IMLebanon

خسائر «حزب الله» تُلاحقه إلى الزبداني

بعد انزلاقه بمعارك دمشق ودرعا والقلمون وتكبدّه خسائر كبيرة في الأرواح، ها هو «حزب الله» يُغرق عناصره مُجدّداً في مناطق أخرى بعد فتحه مساء أمس جبهة «الزبداني» في ريف دمشق في محاولة منه لإراحة مقاتليه المنتشرين ضمن نقاط مُحدّدة في القلمون وليس على كامل المساحة كما يُشيع إعلامه قبل أن يُفشل الثوار تقدّمه هذا ويحوّلوه إلى انتصار ميداني مُحقّق.

يُحاول «حزب الله» ومعه النظام السوري وحلفاؤه التعويض عن الخسائر التي تلحق بهم في أكثر من مكان في الداخل السوري وذلك إمّا من خلال تكثيف الغارات الجويّة في الليل والنهار على القرى والبلدات المأهولة بالسكّان، أو من خلال نشر الأضاليل والأكاذيب واختلاق الروايات عبر وسائل إعلامهم والتي تُظهرهم وكأنّهم أسياد الميدان في محاولة لحفظ ماء الوجه أمام جمهور ما عاد يثق بإعلامه وهو الذي يلمس يوميّاً عمق أزمة الحزب والنظام من خلال تشييع جثث القتلى التي تفد نعوشهم مع كل طلّة شمس إلى مدنهم وقراهم.

ليل أمس، وصلت إلى الضاحية الجنوبية جملة أخبار تتعلّق بتدهور الأوضاع في منطقة الزبداني التي تنتشر مجموعات لـ»حزب الله» في الطرف الشمالي منها، لكن أسوأ ما في تلك الأخبار هو ما جرى تناقله عن سقوط سبعة قتلى للحزب من بينهم قائد ميداني يُدعى علي ضاحي من بلدة سحمر في البقاع، كان جرى نقله من القلمون الى الزبداني منذ حوالى أسبوعين مع قادة آخرين من الحزب تمهيداً لاقتحام البلدة، وعُلم أن قيادة «حزب الله» تكتمت عن بقية أسماء القتلى بهدف احتواء حالة الإرباك التي سادت أوساط جمهورها في الضاحية، في ظل معلومات تحدثت عن أن من بينهم إثنان على الأقل من المنطقة أحدهم من عائلة «المُقداد» مُلقّب بـ»جبرائيل».

ضربات مؤلمة بات يتلقّاها «حزب الله» مؤخّراً في ظل غياب التنسيق بين وحداته المُنتشرة في الجرود وبين جيش النظام الذي بات يتّكل في حربه بشكل أكبر على الغارات التي تقوم بها طائراته الحربية والمروحية، حتّى أن من بين عناصر الحزب من أعلموا قيادتهم العسكرية في وقت سابق عن شبه ضياع أصابهم يوم دخولهم مناطق محددة في القلمون ما أوقع بعضهم تحت مرمى نيران قنّاصة المُسلحين نتيجة عدم معرفتهم المُسبقة بجغرافية المنطقة ولا تقسيمها الرقمي، لدرجة أن جمهور الحزب نفسه في الضاحية كان يُطلق بعض النكات على عناصره مثل «أن الشباب سيطروا على تلّة موسى، لكنّهم لم يعلموا اسمها إلاّ بعد إجبارهم على الانسحاب منها».

معركة «الزبداني» التي استمرّت حتى فجر أمس فاقت توقّعات «حزب الله» الذي كان تحضّر قبل فترة وجيزة للسيطرة على البلدة بأكملها، فمباغتة الثوّار لعناصر الحزب وضعتهم خارج حدود خط الهجوم المُعد مُسبقاً لإسقاط البلدة والقرى الصغيرة المُحيطة بها إضافة إلى كميّات الأسلحة النوعيّة التي خلّفوها وراءهم لدى انسحابهم من مواقعهم باتجاه القلمون في ظل عجز وحدة الإسناد الناري التابعة عن توفير غطاء للعناصر المُنسحبة، وقد أطلق الثوّار على معركتهم التي أفشلوا من خلالها تقدم الحزب والنظام «البركان الثائر» وتوعّدوا الحزب والنظام بمزيد من الخسائر في معاودتهم اقتحام الزبداني.

يبدو أن انتظار أسماء القتلى أصبح الشغل الشاغل لبيئة «حزب الله»، فمن بلدة إلى أخرى تتبدّل الأسماء وتتغيّر العناوين، لكن الثابت الوحيد هو أن أبناء هذه البيئة ما عادوا يحلمون بعُمر يُشبه ربيع أطفالهم وأحلامهم بعدما أضحت حياتهم أشبه بمحطة قطار، تودّع قتيلاً وتستقبل آخر.