IMLebanon

أيادٍ خفيّة تحاول إبرام صفقة لتمرير 1500 طن من النفايات يومياً

فجأة تذكرت الحكومة اللبنانية ان في لبنان محافظة اسمها عكار.. في ازمة النفايات التي عصفت ووسط معمعة السجالات الدائرة تذكر البعض ان المنطقة النائية و«الشاردة» عن خارطة الانماء عكار قد تكون ارضها الحل للازمة التي استفحلت وادخلت الوزراء في دوامة «النفايات»..
ارض عكار التي جبلت بدماء شهداء الجيش والتي قدمت ولا تزال تقدم التضحيات الجسام في سبيل الوطن من عرق وجهد ودماء ابنائها في الجيش اللبناني والقوى الامنية والعسكرية لم تجد الدولة اللبنانية من مكافأة لها وللعكاريين سوى أن تقدم لها نفايات بيروت والمناطق اللبنانية..
كل المشاريع الانمائية ومنذ سنوات طويلة تصب في بيروت وفي جبل لبنان وفي الجنوب حيث هناك مجلس انماء الجنوب تمكن من انتزاع حقوق الجنوبيين.. الا عكار فلها الوعود المعسولة.. واخيرا لها نفايات بيروت..
حتى صحة عكار من مبلغ الـ500 مليون دولار التي اقرت مؤخرا لانماء عكار .. كيف جرى توزيع هذه الحصص؟
حسب مصدر متابع: ان حصة عكار المحافظة الاكبر مساحة والتي يناهز عدد سكانها حاليا – بعد النزوح السوري – ما يقارب الـ700 ألف نسمة وتبلغ سبعة ملايين دولار، مقابل 12 مليون دولار لبشري و18مليون دولار لزغرتا… فيما يقتضي ان لا تقل حصة عكار عن الـ70مليون دولار.
يقول المصدر كأن ابناء عكار الذين يقدمون التضحيات ويبذلون الدماء من اجل وطنهم كان ينقصهم الموت بتلوث مياه عكار الجوفية وينابيعها وبتلوث مزروعاتها التي ترويها الانهر والآبار الارتوازيه حين تبدأ عكار باستقبال ما يقارب الـ 1500طن من النفايات يوميا في حال نجحت الصفقة التي تعمل الايدي الخفية على تمريرها خلسة وفي ليل اسود..
سمع العكاريون مجددا وعودا من وزراء بلغت حدود الاغراء.. هناك من قال لنواب وقيادات: استقبلوا نفايات بيروت والمناطق اللبنانية.. وخذوا منا ما يدهشكم من مشاريع انمائية.. جامعة لبنانية.. اوتوستراد دائري وشبكة مواصلات حديثة وغيرها من المشاريع..
هذه العروض المغرية جابهها رؤساء اتحادات البلديات العكارية وقيادات المجتمع المدني ونواب عكار برفض واستنكار واعتصامات..
وسارعت البلديات الى تجميد الاتفاق الذي عقده صاحب مكب (سرار) خلدون الياسين مدير عام شركة الامانة العربية مع رئيس بلدية بيروت بلال حمد وقد التزم الياسين مستجيبا لمطالب النواب والقيادات والفاعليات العكارية مؤكدا انه لن يستقبل طنا واحدا الا برضى العكاريين جميعهم وباجماعهم السياسي والشعبي.
قضى الاتفاق على استقبال 500 طن يوميا في مكب سرار باعتماد الفرز والطمر على ان يتم تأمين محرقة كلفتها تبلغ حوالى 32 مليون دولار.
يوضح خلدون الياسين ان الاتحاد الاوربي قدم لمكب سرار معمل تسبيخ هبة وهو الان لدى وزير التنمية الادارية نبيل دي فريج.
ويعتمد مكب (سرار) من قبل كافة بلديات عكار منذ العام 1992 حيث يمتلك الياسين ارضا بعيدة عن الاماكن السكنية مساحتها 300ألف مترمربع ونجحت شركته في حل ازمة النفايات العكارية منذ 23سنة بعد ان كان الشاطيء العكاري مكبا للنفايات حتى شابه حينها مكب النورماندي الشهير عدا عن مكبات كانت تنتشر عند مفارق ومداخل القرى فجاء مكب سرار ليحل الازمة.
وقرب المكب الحالي ،مكب آخر يملكه الياسين مساحته 500ألف مترمربع لم يستعمل لغاية الآن وتجري في المكب عملية الفرز وخلط النفايات بالتراب منعا لتلوث المياه الجوفية.
يحيط بمكب سرار القرى التالية: شيرحميرين 3 كيلومتر عن المكب. دارين تبعد 5،3كم. قشلق تبعد 4 كم. هيتلا 4كم.
لكن هل يستقبل مكب سرار نفايات بيروت؟
يؤكد العكاريون نوابا وقيادات وفاعليات ورؤساء بلديات ان عكار لن تكون مكبا لاحد وان أمر المقايضة مرفوض لان الانماء حق من حقوق العكاريين..
وانه يقتضي على الدولة ان تفكر قبل اي شيء بتأمين حقوق العكاريين وفي الطليعة انشاء معمل للنفايات يمنع التلوث البيئي وتلوث المياه الجوفية قبل اي شيء آخر فصحة العكاريين ليست للمساومة..
