IMLebanon

إيران الاحتلال والكراهية 3/4 حسن نصرالله كبيرالشعوبيّة المعاصرة

كلام علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني لشؤون القوميات والأقليات الدينية، قبل أيامٍ قليلة في حسينية فاطمة الزهراء بالعاصمة الإيرانية طهران في ذكرى وفاة الإمام الثامن في المذهب الشيعي الاثني عشري، الإمام علي ابن موسى الرضا، كان المحرّك والدّافع لكتابة هذه «الرباعيّة» من المقالات تحت عنوان عريض [إيران الاحتلال والكراهيَة] لسبب بسيط أنّه أيقظ نيران «الشعوبيّة» وما فعلته في التاريخ العربي والتي دأب الشيعة عموماً على نفيها واعتبارها وهماً وخيال مؤامرة رسمه العرب، حتى جاء اعتراف علي يونسي واضحاً لا لبس فيه: «عندما قتل الإيرانيون شقيق المأمون (الأمين) سحبوا السلطة من العرب إلى الأبد»، بل ذهب يونسي أبعد من هذا إذ اعتبر أنّ «أغلبية الأحداث التي نعيشها اليوم هي محاولة لاستعادة سيطرة العنصر العربي على العالم الإسلامي»، وباختصار نقول: كلام يونسي بدّدَ كلّ ما ظلّ مئات القرون يتردّد عن نفي أيّ دور لـ»الفرس» كما «اليهود» في تدمير نسيج الأمة العربيّة والإسلاميّة، ومن بوابة مطيّة «التشيّع لآل البيت»!!

ومن دون أدنى مواربة، نملك من الشجاعة ما يجعلنا نقول: إنّ حسن نصرالله أمين عام حزب الله هو كبير بل أكبر رجالات إيران في تكرار محاولة «بنو برمك» لتدمير إمبراطورية العرب بعد هارون الرشيد في زمن الخلافة العباسية، فالحقد الفارسي لم ينم لحظة واحدة منذ معركة القادسية، ومنذ زوال إمبراطورية فارس، إلا أنّ «الشرّ» يعود دائماً وإن من أبواب مغايرة ومختلفة وبوجوه جذّابة جديدة، وبالرّغم من «التقيّة» العبقريّة التي مارسها دوماً حسن نصرالله منذ العام 2000، وتحديداً منذ تطبيق آرييل شارون خطّة الإنسحاب من جانب واحد من جنوب لبنان ليسحب الورقة اللبنانية من يدِ المفاوض السوري، ثمّ حال التسويق التي نفّذها حزب إيران في لبنان للرّجل الذي استقبل اتصالات العرب على هواء المنار ليخاطبه المخدوعون بوصفه «صلاح الدين» الأمة الجديد، فيما هو يرسم على وجهه ابتسامة صفراء سامّة كلّما أطلق عليه هذا الوصف، فصلاح الدين الأيوبي هو المدمّر الثاني بعد هارون الرشيد لحلم قيام الإمبراطورية الفارسية من جديد بعد قضائه على حكم الفاطميين في مصر وإعادته لها إلى حضن الخلافة العربيّة الواحدة بعدما شقّ الفاطميّون الأمّة فصار لها خليفتيْن!!

منذ ما بعد حرب تموز بدأ الصلف الفارسي يَسِمُ خطابات حسن نصرالله، والرّجل من دون أدنى شكّ مالك لزمامه حتى في قمّة غضبه، لم يقع مرّة في فخّ يكشف فيه عن أنياب «الشعوبيّة» الإيرانيّة الجديدة في محاولة متقدمة لإعادة مجد الإمبراطورية الفارسية، وبطلها في المنطقة العربية كلّها حسن نصرالله من دون منازع إذ لم تستطع إيران إستنساخ نموذج منه لا في العراق ولا في اليمن، حتى كانت سقطته الكبرى عندما فقد صوابه وتفلتّت منه أعصابه بعد بدء عاصفة الحزم عندما شنّت المملكة العربيّة السعوديّة الحرب على الحوثيين في اليمن بعدما باتت إيران على حدودها ومدّت يدها إلى باب المندب والبحر الأحمر، واقتربت العواصم العربية من السقوط كلّها في اليد الإيرانيّة فيما علي شمخاني يتباهى بتعداد العواصم الساقطة في يدِ فارس.

