IMLebanon

تقاطع

كل الجهود منصبّة هذه الأيام على حلحلة العقد التي ما زالت تؤخر ولادة الحكومة، وتشكل عقبة أمام انطلاقة العهد، من اجتماعات بين رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل مع مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا إلى اجتماع بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، فضلاً عن التواصل المستمر بين الرئيس نبيه برّي والرئيس المكلف وكل التسريبات الاعلامية وغير الاعلامية تبشر بالانفراج على صعيد الولادة، قبل حلول عيد الميلاد بحوالى الأسبوعين.

ولم يعد سراً أن اللقاء  الذي جمع رئيس التيار الوطني ومسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله شكل مناسبة، استوضحت خلالها الضاحية توجهات الرئيس ميشال عون والعهد الجديد خصوصاً في ما يخص مستقبل التفاهم القائم بين التيار والحزب، وجاء مناسبة لتبديد هواجس الحزب من إحتمال أن يكون الرئيس عون قرّر طي صفحة خياراته الاستراتيجية السابقة لفتح أخرى أكثر قرباً من خيارات حليفيه الجديدين المستقبل والقوات بحيث سمع صفا من باسيل ما طمأن الحزب وأراحه لجهة أن الجنرال لا يزال مؤيداً خيارات التيار الحر وأن لا تبدل فيها، وإن كان بعض الشكل يوحي بتعديل ما.

هذه الطمأنة من رئيس التيار الوطني الحر، حملت الضاحية إلى تحريك محركاتها السياسية بقوة في أكثر من اتجاه، ولا سيما في اتجاه عين التينة وبنشعي لإزالة العقبات التي ما زالت تؤخر ولادة الحكومة العتيدة، خصوصاً تلك المرفوعة من قبل فريق 8 آذار كمثل التمسك بحقيبة الاشغال والطاقة أو الاتصالات التي  ما زالت حتى الآن تشكل العقدة التي يمسك بها الرئيس برّي ويطرحها في وجه الرئيس المكلف ما أ دى إلى تأخر ولادة الحكومة ودخول البلاد مرّة جديدة في النفق المجهول.

وهذه الإيجابيات التي دخلت على خط إنفراج الأزمة الوزارية من بوابة عودة التواصل بين حزب الله وتيار المردة وعبره مع الرئيس عون، سجلت  انفراجاً ملحوظاً في مطلع الأسبوع، عززته المعلومات التي تتحدث عن إمكان قبول الرئيس برّي بالتخلي عن وزارة الأشغال في حال قبل حليفه الوزير سليمان فرنجية بحقيبة التربية، فضلاً عن المعلومات المتقاطعة عن زيارة مرتقبة للوزير باسيل إلى بنشعي للوقوف على خاطر رئيس تيّار المردة، تعقبها زيارة رئيس التيار إلى بعبدا بحيث تكون زيارة تصفية القلوب بين الحليفين السابقين.

وفي سياق آخر تأتي زيارة رئيس حزب القوات إلى بيت الوسط والاجتماع المطوّل الذي عقده مع الرئيس سعد الحريري مؤشراً على عمق التفاهم الحاصل بين الحليفين على ضرورة تقديم ما يلزم لتسهيل ولادة الحكومة العتيدة بمعزل عما يُحكى في الكواليس عن أن العقدة الحكومة سياسية أكثر منها توزيع حصص بين المكونات الأساسية في مجلس النواب، وأن فريق حزب الله يتخذ من رئيس تيّار المردة عنواناً مموهاً لخوض معركته السياسية ضد التحالف الجديد بين التيار الحر والقوات والمستقبل، مع التأكيد على التمسك بالتوافق والمسلمات الوطنية التي تضمنها خطاب القسم والخطاب الجماهيري في قصر الشعب واعتباره خطاً أحمر.

كل المعلومات تتقاطع على أن الفجوة تضيق تدريجياً على جبهة الاتصالات المتشابكة لتشكيل الحكومة ويؤمل أن تفضي إلى ولادة غير بعيدة، وربما قبل عيد الميلاد لبضعة أيام.