IMLebanon

كيف ستفاجِئ الصفدي الطرابلسيّين خلال ليالي رمضان ؟

على رغم جولتها الطويلة للإشراف على التحضيرات لمعرض رمضان الذي سيُقام في مركز مؤسسة الصفدي والتي أبقتها في أروقة المركز حتى ساعات الليل المتأخرة مع فريق عملها أعضاء جمعية «أكيد فينا سوى»، استقبلتنا رئيسة الجمعية السيدة فيوليت الصفدي صباح اليوم التالي في منزلها بالحماسة نفسها التي تابعت فيها التفاصيل الدقيقة لبرنامج المعرض في طرابلس فوصفته بالمهم والأكثر تميّزاً من «معارض» السنوات السابقة، كاشفةً أنه يخبّئ مفاجآتٍ قيّمة ستقدّمها هديةً كعربون تقدير لشعب طرابلس الذي احتضنها ووفاءً منها لزوجها…

وفي حوارنا قالت السيدة فيوليت الصفدي المنضمّة حديثاً كعضوٍ في هيئة شؤون المرأة، أنّ من المبكر الحديث عن الإنجازات التي حققتها جمعية «أكيد فينا سوى» وهي ما زالت فتيّة وستبلغ عامها الأول في تشرين فيما تكشف أنّ هدف الجمعية ليس الذهاب الى المياتم أو مآوي العجزة فقط بل هدفها «الإنسان» بمجمله وبمختلف انتماءاته وظروفه… مضيفةً أنّ 500 ألف نسمة في طرابلس معظمهم يعاني من حالة اقتصادية صعبة في ظل الرقود الذي يسود سوق العمل وقد تبيّن بعد الإحصاءات الأخيرة التي أجرتها مؤسسةُ الصفدي والتي كشفت أنّ 50% من أبناء وشباب المدينة عاطلون عن العمل، وهي لذلك ترى أن لا جدوى من الحديث عن المنافسة النسائية الخدماتية في المدينة وبحسب تعبيرها «فحتى لو تنافسنا جميعاً في العمل والخدمة فلن نستطيع القيام بكلّ حاجات المدينة ولن نوفي أبناءها..»

لماذا يقول البعضُ إنك ألغيت المهرجانات التي كنتِ تنوين إقامتها؟ هل يحاول أحدٌ إبعاد فيوليت الصفدي عن الميدان؟

– أولاً المدينة لا تتحمّل أكثر من مهرجان واحد. ومنذ اليوم الذي انتهى معرضُ طرابلس ضمن «أعياد نهاية العام» كنا قد بدأنا بالتحضير لليالي رمضان وهذا الأسبوع بدأت الحملةُ الدعائية له وهو يخبّئ الكثير من المفاجآت.

والحقيقة أننا لم نتغيّر ولم نتوقف عمّا كنا ننوي القيام به إنما غيّرنا المكان والبرنامج. ليس من الضروري إذا أقمنا مهرجاناتنا أو مشاريعنا في معرض طرابلس أن يكون الحدث كبيراً وأما إذا أقمناه في مكان آخر يصبح حدثاً صغيراً. فالحدث بحدّ ذاته هو المهم وأنا أعتبر أنّ رمزيّته التي نعمل عليها في شهر رمضان ستكون أكثر أهمّية من حيث الأفكار والمفاجآت من «أعياد نهاية العام».

أما بالنسبة الى المكان فقد ارتأينا أنّ مساحة المعرض الكبيرة لن تستقطب تحديداً في رمضان أبناء المدينة مثل باقي مناسبات الأعياد إذ غالبية المواطنين في رمضان يفضلون البقاء في منازلهم يحبّذون الاجتماعات العائلية. كما أنّ أسواق طرابلس في العيد تمتلئ بالمواطنين فيما التجار ينتظرون هذا العيد ليسترزقوا فلا يحق لي سحب المواطنين من الأسواق الى المعرض في ليالي رمضان.

ماذا عن إلغاء الحفلة المقرّرة؟

– الحفلة تزامنت قبل ثلاثة أيام من موعد مهرجانات طرابلس التي تقيمها السيدة سليمة الريفي، فتشاورتُ معها وقلتُ لها بما أنني سأبدّل مكانَ الإحتفال المقرَّر لرمضان ونقله الى مركز مؤسسة الصفدي قررتُ بعد التفكير والمشورة إلغاءَ الحفلة أيضاً لأنها لا تتناسب مع أجواء رمضان خصوصا ضمن الاطار الذي خططنا له ونقيمه من ضمنه، اضف الى ذلك حرصي على نجاح المهرجان الذي تنظمه السيدة سليمة. ريفي وهي صديقة عزيزة، وأن نكمل بعضنا البعض فيما نقوم به من نشاطات من شأنها ان تأتي بالخير لمدينتنا.

هل يحتكر مهرجانات المدينة اليوم طرفٌ واحدٌ برأيك؟

– طرابلس مدينة وليست قريةً وإذا رغبت زوجة كلّ سياسي بافتتاح مهرجان أو مركز أو حدث فالمدينة «بتحمل»: ولا أحد يمكنه احتكار مدينة طرابلس لنفسه فأبناء المدينة بالنتيجة يريدون الفرح. أما إذا كان البعض يحاول العمل لأجل غايات سياسية معيّنة أو ما شابه فأنا أعلن من خلال الجمهورية أن لا غايات سياسية لنا بل نعمل من أجل بناء الإنسان والذي كان الحافز الأساسي لتأسيس جمعية «فينا سوا».

