IMLebanon

الحكومة امام الاختبار الصعب اليوم

كتب عبد الامير بيضون:

تكتسب جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي اليوم، وما سينتج عنها من قرارات وأجواء، صفة استثنائية ومميزة، حيث أعيدت الحياة الى «المركز الوحيد للسلطة التنفيذية في لبنان…» بعد تعطيل قسري قارب الأربعة أسابيع، في ظل الشغور في سدة رئاسة الجمهورية الذي يدخل اليوم يومه الرابع بعد الاربعماية، وسط تداعيات وتطورات أمنية اقليمية بالغة الخطورة، وتتمدد من دولة الى أخرى، اخرها مصر حيث اشتعلت في سيناء…

وكعادته، فقد دخل تكتل «التغيير والاصلاح» على خط «الحرتقة» عبر وزير التربية الياس بوصعب الذي ارسل كتاباً الى رئيس الحكومة باسم التكتل يعترض فيه على جدول أعمال جلسة الحكومة اليوم… من غير أية اشارة الى ان وزراء التكتل وحلفاءهم سيقاطعون او ينسحبون… لكن مصادر التكتل أكدت أنه ستعقد جلسة للتكتل عقب جلسة مجلس الوزراء…

وإذ يسلم الجميع، ان أوان انجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان لم يحن بعد، بانتظار تطورات دولية – اقليمية – عربية، فإن الأنظار تتجه الى السراي الحكومي اليوم، و«لبنان يصارع القدر للبقاء على قيد الحياة، وبعض قادة الرأي فيه متلهون بصراعاتهم الداخلية على السلطة والنفوذ والمكاسب الرخيصة» على ما قال وزير الاتصالات بطرس حرب، كما تتجه الى مجلس النواب حيث ضرورة «تشريع الضرورة» تقدمت الى الواجهة وليستأنف المجلس عمله ويعود الى دوره في التشريع والرقابة…

سليمان: لكي لا يكون الفراغ شريكاً مضارباً

وقد أكد الرئيس ميشال سليمان خلال اجتماعه بكتلته الوزارية – و«اللجان التحضيرية» في «لقاء الجمهورية» ان «عودة مجلس الوزراء الى الاجتماع تأتي في سياق الضرورة الملحة التي تحتاج اليها البلاد لتسيير الشؤون الحياتية التي تتطلب معالجات سريعة…» محذراً من «خطورة الانجرار في رمي الطروحات المتعلقة بتغيير شكل الجمهورية، في حين تبدو البلاد بأمسّ الحاجة الى تحصين اتفاق الطائف وتطبيق اللامركزية الادارية واعتماد الآلية الدستورية المتعلقة بانتخاب الرئيس، مع ضرورة البحث لاحقاً في الحلول الآيلة الى ضمان حسن تطبيق الدستور كي لا يصبح الفراغ، بشكل معيب، شريكاً مضارباً لرئيس الجمهورية…» ليخلص مندداً «بالأعمال الارهابية المتنقلة التي لا تعترف بحدود ولا بانتماء سياسي او طائفي او مذهبي…».

«المستقبل»: الرئيس قبل قائد الجيش

من جانبه، وعشية استئناف جلسة الحوار الـ15 بين «المستقبل»  و«حزب الله» في عين التينة مساء اليوم، فقد أعرب عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري عن أمله في ان تكون جلسة مجلس الوزراء اليوم، منتجة داعياً الى «فتح دورة استثنائية في المجلس النيابي ليستأنف عمله ويعود الى دوره في التشريع والرقابة في ظل الظرف الاقليمي والتعقيدات التي نواجهها في المنطقة…».

وإذ أشاد حوري بقائد الجيش (العماد قهوجي) لافتاً الى ان ولايته مستمرة حتى 23 ايلول المقبل، فقد أشار الى ان الوزير الوحيد الذي له حق طرح موضوع تعيين قائد جديد، هو وزير الدفاع حصراً…» مشيراً الى ان «الأولوية الحتمية لحل مشاكلنا الآن، هي انتخاب رئيس الجمهورية الذي سيكون له رأي محترم في تعيين قائد الجيش…» ليخلص مؤكداً اننا «لن نقبل بتعيين قائد الجيش قبل انتخاب رئيس الجمهورية…».

لقاء الاربعاء النيابي بري: لترسيم الحدود

إلى ذلك، فقد كان «لقاء الاربعاء النيابي» في عين التينة يوم أمس حافلاً بالموضوعات والعناوين التي باتت تشكل ضغطاً حقيقياً على الواقع اللبناني، في الأمن والاقتصاد والالتزامات المتبادلة بين لبنان والخارج…

وإذ تناول الرئيس نبيه بري باسهاب ملف النفط، مشدداً على أهمية «الموقف اللبناني الموحد في مواجهة محاولات العدو الاسرائيلي الاعتداء على بحرنا وثروتنا النفطية…» لافتاً الى ان «الموقف اللبناني واضح، وهو مع ترسيم الحدود البحرية باشراف الأمم المتحدة ووفقاً للقرار 1701» مشدداً على ان «لا تنازل عن أي قطرة مياه او شبر واحد من حدودنا البحرية كما البرية…».

