IMLebanon

الدعوة الاسرائيلية المرفوضة  

تدعو إسرائيل الدول العربية الى أن تحارب وإياها إيران، هكذا، من دون مقدّمات ومن دون خواتيم: يا الدول العربية تعالي نسّقي معنا لنشن سوية حرباً ضروساً ضدّ إيران، دعوة تصدر ببساطة كلية عن الكيان العبري… وهي دعوة لا تعوزها الحجج والذرائع الجاهزة سلفاً، والتي ازدادت جهوزية منذ أن عيّـن الرئيس الاميركي دونالد ترامب صهره اليهودي جاريد كوشنر ليكون أحد أبرز مستشاريه في البيت الابيض… علماً أنّ هذه الدعوة الاسرائيلية الملغومة صدرت بعد زيارة رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو الى واشنطن وإجرائه محادثات مع ترامب وصفت بأنها «مهمة جداً»، يتوافق ذلك كله مع تعيين واشنطن دايڤيد فريدمان، المشبّع بالفكر الصهيوني، سفيراً لها في إسرائيل وقد استبق مباشرة مهامه بتصريح مثير جداً أمام الكونغرس أعلن فيه أنّ الجولان المحتل هو «منطقة استراتيجية» لإسرائيل… والأبشع: «انّ الجولان ليس محل نزاع».

أي أنّ الاسرائيلي الذي سلب فلسطين وشرّد أهلها ويحتل الجولان ويعتدي على لبنان يدعو العرب الى الانضمام إليه في تحالف عسكري لمحاربة إيران.

ويبدو أنّ قادة إسرائيل يفوتهم المثل العربي الشهير: «أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب»، فكم بالحري إذا كان هذا الغريب عدواً معتدياً سالباً الحقوق، محتلاً الأراضي، مشرّداً الشعب… كما فعل العدو الاسرائيلي وما زال يفعل مع الشعب الفلسطيني وحيث يتمكّن من الشعوب العربية أيضاً.

صحيح أنّ عندنا مشكلة مع إيران، هذه حقيقة لا ننكرها، ونحن مَنْ لم نتوقف عن تناولها غير مرة في «الشرق» ولكن الأصح أنّ الايراني يبقى أخاً… أمّا الاسرائيلي فيبقى عدواً.

ومن أسف أنّ العرب لا يلقون تجاوباً من إيران عندما يقولون لها نحن حرصاء على أوسع التعاون، ولكننا لا نقبل تدخلكم في شؤوننا الداخلية، وهذا ما ردّده وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمام نظيره الايراني محمد جواد ظريف أمس في مؤتمر ميونيخ للأمن.

وفي النتيجة يمكن الجزم بأنّ إيران تبقى الأخ للدول العربية وظاهرة الحرس الثوري والتطرّف البارزة فيها منذ بضعة عقود لا بدّ لها من أن تنتهي لتعود المياه الى مجاريها الطبيعية بين الاخوة.

عوني الكعكي