يوضح مصدر متابع ان رؤساء الاتحادات البلدية العكارية تلقوا عرضا مغريا من وزير الداخلية نهاد المشنوق يقضي بنقل ما بين 1500طن الى 2500 طن من نفايات بيروت الادارية الى مكب (سرار) في عكار مقابل 50 دولاراً على الطن الواحد توضع في صندوق خاص باشراف لجنة من رؤساء الاتحادات البلدية العكارية وتصرف بالتساوي على بلديات عكار.
وتضمن العرض ايضا تسديد سلفة فورية الى البلديات تقدر بـ40 مليون دولار، على أن ينشأ معمل خلال سنة واحدة لحرق النفايات وان يكون الاتفاق كالتالي:
في الاشهر الثلاثة الاولى يتم طمر 80بالمئة من النفايات ومعالجة 20 بالمئة.. وفي الاشهر الثلاثة التي تلي يطمر 50 بالمئة ويعالج 50 بالمئة على ان يكون المعمل جاهزا لمعالجة كل النفايات بما فيها التي طمرت في المعمل الذي يوفر حوالى 150 فرصة عمل للشباب العكاري وان انشاء المعمل يوفر الحماية للمياه الجوفية حيث تكون وفق المواصفات البيئية والصحية.
نقل النفايات سيؤدي الى أن تشهد عكار يوميا حوالى 150 شاحنة تعبر طرقات عكار من بيروت – طرابلس اوتستراد المنية – العبدة – طريق العبودية ومن اوتوسراد العبودية يتم شق طريق بطول 400 متر باتجاه مكب سرار شرط ان يكون موعد نقل النفايات يوميا ما بين الساعة 12منتصف الليل وحتى الساعة الخامسة فجرا.
وستؤدي هذه الشاحنات الى زيادة التخريب في طرقات عكار عدا عما تسببه من عرقلة للسير وازعاج لقرى سهل عكار التي استبعدت بلدياتها لغاية الآن عن المشاركة في اجتماعات التداول بازمة النفايات.
يوضح المصدر ان هذا العرض سقط في اللقاء الثاني مع وزير الداخلية وتبين انه «طبخة بحص»:وفاحت روائح مشبوهة خلف هذا العرض بل هي مسرحية ستكون نتيجتها بتمرير الوقت لفرض نفايات بيروت على عكار مقابل فرع للجامعة اللبنانية واوتوستراد دائري ورفع حصة عكار من المشاريع الانمائية وهي وعود لن تفضي الى نتيجة مرجوة وستبقى وعودا لن تبصر النور – حسب رأي المصدر.
رؤساء بلديات جبل اكروم ودريب عكار ووادي خالد سارعوا الى تشكيل لجنة تألفت من رئيس بلدية القبيات عبدو عبدو عن بلديات الدريب، ورئيس بلدية المونسة عن بلديات جبل اكروم،ورئيس بلدية وادي خالد فادي الاسعد عن بلديات وادي خالد وسأل رؤساء البلديات هل فكر المسؤولون بالاضرار البيئية والصحية والاقتصادية والاجتماعية لطمر النفايات في مكب سرار وتأثيرها على البنى التحتية والمياه الجوفية وتعريض السلامة العامة للخطر الناتج عن مئات الشاحنات التي تقل الاف الاطنان يوميا والتي تسلك الطريق العام المؤدي الى المطمر؟ وهل اخذت الدولة بعين الاعتبار حالة الطرقات العكارية السيئة والتي تشهد يوميا ازدحاما خانقا يشل حركة المرور اليومية؟..
وتابع رؤساء البلديات تساؤلاتهم: هل فكر المسؤولون بانارة الطرق.
هل يعقل ان تكافأ عكار بتحويل ارضها المجبولة بدماء شهدائها الى مكب؟ ومن المعيب ان تحصل عكار على جزء من حقها في الانماء المسروق مقابل الرضوخ والقبول بتحويل نفايات لبنان اليها؟ وهل فكر المعنيون بانشاء معامل فرز للنفايات تحترم الشروط البيئية والصحية وتساهم بتأمين فرص عمل للشباب العاطل عن العمل؟ ان رؤساءالبلديات يرفضون كل ما يتم التداول به الا من خلال اللجنة المنبثقة عن البلديات المجتمعة واهابوا بكل المعنيين عدم تجاهل هذه المنطقة الاكثر تضررا من المطمر. وان هناك قرارات ستتخذ وصولا الى التصعيد في حال تجاهل المطالب.
أما النائب نضال طعمة فقال «نحن نفصل قضية الانماء عن قضية النفايات، فالانماء حق لعكار، وعلى الدولة ان تحقق الانماء لمنطقتنا دون مساومة او مقايضة، ونحن في عكار لسنا جاهزين لاستقبال النفايات ولا حتى لاستقبال طن واحد، لان لا توجد مطامر ومكبات وفق المواصفات البيئية والصحية واي نقل للنفايات الى عكار دون وجود معمل او مكب بيئي سليم سيؤدي الى تلوث في المياه الجوفية والبيئة ولن نقبل تحت اي ظرف من الظروف نفايات المناطق الاخرى مهما كان الترغيب الا في حال وجدت مطامر صحية وعندئذ يتم توزيع النفايات على المناطق ونحن نتحمل جزءا منها كما تتحمل باقي المناطق اللبنانية». وسأل «الان تذكروا عكار، الانماء مطلوب قبل اي شيء ولا نقبل ربط الانماء بقضية النفايات ليؤسسوا مطامر ومعامل للنفايات وفق المواصفات البيئية العالمية، ونحن كنواب جميعا متفقون على ذلك»؟..