IMLebanon

إنها معركة زعامة آل طوق أيضاً في زحلة وبشرّي

كان يوماً مشهوداً في معراب الجمعة 8 نيسان ستكون له تتمة وتداعيات في السياسة والإنتخابات البلدية وبعدها النيابية يوما ما في زحلة وبشري والمنطقتين. يروي الرواة في عاصمة البقاع أن رئيسة “الكتلة الشعبية” ميريام طوق سكاف وصلت إلى مقر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وابنة عمها النائبة ستريدا طوق جعجع برفقة مسؤولين في الكتلة ومساعدتها الإعلامية واستُقبلت والوفد بحفاوة ودارت أحاديث ودية، ولكن سرعان ما قطعها عتب ولوم شديدين، من النائبة ستريدا عند التطرق إلى حقبة سجن زوجها الطويلة، مشيدة بالنائب الراحل الياس سكاف الذي كان يتصل ويسأل عن أحوال الدكتور جعجع وصحته، خلافاً لابنة عمها. فوجئت ميريام سكاف بالموضوع والنبرة القاسية، فلاذت بالصمت.

وفي الحديث عن الإنتخابات البلدية والوضع السياسي أشارت سكاف إلى محاولة أحزاب في زحلة لإقفال بيت سكاف، فسمعت كلاماً ردده علناً رئيس “القوات” لاحقاً، فحواه أن الأحزاب لا تريد إلغاء البيوت السياسية ولكن غير منطقي في الوقت نفسه أن تبقى السياسة قائمة على أعيان القرن السابع عشر. كلام سترد عليه الكتلة (الأحد الماضي) ببيان ختمته عبارة” إن زحلة ورثت أمجادها من تاريخ أجدادها وإذا ما كان عيش هموم مدينتنا والدفاع عن حقوقها وحماية مصالحها هو سياسة الأعيان، فنحن إذا فخورون بذلك”.

غادرت سكاف معراب مصممة أكثر من قبل على عدم التجاوب مع المساعي لتأليف لائحة ائتلافية. قبل الزيارة كانت فشلت محاولات لإجراء مصالحة مع القيادة المحلية لحزب الكتائب هناك، تطوي صفحة ما تلى مقتل المسؤولين الحزبيين نصري ماروني شقيق النائب إيلي ماروني وسليم عاصي عام 2008 برصاص مناصرَين لآل سكاف من آل الزوقي. في المقابل نشّطت السيدة ميريام اتصالات حثيثة سعياً إلى مصالحة مع ابني عم زوجها الراحل السيدين ميشال وناجي سكاف، بما قد يؤهل ميشال سكاف لتولي رئاسة لائحة “الكتلة الشعبية” باعتباره وجها مقبولا من الأحزاب.

وتلاحق كشف الأوراق: رئيس “لائحة إنماء زحلة” أسعد زغيب وافق على طرح تحالف “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” ضم مرشحين اثنين الى اللائحة من انصار النائب نقولا فتوش، بما يجعل المعركة محصورة بين لائحة زغيب ولائحة “الكتلة الشعبية”. كان فتوش- الذي قالت فيه الأحزاب المسيحية المتحالفة في زحلة ما لم يقله مالك في الخمرة – عازماً على تشكيل لائحة ثالثة برئاسة أخيه بيار “الآدمي والمحبّ والخدوم”، كما وصفه في بيان ترشيحه لرئاسة البلدية.

يبني المتنافسون تحالفاتهم وحساباتهم في عروس البقاع على قاعدة أن نحو 25 ألفاً سيتوجهون إلى صناديق الإقتراع من أصل حوالي 60 ألفاّ على لوائح الشطب، وتنطلق لائحة السيدة ميريام سكاف من كتلة تعد نحو 8500 صوت بينها 3500 شيعة، خارقين بذلك تحالف “حزب الله” مع التيار الوطني الحر”، و2000 سُنّة يوالون “تيار المستقبل” وسيقترعون للمرة الأولى منذ 2005 ضد حزب “القوات”، وإذا استمر هذا التوجه لديهم فقد تكون له انعكاسات على الحضور النيابي لـ “القوات” في دائرة زحلة والبقاع الأوسط التي رفدت كتلة هذا الحزب بثلاثة نواب في انتخابات 2009.

أما “لائحة إنماء زحلة” التي تؤيدها الأحزاب الثلاثة فتنطلق من 4500 صوت، يُضاف إليهم نحو 1500 صوت يمون عليهم فتوش. ويقول عارفون في زحلة إن هناك 7000 صوت تقريبا عرضة للتجاوب تقليديا مع عروض المال عليهم، و5000 يشكلون رأيا عاما غير ثابت ويصعب التحكم في توجهاته.

المفارقة أن تمثيل زحلة نيابياً وبلدياً لم يعد معزولاً عن بشرّي بفعل زواج ابنتي العم من رجلين سياسيين، والتنازع على زعامة آل طوق. ولطالما كان الجانب الشخصي موجوداً في العائلات السياسية. يروي الرواة في زحلة نقلاً عن السيدة ميريام قولها بعد انتخابات 2005 “إذا كانت ستريدا صار عندها خمسة نواب، فأنا عندي ستة”.

لكن اليوم غير الأمس، فهذه المرة قرر والد السيدة ميريام، النائب السابق جبران طوق، المنكفئ أمام حضور “القوات” وفاعلية ابنة شقيقه النائبة ستريدا، أن ينأى بنفسه عن المعركة البلدية في “عاصمة المقدمين” والبقاء في منزله الشتوي في النقاش. لكن لائحة للبلدية سوف تتشكل في بشري من “قواتيين” معظمهم من عائلتي طوق ورحمة يعترضون على القيادة المحلية لـ”القوات”، ولن تكون ثمة لائحة ثالثة لأن بقية السياسيين المناهضين لجعجع على غرار جبران طوق سبق أن جربوا حظهم ضده في الإنتخابات وأخفقوا.

وسواء حققت لائحة المعترضين “القواتيين” خرقاً في مقعد أو مقعدين أم لا، فإنها ستفوز بالضجة التي يثيرها مجرد إعلان وجودها حصر المعركة بين لائحتين من بيت سياسي واحد.