في 17 نيسان 2015 أقام حزب الله ما أسماه بمهرجان التضامن مع اليمن، وأطلّ نصرالله عبر الشاشة، وفي هذه المرّة تحديداً أدرك بنفسه أنّه كشف ورقته الكبرى فقال: «ما عليه شيء» فليخرجوا ويقولوا ما بال السيد؟ «ما اشبني شيء»!! كان نصر الله يخطب تحت وطأة انهيار المخطط الإيراني في اليمن، في هذا الخطاب تحديداً أطلق نصر الله العنان للشعوبيّة الجديدة ولكن ليس بعيداً عن أنقاض الشعوبيّة الفارسية القديمة وإن في سياق مغاير، أطلق العنان لصراخه الغاضب: «حرب عربية على من؟ حرب العرب على من؟ على شعب عربي؟ على العرب الأقحاح؟ قبل الإسلام كانوا هم حضارة العرب، عندما كانت شبه الجزيرة العربية وأهلها لا يتقنون القراءة والكتابة، ويتقاتلون على ساقية ماء وعروس مخطوفة، كان في اليمن حضارة وكانت اليمن مدنية. عندما كان في شبه الجزيرة العربية أعلى مستوى سياسي لزعيم عربي الشيخ هو شيخ العشيرة كان في اليمن ملوك للعرب».

لغة؛ قال ابنُ مَنْظُور صاحب معجم لسان العرب في الشعوبيّة: «وقد غَلَبت الشُّعُوبُ بلَفْظِ الجَمْع على جِيلِ العَجَم حَتَّى قِيلَ لمُحْتَقِر أَمْرِ العَرَب شُعُوبِيٌّ أَضَافُوا إِلَى الجَمْع لغَلَبَتِهِ على الجِيلِ الوَاحِدِ»، والشعوبيّة كما عُرِّفت اصطلاحاً: هي حركة فكريّة، هدفها سياسيٌّ، يتمثل في القضاء على دولة العرب، وإحياء دولة الفرس. يقودها ?غالباً- المنتمون إلى الجنس الفارسي. الزبيدي: «وهم فِرقَة لا تُفَضِّل العَرَبَ عَلَى العَجَم ولا تَرَى لَهُم فَضْلاً عَلَى غَيْرِهِم»، بالإضافة إلى أنّهم يطعنون في العرب، وفي تقاليدهم، وعاداتهم، وأنسابهم، ويقللون من شأنهم» ونسأل، أليست هذه الشعوبية هي ما أسفر عنه وجه أمين عام حزب الله حسن نصرالله، وهل هناك فرقٌ بين الوصف الفارسي التقليدي للعرب منذ الفردوسي حتى صادق جوباك وبين وصف حسن نصرالله اليوم، أليس الخطاب متطابقاً بين نصرالله وما وصف به فاث علي أخو نزاده العرب بـ»المتوحشين» الذين دمّروا حضارة إيران الساسانية أو كما يرى ميرزا آغاخان كرماني في العرب «حفنة من آكلي السحالي، الحفاة العراة والبدو الذين يقطنون الصحراء»، أليس هذا ما قاله نصرالله في خطابه مساء الجمعة 27 آذار 2015 للعرب عموماً وهو يخاطب المملكة العربية السعوديّة ويُفنّد لها «غرام» الشعوب العربيّة بإيران فقال للمملكة: «أنتم تنابل، أنتم كسالى، أنتم فاشلون»!!

*غداً.. التحالف الإسلامي العسكري ونهاية الكابوس الإيراني.