IMLebanon

زاد في الرقة حتى انفلق

يبدو موقف «حزب الله» من ميشال عون وكأنّه يحمل الجنرال على ظهره ويدور به، لذلك نرى الحزب من أمينه العام حتى آخر ناطق باسمه في موقع الدفاع عن عون والتهجم على خصومه السياسيين.

أصلاً، مَن يعتدي على عون؟ ولماذا التأكيد بين فترة وفترة على التمسّك بميشال عون الى حد تعطيل العملية الانتخابية الرئاسية بسبب كونهم عاجزين عن ايصاله الى الرئاسة؟ وبالذات لأنّ إيران لا تريد الانتخابات الرئاسية إلاّ بإيصال من تريد إيصاله.

والواقع أنّ عون لا ينطبق عليه الشرط الأساس للوصول الى رئاسة الجمهورية في بلد مثل لبنان ألا وهو أن يكون توافقياً، وأن تكون الخطوط مفتوحة بينه وبين جميع الأطراف اللبنانيين، فلبنان بلد التسويات، بنشأته وكيانه وحكوماته ومجلس نوابه الخ…

إلاّ أنّ لدى «حزب الله» رأياً آخر! وعليه فهو تارة يضفي على ميشال عون صبغة «الممر الاجباري» للرئاسة و… للحكومة أيضاً، وتارة يريده «الرئيس الذي لا بدّ منه».

ولم يكن الجنرال في حاجة الى هذا «الضغط» الذي يمارسه الحزب، ومن ورائه إيران، حتى ينتشي بالحلم الرئاسي الموعود… و»الغرض مرض» كما يُقال، و»الغرض عمى» كما يُقال أيضاً، ولقد أصيب عون بـ»العمى الرئاسي»، والرجل معروف، على امتداد تاريخه، بأنّه لا يجيد التوصّل الى التسوية، بل هو يذهب في تعنّته الى أبعد الحدود، وكثيراً ما ترتد النتائج عليه سلباً، مسجّلاً الخسائر الفادحة التي تصيبه مباشرة.

قادنا الى هذا الكلام الانتقادات التي وجهها الناشطون في حراك الشارع الذي ساووا بين عون وسائر القيادات السياسية في انتقاداتهم، فانبرى قياديون في «حزب الله» اعتراضاً على هذه المساواة، وآخرهم أمس الحاج محمد رعد رئيس كتلة نواب «حزب الله»…

ولمناسبة الحراك في الشارع فثمة ملاحظة كانت واضحة جداً في التظاهرة والاعتصام يوم السبت الماضي، فلقد تبيّـن بما لا يقبل أي شك أنّ ساحة الشهداء كانت ساحة للأوادم، بينما كانت ساحة رياض الصلح مرتعاً للرعاع (ولا نشمل أو نعمّم، فقط نقصد الذين ارتكبوا التجاوزات ضد الأملاك العامة والقوى الأمنية).

صحيح أنّ الاحتجاجات، بأنواعها كافة، يكفلها الدستور… هذه مسلّمة لا يختلف عليها إثنان… ولكن الفوضى والتخريب و… قلة التهذيب هي مرفوضة جملة وتفصيلاً…

فهل ينقصنا خراب، وهل ينقصنا توتر، وهل ينقصنا افتعال الفتنة في لبنان؟!.

ألا يكفي ما يعانيه اللبنانيون ليكتمل النقل بزعرور الزعران؟!.