في المناسبة يقولون إنّ معرض طرابلس زمن الميلاد كان مربحاً لكم ليس فقط شعبوياً إنما مادّياً أيضاً؟

– للجميع أقول إنّ حسابات الخسارة من «مهرجان طرابلس للأعياد» موجودة في وزارة السياحة لأننا طلبنا دعمها لتعويض جزءٍ من الخسارة، فإذا أراد البعضُ الاطّلاع عليها فليتوجّه الى الوزارة ويتأكد بنفسه من أننا شخصيّاً كلّفنا الكثير إتمامُ هذا المهرجان بالشكل المتميّز والراقي الذي كان عليه بشهادة الجميع وبشهادة من صوَّتوا لأجمل شجرة ميلاد للعام 2017.

وأيضاً في المناسبة يقول البعض إنكم دفعتم لتتصدّروا المرتبة الأولى في مسابقة أجمل شجرة ميلادية؟

– أؤكد أنّ أهل طرابلس في جميع أنحاء العالم هم مَن صوّتوا لأجمل شجرة ونجاحنا في سحب اللقب من شجرة جبيل الميلادية يعود الفضل فيه فقط الى أبناء طرابلس الأصليين المنتشرين في كل أرجاء العالم.

هل عائلة الصفدي تنوي إطلاق فيوليت الصفدي في الحقل العام وتحديدا في العمل السياسي؟

– لا مطلقا لا هدف سياسياً لي كما أني لا أعمل لأجل أهداف زوجي السياسية فعندما كانت لمحمد الصفدي أهداف سياسية لم أكن هنا، ولم يحتجْني لأحققها له ونجح بأصوات الآلاف من دوني، فأعماله تُنصفه ومحبّة الناس كبيرة له.

هل يستهويك العملُ السياسي؟

– في وجود محمد الصفدي لا أفكر أبداً في الموضوع، فمجرّد وجوده في الساحة السياسية تقف العائلة خلفه وليس حتى الى جانبه فجميعنا خلفه… ودائماً.

ماذا عن مفاجآت معرض رمضان؟

– نعمل بصمت منذ سنة بالتعاون مع مصر وباكستان وتركيا لاستقدام بعض الأمانات المقدّسة والآثار النبويّة المتواجدة والمحفوظة هناك. أما مفجأتُنا الكبيرة فهو ما يجري العمل عليه من استقدام أثر نبوي من تركيا وكل الجهود قائمة للإستحصال على الأذونات الخاصة من إدارة المتاحف التركية ووزارة الثقافة التركية لتأمين مشارَكة آثار الأمانات المقدّسة هذه في معرضنا من 15 الى 21 حزيران. علماً أننا تحمّلنا تكلفة التأمين العالية جداً مع حراسة مشدّدة لاستقدام الآثار النبويّة» الى لبنان ولا أخفي أنّ دولاً عظمى طلبت نقل هذه الاثار إلّا أنها لم تُوَفّق.

وبالإضافة الى تصويرنا لبعض الآثار الحيّة المتعلّقة بالرسول وآثار الصحابة الموجودة ايضاً في «توب كابي» للمرة الأولى سيتم عرض صور ذات جودة عالية لبعض الآثار النبويّة الموجودة في جامع السيد الحسين في مصر في الوقت الذي لم تُعرض أيّ مرة في السابق.

في نهاية الحوار أشارت الصفدي الى «الرعاية الكريمة» لرئيس الحكومة سعد الحريري الذي سيفتتح المعرض شخصيّاً في 14 من الشهر الحالي شاكرةً «دعمَه الحقيقي وليس الصوَري لمشاريع مؤسسة الصفدي كافة».

وختمت الصفدي بشكر خاص للدكتور خالد تدمري الذي ساعد الجمعية بإعداد وإنجاز هذا العمل الرائع مختصرةً برنامج الليالي الرمضانية الذي سيشارك فيه هذا العام لليلتين متتاليتين الداعية عمر عبد الكافي من ضمن ندوتين قيّمتين، ناهيك عن غناءٍ جماعيٍّ ديني للـharmony band وفرقة «نوى الشبابية للموشحات»، وفرقة «ابن عربي المغربية العالمية» وهي فرقة إنشادٍ صوفيٍّ أندلسيّ تشارك للمرة الأولى في لبنان أما الحدث «الغالي على قلبها» حسب تعبيرها فسيكون الإفطار الذي تعد له مع أكثر من 2000 يتيم، إضافة إلى كسوة العيد للأطفال التي ستغطي حوالى 2500 ولد في العيد.

ماذا تغيّر أو سيتغيّر برأيك في طرابلس بعد «غزوتك» لها؟

– كلمة «غزو» تستخدم لوصف «العدو» أما أنا فقد أصبحت إبنة طرابلس وما أفوم به لا يتعدى واجبي تجاه أهلي ومدينتي وطرابلس تستحق… أعلم أنني لن أستطيع الكثير إلّا أنني من المؤكد سأغيّر شيئاً وسأترك بصمةً وهذا يكفيني.