جابر لـ«الشرق»: أجواء ايجابية واتفاق على جلسة نيابية

وفي السياق كشف عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر لـ«الشرق» ان الأجواء كانت ايجابية، وان الرئيس بري ملتزم الى أبعد الحدود تأمين النصاب لجلسة مجلس الوزراء اليوم، وان الاتفاق مع رئيس الحكومة تمام سلام على ضرورة فتح دورة استثنائية لمجلس النواب لتشريع الضرورات، حيث على جدول الأعمال أحد عشر بنداً متفق عليها… من بينها مشاريع البنك الدولي وقروض بمليار دولار، واتفاقات، وقانون سلامة الغذاء وافادات الطلاب الخ…

وقال النائب جابر ان أحداً لا يقدر ان يتجاهل عامل الجغرافيا – وما يجري في المحيط الاقليمي من أعمال اجراميةآخرها في شمال سيناء – ولبنان يمر في ظروف استثنائية، وليس من مصلحة أحد تعطيل المؤسسات…».

وأشار الى أنه فور اتخاذ الحكومة قرار فتح الدورة الاستثنائية فإن الرئيس بري سيدعو مكتب المجلس لاجتماع استثنائي…

رسائل دولية

ولفت النائب جابر الى أهمية الزيارات التي قامت بها الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ، برفقة وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي الى منطقة عرسال واشادتها بالجيش اللبناني، الذي استطاع ان يحقق، بامكانات قليلة، انجازات نوعية في مواجهة الارهاب، ما يشجع المجتمع الدولي على دعمه والمضي في الرهان عليه، لاسيما ان لبنان جزء أساسي من منظومة مواجهة الارهاب…

ولفت النائب جابر أكثر الى اعلان كاغ «ان الوجود في عرسال هو خط تماس بالنسبة الى لبنان، كما بالنسبة لأوروبا…» داعية المجتمع الدولي الى العمل على تجهيز الجيش بكل المعدات اللازمة والاستمرار بامداد الجيش بهذه المعدات والتجهيزات من أجل وضع حد لهذه الحالة…» كما أشاد بزيارة السفير الفرنسي باتريس باولي الى بعلبك وتأكيد استعداد، فرنسا دعم لبنان… ليخلص الى التأكيد على اهمية هذه الزيارات – الرسائل…

هوشتاين يلتقي سلام

وفي الاطار عينه، جال المبعوث الاميركي الخاص ومنسق شؤون الطاقة الدولية آموس هوشتاين على عدد من المسؤولين، في سياق متابعته لملف التنقيب عن النفط والغاز اللبناني والتقى الرئيس سلام ووزير الطاقة آرثور نظريان… ومن المقرر ان يزور هوشتاين اليوم الرئيس بري…

وفي السياق، وإذ شدّد عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب انطوان سعد على ضرورة اعادة اطلاق عمل مؤسسات الدولة… فقد دعا «النواب المقاطعين الى تحمل مسؤولياتهم الوطنية والنزول الى البرلمان لانتخاب رئيس للبلاد يكون توافقياً وقادراً على توفير مناخات التلاقي بين القوى السياسية…» مؤكداً «ان التئام مجلس الوزراء ضرورة ملحة…» وداعياً الى «فتح المجلس النيابي للتشريع وتأمين الاستحقاقات المتوجبة على الدولة…».

الجيش يعيد الهدوء الى السعديات

على صعيد آخر، وفي تطور خطير، هو الأول من نوعه منذ انطلاق الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله»، أطلت اشارات فتنوية من بلدة السعديات، التي تحولت ليل أول من أمس الى مواجهات مسلحة بني «سرايا المقاومة» من جهة ومناصرين لـ«المستقبل» من جهة أخرى… وقد أكدت مصادر «المستقبل» لـ«المركزية» ان ما جرى على خطورته لن يؤثر على مجريات الحوار، إلا أنه سيحضر بقوة في جلسة الحوار اليوم…

وكانت الاتصالات السياسية نجحت بعد تدخل الجيش ميدانياً في اعادة «الهدوء الحذر» الى السعديات التي شهدت أمس انتشاراً كثيفاً للجيش بعد الاشتباك المسلح الذي أدى الى سقوط عدد من الجرحى… وفرض طوقاً أمنياً حول مكان الاشتباك، وسير دوريات مكثفة وركز حواجز ثابتة وظرفية في مختلف أنحاء المنطقة…

أمنياً أيضاً، فقد استهدفت قوة من الجيش في منطقة عرسال ليل أول من أمس، مجموعة مسلحة من جبهة «النصرة» أثناء محاولتها التسلل بين البلدة وجرودها، حيث اشتبكت مع عناصرها، وأوقعت في صفوفهم خمسة قتلى عرف منهم السوري غالب سعيد غيه… وتمّ تسليم الجثث الى «المرجع المختص» لاجراء اللازم…