IMLebanon

«حزب الله»… أي نصر؟!

أن يزور أمين عام حزب الله حسن نصر الله البقاع في ظلّ ظروفٍ أمنيّة دقيقة، فهذا الأمر ينبغي أن يُفسّر أبعد بكثير من مجرّد «رفع المعنويات»، فهذه الزيارة لها أبعادٌ تتناسب مع ما فاجأ حزب الله تماماً مثلما فاجأ اللبنانيين، فأي هجوم من ناحية كان متوقعاً، ولكن من «راس بعلبك» وجرود «بريتال» هو أكثر من صاعقة نزلت على رأس حزب الله والقرى الشيعيّة تحديداً، وعليه، بات من المضحك والمستهجن مفاخرة حزب الله بأنه حمى لبنان و»جونية» فيما باتت قراه وبيئته الحاضنة والحامية لظهره في القلمون السوري بحكم المستهدفة وما عدد قتلى حزب الله الذين سارع للتخفيف من وقع عددهم على بيئتهم الحاضنة إلا دليلٌ صارخ على حجم الضربة التي تلقّاها، والتي بات بحكم المؤكّد أنه سيتلقّى سواها، وإن «جرجر» الإرهابيين من جرود القلمون إلى عقر داره في جرود البقاع!!

وتكمن العقدة الحقيقيّة في زيارة حسن نصر الله إلى البقاع للإعلان من هناك ـ معزوفة «النصر» المملّة إلى ردّ « في أنّ الحزب وأمينه العام «ممعنان» في المكابرة وعدم الإعتراف بالـ «خطأ»، وهذه تجربة يُدركها الشعب اللبناني باستثناء حزب الله وجمهوره «السكران» دائماً بأوهام النصر منذ حرب تموز العام 2006 وما تلاها من ادّعاءات «نصر إلهي»… و»أوهام» النصر المُضَلَّلة والمُضَلِّلَة هذه قادت حزب الله إلى وضع نفسه في المأزق الذي وضع الجيش الإسرائيلي  فيه نفسه طوال فترة احتلاله للبنان، وهذا خطأ اعتبر به حزب الله عندما دخل بيروت غازياً حيث عمل على تسليم كلّ المناطق التي دخلها إلى الجيش اللبناني، لأنّه أدرك أن بقاءه في أزقة بيروت سيُفجّر عمليات مقاومة ضدّه مماثلة تماماً للتي دفعت الجيش الإسرائيلي إلى الإعلان عبر مكبرات الصوت «لا تطلقوا النار نحن منسحبون»، وآنذاك كانت بيروت «مهدومة ومهزومة ومنكسرة» وخرج شبابها للمقاومة…

وهذا الخطأ القاتل ارتكبه حزب الله مرّتيْن، وللمناسبة لطالما خرج حسن نصر الله ليُعلن خلال حرب تموز أنّه ليس مهماً كم تحتلّ إسرائيل من الأرض، بل المهمّ في حرب العصابات التي يعتمدها الحزب هو حجم إلحاق الأذى بالعدوّ، وهذا تماماً هو الخطأ القاتل الذي ارتكبه حزب الله، ولولا أنّه خطأ قاتل لما سقط له هذا العدد الكبير من المقاتلين في غضون شهر، وهذا المُعْلن أما المخفي فبالتأكيد أكثر بكثير..والخطأ القاتل الثاني أن حزب الله وضع يده ورِجْلَه وعنقه  في وكر «الدبابير» الإرهابي، فاستدرجهم من «الرّقة» إلى القلمون؛ وأنه عندما توهّم أنه طردهم من القلمون كان قد نقلهم صدر نظام بشّار ووضعهم في ظهره هو، فباتوا خنجراً مسموماً يكاد يحزّ عنقه من الخلف!!

العقدة الحقيقيّة أنّ حزب الله لا يتعلّم من أخطائه لأنه لا يملك إلا تنفيذ أوامر الوليّ الفقيه، ونظرة على تاريخ الإسماعيليين الحشاشّين تؤكّد أنّ حزب الله يُعيد تكرار التجربة بحذافيرها، و»الحشيشة» هذه المرّة ليست الجنان والحوريّات ، بل «القتال في جيش المهدي»، من هنا التركيز الشديد وغسل الأدمغة بـ «عصر الظهور» و»جيش المهدي» وكلّ ما يدّعيه النظام الإيراني من «ميثولوجيا» الأوهام المُخدّرة التي تمنح سلطة دينيّة وهي «اقوى وأخطر» السلطات على الإطلاق!!

«النصر سيكون حليفنا»،»وهم» جديد يصطنعه أمين عام حزب الله، «داعش» و «جبهة النصرة» باتا في ظهره، وكان يُفترض أن «الحزب» يحمي ظهره دائماً على الأقل تحت هذا العنوان خاض حروب توجيه سلاحه للدّاخل اللبناني، ولكن «ياتيهم الله من حيث لا يعلمون»…أيّ نصر؟ للأسف بيئة حزب الله تصدّقه بـ «أمواله» الطاهرة التي يدفعها ثمناً لقتلاه و»كلّو حسب التسعيرة الشرعيّة الإيرانيّة»، والنكبة التي نزلت بلبنان في حرب تموز نصر، ودمار غزّة نصر، و»مفاجأة» جرود «بريتال» نصر!! فأيّ نصرٍ هذا لأيّ وهم يخترعه حزب الله ويصدّقه حتّى عندما صار يُشيّع قتلاه وبالجُملة؟!