IMLebanon

هل وصل الارهاب المتنقل الى بيروت؟

هل وصل الإرهاب المتنقّل الذي يضرب دول المنطقة إلى الساحة اللبنانية؟

سؤال تتداوله الأوساط السياسية المحلية نتيجة توالي التوتّرات الأمنية المتنقّلة حدوداً وداخلاً في الايام القليلة الماضية، والذي يتزامن أيضاً على إيقاع تأزّم سياسي غير مسبوق يفتح الأفق على المجهول إذا ما استمرّت حملات التصعيد والتهويل بين الأطراف الداخلية كافة. وتعتبر هذه الأوساط، أن تثبيت دعائم الإستقرار قد تُحوّل إلى بند أولي على الروزنامة الداخلية، وبات يُفترض إعلان حال الإستنفار على كل المستويات لمواكبة موجة الإرهاب التي تلفّ عواصم المنطقة والعالم.

وفي هذا السياق، أكدت الأوساط، أنه قد بات من الضروري، وبحسب التحذيرات التي يتلقّاها لبنان من أصدقائه الدوليين، عدم التلكؤ في الوصول إلى تسوية معيّنة، ولو كانت مرحلية، وذلك للتمكّن من إدارة الوضع والأزمات السياسية على الأقلّ حتى مرور العاصفة الإقليمية. وأضافت أن الملف اللبناني ليس في موضع اهتمام دولي وإقليمي، رغم وجود العدد الكبير من النازحين السوريين فيه، لافتة إلى أن الهدنة الحالية، والتي نجمت عن تقاطع الإرادات الإقليمية والدولية، ليست محصّنة، بل تبقى هشّة فيما لو استمرّت «المناوشات» السياسية كما الأمنية على حدّ سواء. وأكدت أن ترسيخ هذه الهدنة قد بات أكثر من ملحّ اليوم، مشيرة إلى أن جلسات الحوار بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» قد نجحت، ولكن بشكل جزئي في الحدّ من الإحتقان السنّي ـ الشيعي، ولكنها لم تحل دون حصول احتكاكات في الشارع لن يكون آخرها ما حصل في السعديات منذ أيام، ولا يزال يتفاعل حتى الساعة.

وفيما كشفت الأوساط السياسية المطّلعة، عن أن القرار العام لدى قيادتي «المستقبل» والحزب، يركّز على وجوب ضبط وتطويق أي توتّر ميداني بين أنصارهما، أكدت أن ما من سقف «سياسي» لأية أحداث مرتقبة على الساحة الداخلية، وذلك بسبب تفلّت بعض أجزاء الشارع الداخلي نتيجة سلسلة تطوّرات سياسية وأمنية سُجّلت في الأسابيع الماضية، وأدّت إلى تحريك الشارع بقوة وبشكل يهدّد السلم الأهلي، لولا أن القوى الأمنية، كما القيادات السياسية والحزبية، سارعت إلى استيعابها ولملمة ذيولها. وأضافت أنه على الرغم من أن المتحاورين جزموا بأن الأحداث في السعديات عفوية ومحلية، ولا ارتباطات خارجية لها، فإن هذا لا يمنع أكثر من جهة محلية من التساؤل حول «إيحاءات» خارجية لبعض الأطراف الإقليمية، أدّت إلى توتير الشارع بشكل مفاجئ وخطير، كما حصل بعد النشر «المشبوه» لفيديو التعذيب الذي حصل في سجن رومية منذ ايام قليلة، وبعد الإشكال المحلي في السعديات مطلع الأسبوع الحالي. ولفتت الأوساط نفسها، إلى أن المعادلة الداخلية اليوم لا تحتمل هزّات بهذا الحجم الدراماتيكي لأنها ستؤدي إلى إشغال الأجهزة الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي عن مهمتها الأساسية وهي التصدّي للإرهاب التكفيري على الحدود الشرقية مع سوريا، والذي يضغط بقوة على الوضع الداخلي تنفيذاً لأجندات إقليمية.

وعلى الرغم من طمأنة القيادات في «المستقبل» و«حزب الله» إلى الوضع الميداني، وتأكيدها القرار الصارم برفض انفلات الوضع، فإن الأوساط السياسية المطّلعة، ركّزت على وجوب رفض كل مظاهر الإستفزاز والإثارة وتطويق التشنّج المذهبي الذي كاد يطيح بالستاتيكو الذي أرسته جلسات الحوار الطويلة بين «المستقبل» و»حزب الله» في الأشهر الماضية، علماً أن أي مجازفة بالوضع الأمني ستنعكس على كل الأطراف من دون استثناء، وذلك بصرف النظر عن الجهة المسؤولة أو المبادرة إلى افتعال الإشكالات في الشارع.