IMLebanon

الصيف الساخن في خطاب نصرالله

تحدث الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في عيد المقاومة والتحرير، عن صيف ساخن يسبق الانتخابات الرئاسية الاميركية ستمر فيه المنطقة وهي المشتعلة اصلا بالحرائق من سوريا الى العراق فاليمن وليبا، اضافة الى التهديدات الاسرائىلية الدائمة الى لبنان.

فما اعلنه السيد نصرالله، يرتبط بالوضع في سوريا دون اغفال ما يحصل في العراق حيث يخوض الجيش العراقي مدعوما من «الحشد الشعبي» معارك مع تنظيم «داعش» في الانبار، وهو فتح معركة تحرير الفلوجة تمهيدا لطرد الارهابيين من الموصل وكل ذلك بالتنسيق مع التحالف الدولي الذي تقوده اميركا منذ العام 2014 لاستئصال «الدولة الاسلامية في العراق والشام» التي اعلنها اميرها وخليفتها «ابو بكر البغدادي»، اذ تشير مصادر سياسية مطلعة الى أن السيد نصرالله قصد حماوة وتصعيدا في سوريا وصولا الى العراق دون اغفال اليمن وليبيا، لكن تركيزه هو على ما يجري في محيطنا الطبيعي والذي يتأثر به لبنان لذلك تحدث عن صيف ساخن تحتاجه الادارة الاميركية الحالية لتسجيل نقاط لصالح مرشح الحزب الديموقراطي الذي تتقدمه هيلاري كلينتون في معركتها بوجه المرشح الجمهوري المتقدم دونالد ترامب.

وهذا ما يسعى اليه الرئىس الاميركي باراك اوباما وهو ان ينهي رئاسته الثانية للولايات المتحدة الاميركية وقد سجل انتصارا خارجيا في الحرب على الارهاب دون ان يشارك الجيش الاميركي فيها مباشرة بل عبر مستشارين وقد اوفد الافاً منهم الى العراق، و500 الى سوريا يتمركزون في عين العرب (كوباني) في المنطقة التي يسيطر عليها الاكراد، تقول المصادر التي يرى انه منها ينطلق لخوض معركة الرقة التي هي عاصمة «الدولة الاسلامية».

وارسل اوباما قائد المنطقة الوسطى في الجيش الاميركي الجنرال جوزيف فوتيل الى عين العرب (كوباني) للتحضير لمعركة الرقة وهو ما اكده مبعوثه لدى التحالف الدولي بريت ماكفورك ان القرار الاميركي بتحرير الرقة قد اتخذ وان الرئيس الاميركي اتصل بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، لتكون الاولوية لمعركة شرق سوريا وانهاء الوجود الارهابي فيها، وليس معركة حلب، التي كان رأي القيادة السورية مع حليفتها ايران «وحزب الله» ان حلب تتقدم على الرقة ودير الزور، لاقفال الحدود مع تركيا كما حصل مع لبنان ومن دون هذه المعركة سيبقى الارهابيون يتحركون في سوريا التي تغيّر وضعها الميداني منذ التدخل العسكري الروسي في الخريف الماضي ولم يكن من لزوم للهدنة وتراجع العمليات العسكرية او وقفها بعد طرد الارهابيين من تدمر ومناطق في ريف اللاذقية.

فالرئىس اوباما بحاجة لمعركة الرقة لاستخدامها كورقة في الانتخابات الرئاسية بعد ان انجز الاتفاق مع ايران حول برنامجها النووي بمشاركة الدول الخمس وحقق تقدما داخليا على الصعيد الاقتصادي والبرنامج الصحي فيبقى عليه ان يسجل انتصارا على الارهاب دون مشاركة برية من الجيش الاميركي الذي سحبه من العراق وخفضه في افغانستان، وهو يريد من روسيا ان تشاركه الحرب عبر الجيش السوري وهي ليست في التحالف الدولي تقول المصادر التي تشير الى ان روسيا لا تمانع في ذلك لكن لا توافق الادارة الاميركية على تصنيفها للجماعات المسلحة في سوريا وتوصيف بعضها بالمعتدلة وكلها تحمل «الفكر الاسلامي المتطرف نفسه».

وما يطالب به الرئيس اوباما وجنرالاته العسكريون، حول «الرقة اولا» ما زال موضع نقاش اميركي – روسي اذ ان موسكو عليها ان تقنع دمشق وطهران بالرغبة الاميركية حول وجهة المعركة ضد «داعش» التي يخوض الجيش السوري مع حلفائه الايرانيين «وحزب الله» المعارك ضدها، هذا التنظيم كما غيره من المجموعات الارهابية وفي مقدمها «جبهة النصرة» التي لا تقل ارهابا عن توأمها «داعش» والتي يحاول الاميركيون توصيفها بـ «المعتدلة» وهي تمثل «القاعدة» في سوريا وفرعها فيها.

فالجبهات ستلتهب في سوريا والعراق الذي ينسق مع الجيش الاميركي في حربه على «داعش» وان معاهدة عسكرية تقوم بين الدولتين يتم الاستناد اليها وهو ليس موجوداً مع سوريا التي تربطها معاهدة مع روسيا وهي تطبق على الارض. يبقى ان اوباما يعمل على استدراج بوتين للدخول معه في حرب التحالف الدولي على «داعش» كتنظيم ارهابي باتت له فروع في كل العالم، وهو يهدد بعمليات ارهابية ستطول اوروبا واميركا ودولا اخرى.