IMLebanon

صرخة غبطته من القلب

ما قاله غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في قداس الأحد، مدخل الصوم الكبير في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي أثار انتباهي لما جاء فيه خصوصاً عندما قال: أود أن أوجه نداءً الى الجماعة السياسية طالباً من المسؤولين عندنا أن يسببوا الفرح للشعب بنشاطهم التشريعي والإجرائي والإداري والقضائي، ويخرجوه من قلقه وقهره وحاجته وظلمه، وأضاف غبطته: ونطلب منهم أن يكون اداؤهم وافر الجودة.

وقال: لا يجوز أن يستمر الشعب في تظاهرات واضرابات مضرّة للجميع مطالباً بحقوقه فيما الواجب الوطني يوجب على المسؤولين تأمينها.

وقال: ينبغي الخروج من القباحة.

كما قال: فإهمال الواجب وصم الآذان عن سماح صراخ الشعب قباحة.

والفساد والرشوة وسرقة المال العام وهدره والتهرّب والرشى قباحة.

وعدم ضبط المال العام وإعادته الى خزينة الدولة قباحة.

وفي المقابل تحميل الشعب المزيد من الضرائب والرسوم من أجل الموازنة وإصدار سلسلة الرتب والرواتب قباحة أيضاً.

وأما القباحة الكبرى فهي عدم إصدار قانون الانتخابات بعد إثنتي عشرة سنة من الدرس والتمحيص وأخذ القياسات الشخصية والفئوية، وقهر الناس في الإدارات العامة وهدر أوقاتهم وتوتير أعصابهم مثل معاينة الميكانيك، على سبيل المثال، قباحة.

هذه الرسالة البليغة من غبطة البطريرك الراعي صريحة وواضحة، ولكن السؤال الكبير: هل هناك آذان صاغية لتسمع، وعيون مبصرة لترى، وإحساس مرهف ليشعر المعنيون بهذه الصرخة الصادرة من القلب.

عوني الكعكي