IMLebanon

كم غازي كنعان عندنا؟!

مازحاً، وجارحاً، قال رئيس جمهورية راحل للواء غازي كنعان «كأنك تخلط بين ساقي مارلين مونرو وساقي دجاجة».

هذا حين طرح عليه ذلك القانون الانتخابي العجيب الذي وزع الدوائر على النحو التالي: قضاء، قضاءان، نصف محافظة، محافظة، محافظتان، سيادة اللواء الذي ازعجه التعليق لم يرد مباشرة، بل كان الرد في «صميم» المدينة التي ينتمي اليها فخامة الرئيس، بل وفي صميم العائلة…

كم غازي كنعان عندنا في لبنان؟ اليس  التعليب او اليست الوصاية اكثر فظاعة حين تكون من ذوي القربى؟

لاننا نثق بالجنرال، كان رهاننا على انه الرجل الذي بقدر ما يسعى لارساء واقع جديد، يعمل لاعادة انتاج الخيال في لبنان، ولطالما كان الخيال رصيدنا الاستراتيجي (سعيد عقل كان يقول… رصيدنا الالهي) وقد دمرته تلك الاوليغارشية التي كرست الفوضى والفساد والتعفّن السياسي وحتى السوسيولوجي…

بعض الذين هالهم، وهم بارونات المصالح والمنافع، وجود رجل قوي، ونظيف، في قصر بعبدا يخططون، باي وسيلة، لضرب الرجل في الظهر، اذ كيف لرئيس الجمهورية ان يقود الحرب ضد الفساد، وان ينجح في تحديث مؤسسات الدولة، بل والمفاهيم الفلسفية للدولة، اذا لم يكن هناك قانون انتخاب يخرج 4 ملايين لبناني من المستودعات وحتى من الاقبية؟

الوصاية الداخلية اشد هولاً من اي وصاية خارجية. اين اللبنانيون في هذه الثرثرة الثقيلة الظل، والمملة والقاتلة، حول قانون الانتخاب؟

هل يحسب ملوك الطوائف انهم يقودون قطعانا من الماعز، ظواهر مشعة ثقافياً وحضارياً وابداعياً في هذه الضاحية من الشرق الاوسط التي فرض عليها ان تعيش تحت احذية انظمة تخجل منها حتى القرون الوسطى؟

قد يكون ولي جنبلاط، بـ«مأثره السياسة»، هو الوحيد الذي يتكلم من دون قناع، كثيرون وصفوه بالراقص او المتراقص الذي لا تقف قدماه في مكان، لكنه يرقص ويتراقص في الضوء، ولا يرتدي الاقنعة ولا القفازات الحريرية كما يفعل الكثيرون من اهل السلطة الذين لم تعد ازدواجيتهم، او انتهازيتهم، او حتى تبعيتهم تخفى على احد.

حيثن قلنا له ذات عشاء في قصر المختارة اننا نتمنى ان ينشط في المدى الذي كان ينشط فيه ابوه، اجاب «لا، لا، اهتمامي  سيكون بقبيلتي».

قبيلة؟ هل الطائفة التي انتجت شكيب ارسلان وكمال جنبلاط قبيلة؟ وليد جنبلاط تحية لك لانك من دون ذلك البرقع الذي يرتديه بعض من حولوا طوائفهم الى ادنى بكثير من القبائل…

اللبنانيون سئموا اللعب والتلاعب باصواتهم. ولكن هل حقاً انه مسموح اقليمياً ان يُحكم لبنان بغير هؤلاء الساسة الذين امتهنوا لعبة المصالح، وهي اياها لعبة الفضائح؟

ديموقراطية ميريام كلينك لا ديموقراطية افلاطون ولا ديموقراطية جيمس ماديسون، ديموقراطية الزواريب لا ديموقراطية الافق. حسناً فعل التيار الوطني الحر حين لوّح بالثورة السياسية والشعبية. هذه ورقة رئيس الجمهورية، الشارع ما دام المشترع على الضفة الاخرى، وحيث الخواء السياسي والانساني…

الاختباء حول الطوائف، وحول خصوصية الطوائف نفاق. اولئك الذين ارهقونا بالحديث عن الطائف وهم يدرون انهم يسيرون في الاتجاه المعاكس للطائف الذي تختزل المادة 95 من الدستور مرماه الفلسفي والاستراتيجي: الغاء الطائفية…

الميثاقية الحقيقية يا اصدقاءنا في التيار الوطني الحرّ (اياكم ان تقعوا في التحالفات الطائفية الضيقة) ليست في تكريس التوازن بين الطوائف وانما في القضاء على فديرالية الطوائف ليكون لبنان للبنانيين، ويكون اللبنانيون للبنان…

ثورة! اجل يا فخامة الرئيس لاننا ضقنا ذرعاً بالديناصورات وبالببغاءات على السواء. قل لاهل التيار الوطني الحر ان يكونوا على صورة الجمهورية الثالثة لا ان يلهثوا وراء المقاعد!