IMLebanon

الدعم الدولي للجيش مصدر ثقة بدوره

أغدقت الولايات المتحدة الاميركية في السنوات الاخيرة مساعداتها العسكرية للقوى الامنية من جيش وقوى أمن داخلي وزودت القوى المسلحة اللبنانية بسلاح ساعد الجيش في مهامه القتالية وحروبه الضروس على الارهاب الذي تسلل الى العمق اللبناني ولم يوفر منطقة لبنانية وكاد يتمدد لولا عمل الاجهزة الامنية وقدراتها المخابراتية والعسكرية وكذلك فعلت فرنسا ولو بصورة محددة وهي التي كان يفترض ان تضطلع بمهمة استثنائية في تسليح القوى الامنية في الهبة السعودية التي طارت وبريطانيا التي حضر وزير خارجيتها مؤخراً لتتميم عملية تسليم الجيش الطوافات العسكرية، ولعل اهمية هذه المساعدات او الحركة التي ظهرت مؤخراً في اتجاه دعم الجيش اللبناني هي في كونها تأتي في وقت تشن المملكة السعودية حرباً على لبنان في الاعلام والاقتصاد وكانت بدأتها بحرمان لبنان من هبة المليارات الثلاثة، وبعد كلام سعودي مفخخ حول «ضعف» الجيش امام حزب الله وبان السعودية حجبت ملياراته بسبب سياسة حزب الله وتحكمه بمفاصل الدولة اللبنانية.

واذا كان زعيم المستقبل حاول ان يصلح ما خربته السعودية مع قيادة الجيش عبر زيارة تقديرية الى اليرزة في عز الحملة السعودية، فان الواضح ان المساعدات الغربية الى لبنان لم تكن بحاجة لقوة دفع اضافة الى ذلك ان الولايات المتحدة لم توقف دعمها للمؤسسة العسكرية وبعض الدول الغربية والاوروبية لاقتناعها بالدور الذي يضطلع به الجيش في مكافحة الارهاب والتصدي له وهو الذي انجز بطولات وملاحم قتالية من معركة نهر البارد الى ضرب الحالة الأسيرية وتوقيف ارهابيين الى معركة عرسال.

وفي حين يقال وتثار شكوك كثيرة حول المساعدات واهميتها حيث ان الكلام السلبي يعتبر انها تأتي في سياسة عرض العضلات وتصب في الصراع الجاري بين الدول والسباق على الساحة اللبنانية ولتوجيه رسالة تمنع تفرد ايران بالورقة اللبنانية فان الكلام الايجابي يطغى على طبيعة التقديمات العسكرية، فالمساعدات العسكرية تعني ان هناك رضى دولياً على دور الجيش في حماية الاستقرار وان لبنان يحظى بدعم الدول الكبرى في هذا المجال خصوصاً ان القوى المسلحة اللبنانية اثبتت جدارة في التعامل مع المجموعات الارهابية التي دخلت الاراضي اللبنانية واحتلت جزءاً من السلسلة الشرقية في جرود عرسال. من ناحية ثانية فان الدول الغربية قد اختبرت «وحش» الارهاب في فرنسا وبلجيكا وهي تعتبر ان ضربه بات حاجة ملحة في كل دول العالم بعد ان نجح في التسلل الى الغرب.

وفي حين يبدو التسابق لدعم الجيش مؤخراً واضحاً بين بريطانيا التي حضر وزير خارجيتها لدعم المؤسسة العسكرية بمبلغ 19 مليون جنيه استرليني في حين قدمت اميركل طوافات بقيمة 26 مليون دولار لتعزيز قدرات الجيش فان أهم من تلك الهبات يكمن في القرار الغربي بتسليح الجيش، وان كان دخول بعض الدول على خط التسليح ليس جديداً فالولايات المتحدة الأميريكية بدأت دعم الجيش منذ العام 2004 وهي لا ترغب وفق أوساط مطلعة في ابطاء او وقف مساعداتها بل تعمل على زيادة وتيرتها واستمرار الدعم الاميركي مرده الى ارتياح الأميركيين لدور الجيش واداء المؤسسة العسكرية خصوصاً ان الجيش يملك عقولاً قتالية ويتميز ضباطه وعناصره بقدرات كبيرة.

لم تعد المساعدات العسكرية للقوى الامنية اللبنانية مجرد وعود يصعب تنفيذها او فرص تنتظر الوقت المناسب لتجد طريقها الى ان تصبح واقعاً ملموساً فالمساعدات او الهبات العسكرية من الولايات المتحدة الاميركية واوربا الى الدولة اللبنانية دخلت فعلاً حيز التنفيذ وباتت حقيقة يصعب تجاوزها بعدما كانت في الماضي هبات متواضعة ومحدودة لتصبح اليوم اكثر شمولية والى كل الاجهزة الامنية بدون استثناء من المؤسسة العسكرية الى الامن العام والامن الداخلي. وبدون شك فان الاحداث الامنية المتنقلة في اكثر من منطقة لبنانية وتسلل الارهاب الى لبنان من بوابة عرسال وفي مخيمات النازحين السوريين اعطى حافزاً لهذه الدول لتسريع وتيرة التعاون ومساعدة لبنان في مواجهة ارهاب داعش والنصرة من خلال المساعدة في دعم وتطوير المؤسسات الامنية لمواجهة المرحلة الخطيرة.