IMLebanon

الإرهاب الضارب مجدداً ومسؤولية الحكومة

إنها الحرب المفتوحة، ويُخطئ من يعتقد بأنَّها أقل من ذلك:

من إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء، إلى الأحزمة الناسفة في الضاحية الجنوبية، إلى التهديدات بالوصول إلى قلب موسكو، داعش يحاول أن يضرب في كل مكان، مُدشِّناً حرباً عالمية على الشعوب كافةً والمدنية كافة.

ويُخطئ مَن يعتقد بأنَّ ما يجري، عمليات متفرِّقة هنا وهناك، هذا إستنتاج خاطئ، إنَّ تنظيم داعش اليوم هو تنظيم القاعدة في ذروة قوته حين أسقط البرجين في نيويورك. هذا هو الحجم الذي يُفتَرض النظر إليه، ومن الخطأ المميت التقليل من أهميته ومن خطورته.

***

لم يعد بالإمكان التعاطي مع ردات الفعل بل مع الفعل في حدِّ ذاته، ولم يعد يجوز التقليل من أهمية الأحداث حتى ولو كانت هامشية وصغيرة.

أمس الأول، تمّ العثور على حزامٍ ناسف مع أحد الأشخاص في طرابلس، وبعد أقل من أربع وعشرين ساعة إنفجرت الأحزمة الناسفة في الضاحية الجنوبية.

المرحلة الإرهابية اليوم هي أخطر من المرحلة الإرهابية منذ أكثر من عام حين استُهِدفَت الضاحية بالسيارات المفخخة، آنذاك تمَّ ضبط الوضع من خلال الوصول إلى مكان تفخيخ السيارات أي معالجة الإرهاب من مصدره، تمّ تفكيك الشبكات وعادت الضاحية إلى هدوئها ونفّذ وزير الداخلية خطةً أمنية من الضاحية إلى طرابلس وصولاً إلى البقاع.

***

اليوم يستعر الإرهاب مجدداً، بات وللأسف أكثر فاعلية من ذي قبل، لأنه يستخدم آليات تصعب مراقبتها. فالسيارات تسهل مراقبتها، فيما تبدو الصعوبة أكثر في مراقبة الأحزمة الناسفة.

ثم هناك أسلوب جديد هو تفخيخ الدراجات النارية، الإرهاب بات يستخدم هذا الأسلوب مستفيداً من:

كثافة استخدام الدراجات النارية في بيروت وضواحيها.

استعمال الدراجات النارية في توصيلات الدليفري، فهذا الأسلوب يُستَعمَل خصوصاً في بيروت والضواحي، فما من سناك أو مطعم إلاّ ولديه توصيلات الدليفري، فماذا يمنع الإرهابيون أن يستخدموا الدراجات النارية على أنها للدليفري ويتمُّ تفخيخها؟

للمناسبة فإنَّ أحد انفجارَي عرسال الأسبوع الفائت، تمّ بواسطة دراجة نارية.

إذاً، البلد اليوم أمام مرحلة إرهابية جديدة عنوانها الأحزمة الناسفة والدراجات النارية، وقد حقَّقت هذه المرحلة في سرعة قياسية مذبحة في الضاحية وبلبلة في طرابلس وتوتراً في عرسال، ومَن يدري فقد تتطوّر الأمور إلى إضافة أكثر من منطقة.

***

كلُّ ذلك ولم تجد الحكومة نفسها في حاجة إلى أن تجتمع في جلسة إستثنائية، فإذا كانت كلُّ هذه الخسائر وكلُّ هذه الأهوال لا تستحق جلسةً إستثنائيةً لمجلس الوزراء، فما هي الظروف الأقسى التي تستدعي مثل هذه الجلسة؟