IMLebanon

إسرائيل تلاقي «الاعتدال العربي» وتهدّد حزب الله

كثّفت إسرائيل في الايام القليلة الماضية رسائل التهديد للبنان وحزب الله. تهديدات بدأت مع موقف صدر عن ضابط رفيع في الجيش الاسرائيلي، «وعد» بإعادة لبنان 300 عام الى الوراء، ولم تنته أمس بـ»وعد» آخر بأنه في حال شنّ حزب الله هجمات ضد إسرائيل فإنها ستتسبّب في إنهائه واجتثاثه

إذا كانت التهديدات الاسرائيلية، كما هي العادة المتبعة منذ سنوات، تهدف الى تحقيق نتائج تواكب حراكاً يُشنّ ضد حزب الله، سواء من قبل تل أبيب أو غيرها، فإن التهديدات الاسرائيلية الجديدة ليست بعيدة عن الهجمة الاخيرة لدول «الاعتدال العربي» على الحزب ووسمه بالارهاب.

وفي الوقت نفسه، لا يمكن استبعاد فرضية «التنسيق» المسبق، كي يلاقي طرف عدو لحزب الله، الطرف العدو الآخر: إسرائيل وأنظمة «الاعتدال العربي». وهو تنسيق لا تخفيه تل أبيب، بل تؤكد جهاراً وجوده. وكانت وسائل الاعلام العبرية قد كشفت عنه، قبل أيام، من خلال الاعلان عن زيارة وفد إسرائيلي رسمي رفيع المستوى للرياض للتنسيق في القضايا «ذات الاهتمام المشترك».

وتأتي التهديدات الاسرائيلية في ظل وقف الاعمال القتالية في الساحة السورية، ما يسبّب ، بحسب منشورات معهد أبحاث الامن القومي، قلقاً للمؤسسة العسكرية واستخباراتها، لأنه «يريح حزب الله» في هذه الساحة، و»يسمح له بتحدّي إسرائيل، في مقابل صعوبة مواصلة هجماتها الجوية في سوريا، ضد عمليات نقل السلاح الى لبنان».

حزب الله يُدرك أن خسارته في سوريا تعني انتقال الحرب إلى الضاحية

واللافت، في التهديدات الاسرائيلية، محاولة التعمية وحرف الواقع، كما هي حال التهديدات التي وجّهها أمس ضابط إسرائيلي رفيع في قيادة المنطقة الشمالية، ربطاً بما قال إنه مبادرة قد يعمد اليها الحزب لشنّ هجوم على إسرائيل، علماً بأن الموقف المبدئي لحزب الله يرتكز على تعزيز قدرته الدفاعية والردعية في وجه اعتداءات قد تلجأ اليها إسرائيل في لبنان.

تهديدات إسرائيل في هذه المرحلة لافتة، وتوجب طرح كثير من الاسئلة، خصوصاً في ما يتعلق بقراءتها لتطورات الساحة السورية وانعكاسها على المواجهة القائمة مع حزب الله في الساحتين اللبنانية والسورية.

وكان الضابط الاسرائيلي قد هدّد، في حديث إلى موقع صحيفة «معاريف»، بأنه «في حال أقدم حزب الله على شن هجمات ضد إسرائيل فسيكون كمن أطلق النار على رأسه»، مؤكداً أن «الرد الاسرائيلي سيكون قاسياً، وسيتلقى حزب الله رداً في سوريا ولبنان على حد سواء». وأكد أن إسرائيل تدرك أن «أي حادثة في الشمال، حتى وإن كانت صغيرة جداً، يمكنها أن تتسبب في مواجهة قاسية». وقال: «حزب الله يفهم أنه إذا خسر المعركة في سوريا، سوية مع الرئيس (السوري بشار) الأسد، فإن المحطة التالية للحرب ستكون في الضاحية الجنوبية لبيروت، ولهذا السبب يضع (حزب الله) ثقله في سوريا».

ونتيجة لهذا التقدير، وفي تعارض واضح لسياق كلامه الابتدائي، يرى الضابط أن حزب الله «في وضع سيّئ للغاية، وليس في وضع مناسب للمبادرة الى اعتداءات، فهو في حالة خطر وجودي، ولا يريد تهديداً إضافياً من إسرائيل، لأنه في حال انضمامنا الى المواجهة العسكرية ضده، فسنمثل تهديداً لوجوده، وسيتلقى ضربات منا في سوريا وفي لبنان».

مع ذلك، أكد الضابط أن حزب الله يواصل إعداد نفسه لمواجهة مع إسرائيل، و»نعرف أنه يعدّ البنية التحتية على طول الحدود للمواجهة المقبلة، ويجمع عنا المعلومات الاستخبارية». وأضاف أن «سيناريو إقدام حزب الله على خرق الحدود واحتلال المستوطنات موجود على الطاولة، والجيش الاسرائيلي يستثمر موارد في العمل على حماية هذه المستوطنات»، لافتاً الى أن «الجيش الاسرائيلي يستغل الهدوء السائد حالياً على طول الجبهة مع لبنان لاستكمال جاهزية القتال ووضع الصعوبات والعقبات على الارض لمنع الاختراق».