IMLebanon

هل من مكان آمن في العالم؟

هل قدرنا أن يكون الإرهاب خبز الصحافة اليومي؟

هل سيبقى الإرهاب حدثاً يتقدَّم على غيره من الأحداث؟

بعد كلِّ حادث نقول:

ربما هو الأخير، ونأمل أن يكون الأخير، لكن سرعان ما نُفاجأ بأنَّ ضربةً ما وُجِّهَت في مكان ما من هذا العالم، لتصل إلى نتيجة مفادها:

لم يعد هناك من مكان بمأمن في هذا العالم.

أحد منفذي الهجوم ويدعى عادل كرميش ويبلغ من العمر 19 عاماً اعتقل مرتين العام الماضي وهو يحاول الوصول إلى سوريا، المرة الأولى عبر المانيا والمرة الثانية عبر سويسرا، لكن تم توقيفه في تركيا. وكان، بموجب الإجراءات، يضع السوار الإلكتروني الذي يتيح مراقبته من قبل الأجهزة الأمنية.

بعد ثمانية عشر شهراً على حادثة شارلي إيبدو.

وبعد ثمانية أشهر على حادثة باتاكلان.

وبعد أسبوعين على مذبحة نيس.

يضرب الإرهاب مجدداً في شمال فرنسا.

الخطير في الموضوع أنَّ الإرهابيين لم يوفِّروا وسيلة إلا واستعملوها:

في حادثة شارلي إيبدو استخدموا الرشاشات الحربية.

في حادثة باتاكلان إستخدموا الأحزمة الناسفة.

في حادثة نيس استخدموا شاحنة للتبريد.

وفي حادثة الكنيسة استخدموا السكاكين.

إذاً كل الأدوات متاحة لهم، وبالنسبة إليهم فإنَّ الهدف هو الأَساس:

الجامع المشترك بين كل هؤلاء أنَّ جميعهم تقريباً استفادوا من أجواء الحرية والديمقراطية وتوافر الفرص في فرنسا، فأحد الإرهابيَيْن في فرنسا كان موقوفاً لكنه أُطلِق، وسائق الشاحنة في نيس كان لديه ملف إجرامي.

ماذا تعني هذه الوقائع؟

هل تعني أنَّ فرنسا ستكون بعد هذه الأحداث غير فرنسا قبلها؟

غداة بدء العمليات الإرهابية في أوروبا، حفلت مكاتب الدراسات والأجهزة الأمنية بتقارير استخباراتية تتحدث عن أنَّ المتطرفين استغلوا أزمة المهاجرين وتدفقهم بأعداد كبيرة على أوروبا لتكوين شبكة متكاملة من الخلايا النائمة والناشطة في جميع أنحاء أوروبا، وتخلص هذه الدراسات إلى أن النتائج السياسية لهذه الأوضاع ستظهر في صناديق الإقتراع سواء في فرنسا أو في المانيا، ما يعني أن مستقبل أوروبا السياسي سيكون في أيدي أحزاب اليمين.

والأمر لا يرتبط بفرنسا والمانيا فقط، ها هي السويد تنضم إلى اللائحة، فقد أقدم رجل مجهول الهوية على إطلاق النار وإصابة رجل في مركز للتسوق في مدينة مالمو في السويد.

وأعلنت الشرطة في بيان ان الرجل أصيب في رجله ونقل إلى المستشفى للمعالجة ولا تزال تدور علامات الإستفهام حول وضعه. ولفتت الشرطة إلى أنها لم تحدد أي مشتبه به أو الدافع وراء إطلاق النار ولم تقم بأي اعتقال.

الخطير في الأمر أنَّ الحادثة وقعت في حي غالبية سكانه من المهاجرين في ثالث أكبر مدينة في السويد.

إذاً، من فرنسا، جنوبها وشمالها، إلى المانيا، وأخيراً وليس آخراً، السويد، فهل من مكان آمن في العالم؟