تنغر بادوار موسكو وبكين.