IMLebanon

ما هكذا يُقضى على الارهاب

من أفغانستان الى سوريا، ومن العراق الى اليمن، ومن «طالبان» الى «داعش»، ومن «القاعدة» الى التنظيمات المتطرفة والعديدة، ومن الحرس الثوري الى «حزب الله»، ومن الميليشيات الشيعية العراقية والأفغانية والباكستانية التي تقاتل في سوريا الى ميليشيا الحوثيين التي تقاتل في اليمن(…) يبدو بوضوح أنّ الولايات المتحدة الاميركية لم تتعلم شيئاً.

فهل استطاعت واشنطن بحروبها ومواجهاتها ضدّ ما تسميه الارهاب وقف العمليات التي استهدفتها باستمرار منذ 11 أيلول 2001 وما تلاها، حتى يوم أمس

بالذات، من عمليات؟!.

وهل استطاعت واشنطن وحلفاؤها أن يمنعوا العمليات التي استهدفتهم في مختلف أنحاء فرنسا، وفي بلجيكا، وفي هولندا وسواها؟..

وما يحدث في الموصل وكذلك في حلب من استهداف لـ»داعش» في الأولى ولسائر أطياف المعارضة السورية في الثانية، ومع أنه سيوصل الى نتائج ملموسة على الارض، وهذه حقيقة واضحة، إلاّ أنها لن تقضي على ما يسمونه الارهاب، ذلك أنّ التطرّف لا يُقضى عليه بالقوة… ليس الحديد والنار ما ينهيان التطرّف والارهاب، إنما لا بدّ من برامج مدروسة ليس فقط على نطاق المدارس والجامعات والمؤسّسات التعليمية إنما بالذات على صعيد رفع الحيف، ووقف الظلم والعسف والجور اللاحق بالانسان في العالم الثالث عموماً وفي العالم الاسلامي بالذات…

أليْسَ أنّ جذور الارهاب تنمو في فلسطين المحتلة رداً على ما يمارسه الصهاينة من اغتصاب للأرض واعتداء على الانسان الفلسطيني؟

أليْسَ أنّ الجوع الكافر يدفع الى التطرّف؟!.

أليْسَ أنّ الجهل هو أرض خصبة لنمو الارهاب؟!.

ثم انّ الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها لا يكتفون بإبقاء الشعوب المغلوبة على أمرها تحت الحيف والظلم، بل ها هم يعمدون الى إيقاظ الفتنة السنية – الشيعية، وقد أيْقظوها فعلاً… وهي فتنة كبرى يُعرف كيف تبدأ ولكن يتعذر معرفة كيف تنتهي.

واليوم قد ينتصر الحشد الشعبي والجيش العراقي وحلفاؤهما على «داعش» في الموصل.

وقد ينجح النظام السوري وحلفاؤه الايراني و»حزب الله» والروسي والميليشيات الشيعية المتعددة الآتية من مختلف البلدان والتجمعات الشيعية الى سوريا… قد ينجحون في توجيه ضربة الى المعارضة السورية في حلب.

ولكن هذه ليست سوى معركة في حرب طويلة… فالتطرّف لا يمكن استئصاله بالقوة وبالحديد والنار!..

إنّها جولة وستليها جولات ليس فقط في العراق وليس فقط في سوريا بل في أماكن أخرى عديدة…

نقول هذا بأسف شديد… فنحن ضد التطرّف، ولكننا لا نرى أنّ القضاء عليه يكون سوى بمواجهة الجهل بالمعرفة، وبمواجهة الفقر بالبحبوحة…

عوني الكعكي