IMLebanon

ليتك لم تزني ولم تتصدقي

الأزمة بين حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة وبين «حزب الله» بدأت منذ شهرين تقريباً، وجاءت نتيجة تلقي الحاكم تعميماً من السلطات الاميركية يمنع التعامل مع «حزب الله» الذي تعتبره الولايات المتحدة الاميركية حزباً إرهابياً…

بطبيعة الحال كان على حاكم مصرف لبنان أن يرسل كتاباً الى البنوك يحذرهم فيه من التعامل مع بعض الأسماء من الذين يوجد تشكيك في حساباتهم، ولكن الحاكم أصدر تعميماً ثانياً مرفقاً مع التعميم الأول حذر فيه المصارف من إقفال أي حساب إلاّ بعد مراجعة مصرف لبنان.

إثر التعميم أجرت شبكة تلفزيون «سي.ان.بي.سي» ) C.N.B.C( الاميركية لقاءً مع الحاكم الذي قال: «لا نريد أن يكون بضعة لبنانيين سببا في تسميم صورة لبنان وتشويهها…».

طبعاً كان رد الحزب قاسياً وتزامن مع المتفجرة التي وضعت على حائط بنك لبنان والمهجر…

كما ذكرنا فإنّ القرار الذي أصدره الحاكم وأبلغه الى المصارف جاء بناء على قرار من الادارة الاميركية، وما دمنا نرتبط بالدولار الاميركي كما هي الحال في كل بلاد العالم فكيف يمكن أن نتصرف خارج هذا المضمار؟!.

فطنة الحاكم في التعميم بأنّ على المصارف مراجعة لجنة التحقيق في مصرف لبنان وضعت الأمور في نصابها القانوني، إذ لم يترك مصرف لبنان حرية الاختيار للمصارف بل ربطها بوضع قانوني وبإشرافه…

ومع مرور الأيام تبيّـن للحزب أنّ موقف الحاكم اتسم بالعقلانية وحمى القطاع المصرفي من أزمة مصيرية خصوصاً في مثل هذه الأيام، وهنا لا بد لنا من أن نذكر أنّ «البنك العربي» اضطر أن يدفع مليار دولار عقوبة بسبب حساب لأحد الاشخاص اعتبروه إرهابياً، علماً أنّ الشيك الذي عوقب عليه «البنك العربي» هو (1000) ألف دولار أميركي؟!.

نعود الى أنّ الحزب أرسل عبر أحد الوسطاء كلام تقدير للحاكم اعتبر أنه لجم بعض المصارف ومنعها من تحويل القانون الأميركي أداة لمقاضاة المصارف اللبنانية…

على كل حال، منذ اللحظة الاولى للاشتباك كنا نقول: «اعطوا خبزكم للخباز»… أي يا جماعة لكل إنسان في الحياة له اختصاص وربّ العالمين أهدى لبنان رجلاً على قدر من الثقة الكبرى الدولية والعالمية، وله نجاحات في العالم، ويكفي لبنان أنّ الجرس الذي قرع له في «دو جونز» و»Wall ST».. وهذا لا يحصل إلاّ نادراً.. هو تأكيد على أهمية حاكم مصرف لبنان على الصعيد المالي…

وهنا لا بد من إبداء إعجابنا الكبير برد فعل الحاكم الهادئ والعاقل وكأنّ شيئاً لم يكن.؟!