IMLebanon

استثمروا في السلام بدل أن تستثمروا في الحرب

يبدو أنّ النظام السوري المجرم لا يعلم أنّ الأقمار الصناعية أصبحت تصوّر كل ما يحدث في العالم، وعندما يدّعي هذا النظام المجرم أنّ تفجيراً لمصنع للغازات السامة هو السبب في انتشار الغازات السامة في خان شيخون في إدلب يكون مجافياً للحقيقة.

إنّ ما جرى، بكل وضوح، هو أنّ طائرات النظام المجرم قد استعملت قنابل الغازات السامة، وهذه ليست المرة الأولى التي يستعمل فيها النظام السلاح الكيميائي ضدّ شعبه، ولو استعدنا تاريخه في هذا السياق لاكتشفنا الوقائع المذهلة الآتية لاستخدامه الاسلحة المحظرة دولياً:

. في 23 تموز 2012 أقرّ النظام بامتلاكه السلاح الكيميائي مهدداً باستخدامه.

. في 21 آب استخدم النظام هذا السلاح في الغوطة الشرقية قرب دمشق، وبعد أيام اتهمته بريطانيا باستخدامه.

* في 16 أيلول، بعد يومين من الاتفاق الروسي – الاميركي على ترحيل هذا السلاح الى خارج سوريا، نُشرت «أدلة واضحة» على استخدام النظام غاز «السارين» السام.

* في 10 أيلول 2014 أكدت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية أنّ النظام استخدم غاز الكلور، وكانت لجنة تحقيق دولية اتهمت قبل أيام النظام باستخدام الكلور.

* في 25 آب 2015 جرى توثيق طبيعة العنصر الكيميائي في آثار قصف من طائرات النظام.

* في 5 تشرين الثاني أكد خبراء في الأسلحة الكيميائية أنّ النظام استخدم غاز الخردل.

* في 2 آب 2016 أصيب 40 مدنياً بالاختناق في «سراقب» جراء غاز الكلور المستخدم من قبل النظام.

* في 21 آب أكد تقرير سري أنّ جيش النظام شن هجمات بغاز الكلور على بلدات قميناس وتلمنس وسرمين.

* في 28 شباط الماضي (2017) أوقف الڤيتو الصيني – الروسي قراراً بفرض عقوبات على النظام لاستخدامه الكيميائي.

* يجري حالياً التحقيق في 8 هجمات بغازات سامة منذ مطلع العام.

* أول من أمس أدّى استخدام النظام الغاز السام الى سقوط 100 قتيل و400 مصاب في خان شيخون، في منطقة إدلب.

إنّ هذا النظام قائم على الكذب… في بداية الثورة السورية وبعد مرور 6 أشهر كان الشعب السوري يتظاهر سلمياً ولم تكن في التظاهرات أي نوع من أنواع السلاح إذ كانت سلمية مئة في المئة، وفي هذا الوقت بالذات كانت مدافع ورشاشات وطائرات الهليكوبتر تقصف الشعب المسكين الأعزل، وبعد ستة أشهر تحوّلت الانتفاضة السلمية الى ثورة مسلحة بعدما قتل المجرم السفاح بشار الاسد الآلاف من المواطنين العزّل.

في هذا الوقت بالذات وبينما طائرات النظام السوري المجرم تقتل الأطفال في خان شيخون يشارك الرئيس سعد الحريري في مؤتمر في بروكسيل دعا إليه الاتحاد الاوروبي وحضرته 41 دولة ومنظمة أوروبية ودولية وعربية وأممية، حمل الحريري خلاله الهمّ اللبناني، وروى، في كلمته، حادثة العائلة اللبنانية في عرسال التي استضافت أربعة أولاد سوريين نازحين في بيتها وتولّت شأنهم غذاءً وإيواءً واهتماماً… وكانت المساعدات تصل الى هؤلاء الأولاد من الهيئات والمنظمات الداخلية والخارجية، بينما العائلة المضيفة التي تحمل عبئهم لم تتلقَ أي مساعدة.

لذا، دعونا نستثمر في السلام بدل ان نستثمر في الحرب كما يفعل المجرم السفاح بشار الاسد. والاهم ان الحريري دعا الى الاستثمار في لبنان ليس من اجل لبنان بالطبع، بل من اجل سوريا والسلام في المنطقة.

الخلاصة كما قال الرئيس الحريري إنّه من الأفضل لمحاربة الارهاب أن نتجه الى الاستثمار في السلام بدل أن نستثمر في الحرب، وهذا ممكن عندما يفهم العالم أنّ محاربة الارهاب تكون بمعالجة موضوع الفقر والجهل في العالم لأنّ هذه هي البيئة الحاضنة للارهاب.