IMLebanon

حزب الله «جوزة اعتى على كسرها»

حين «يتسلل» مواطن لبناني عبر الاسلاك الحدودية في الجنوب ..، فيُفاجأ قادة الاحتلال الاسرائيلي بنجاحه في الوصول الى داخل مستوطنة افيفيم الواقعة عند الطرف الشرقي لبلدة مارون الراس، لتُستدعى قوة من الاحتلال الى المكان، ويُلقي القبض على «المتسلل»، .. تبدأ التحقيقات، وتبدأ معها جولة جديدة من الهواجس والمخاوف الامنية التي تقض مضاجع المجتمع الصهيوني المرعوب من «ثورة السكاكين» الفلسطينية.

ووضعت الاوساط الاعلامية الصهيونية الحادثة في خانتين، اما ان يكون المتسلل مريضا نفسيا، واما انه كان ينوي القيام بعمل عدائي، اما الاوساط العسكرية فتحدثت عن ان المنطقة شهدت استنفارا، وان ابراج المراقبة كان ينبغي ان تكشف المتسلل، قبل ان يجتاز الخط الحدودي.

حادثة التسلل الى داخل فلسطين المحتلة، وفي وضح النهار، حركت الهواجس الامنية الاسرائيلية من عمليات تسلل، قد يكون «حزب الله» يقوم بها بصورة دورية، طالما ان شخصا مجردا من اي شيء نجح في الوصول الى داخل مستوطنة تعتبر خط دفاع اول للجليل الفلسطيني المحتل، وهي تكاد تكون ثكنة عسكرية، حيث تنتشر عند اطرافها المواقع العسكرية مراكز المراقبة، وهي مرئية للمقيمين في بلدة مارون الراس، وهي تأتي في مناخ غير مريح لقادة الاحتلال، لجهة المخاطر التي يشكلها «حزب الله»، وذلك بعد تنامي دوره العسكري داخل سوريا، جراء مشاركته العسكرية الواسعة في القتال لدعم نظام الرئيس بشار الاسد.

والتحذير الذي اطلقه مستشار الامن القومي الصهيوني السابق عميدرور من التطورات الاخيرة الحاصلة على الساحة السورية، ومن الدور الذي يلعبه «حزب الله» فيها، وان كان سبق عملية «التسلل»، فاعتبر ان «حزب الله» يشكل خطرا حقيقيا على «أمن إسرائيل القومي»، ويسأل صاحب القرار في تل أبيب، عبر صحيفة «اسرائيل اليوم» الصهيونية، ما مدى قدرة إسرائيل على منع تزايد قوة إيران و«حزب الله» تحت المظلة الروسية، مستفيضا بـ «معاناة» إسرائيل من سلوك إيران و«حزب الله»، حيال الوضع المعقد، في ضوء تواجد الروس في المحيط، وردة الفعل الروسية في حال «ردت» إسرائيل بشدة على اي هجوم عسكري.

ويزيد من اسئلته ..وهل ستبقى روسيا لامبالية بالفعل تجاه نشاط إسرائيلي عنيف في المنطقة التي توجد فيها، وتوجد لها ظاهرًا مساحة من المسؤولية عما يجري فيها؟» مشيرا الى ان كل هذه المسائل ستفحص في الواقع بشكل عملي، محذرا من زيادة تواجد الإيرانيين و«حزب الله» في سوريا تحت المظلة الروسية، وقال ان نتائج عدة ستسجل لمثل هذه الخطوة، منها ما يرتبط بحرية عمل «حزب الله» وجودة قتاله في المستقبل، وانشغاله اليوم في قتال شديد في سوريا، وهذا القتال المكثف يمنح «حزب الله» تجربة، قد نشهد على جيل من القادة من «حزب الله» خاضوا قتالا شديدا، انه منظمة تشتري ما ينبغي كي تصبح ذات قدرة أفضل، ويُقر بان اسرائيل لم تواجه ابدا في ميدان المعركة، منظمة مجربة بهذا القدر في القتال مثل «حزب الله» بعد التدخل في سوريا. وهذا ينطبق على القسم النظامي من «حزب الله» كما على رجال الاحتياط الذين يخرجون من العمل في الحقول الى الخدمة في سوريا، ويعودون إلى ديارهم بعد بضعة أشهر من القتال، وماذا سيكون معنى التغيير الحاصل في الميدان البري للمعركة ضد الجيش الاسرائيلي، أن «حزب الله» سيُظهر في حينه تجربته، ولن يكون المنظمة ذاتها التي قاتل الجيش الاسرائيلي ضدها في العام 2006، «حزب الله» بعد القتال في سوريا سيكون جوزة أعتى على الكسر.

هذه الرؤية لتطور الاوضاع على الجبهة السورية وما اظهرته لدى الاحتلال، من تنام في قدرات «حزب الله» القتالية، تتلاقى مع ما اعلنه وزير الحرب الاسرائيلي موشيه يعلون الذي اعتبر امام وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر، من إن «حزب الله» اللبناني يمثل خطراً اكبر من تنظيم «داعش» على حدود اسرائيل، والخوف ان يستغل الحزب الأزمة السورية لينفذ هجوما ضد اسرائيل، ويقول إن قلقنا الأساسي من الوضع في سوريا هو أن تقوم الفصائل المدعومة من الحرس الثوري الإيراني ووكلائهم، بمحاولة فتح أو تجديد جبهة لـ «الإرهاب» ضدنا من جهة مرتفعات الجولان. أن معظم الاهتمام الإسرائيلي منصب على العمليات البرية للقوات السورية المسلحة بمشاركة 1500-2000 من قطعات الحرس الثوري الإيراني وحوالى 800 من نشطاء «حزب الله» بدعم جوي من الروس في الأجزاء الشمالية والغربية من سوريا .

وبسخرية يسأل المعلق العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الصهيونية، أليكس فيشمان .. اذا قررت اسرائيل ان تهاجم قافلة سلاح في سوريا متجهة الى «حزب الله»، فهل سيخلي الروس السماء كي لا يُزعجوا الاسرائيليين؟.