IMLebanon

الخامنئي و«صلاحيّات النبيّ»!

من سخرية مأساة الحرب السوريّة أن يقول علي أكبر ناطق نوري، رئيس مكتب المفتش الخاص بمرشد الثورة، علناً ما خبّأه حزب الله دائماً وكذب على بيئته الحاضنة بادّعاءات الدفاع عن مقامات أهل البيت ومحاربة التكفيرييّن، فقال نوري موصّفاً الحرب في سورية «إن الحرب في سوريا هي حرب إيران، وإن من يريد إسقاط الأسد يريد قطع الجسر بين إيران وحزب الله»!

جدّد علي أكبر ناطق نوري الوقاحة الإيرانيّة منذ مجيء الخميني في التطاول على نبيّ الأمّة صلوات الله عليه عندما قال «في ظل غياب المهدي يمتلك المرشد الأعلى جميع الصلاحيات التي كانت لدى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم»، هذا الكذب الخميني يتكرّر كلّما رغب الخامنئي ورجاله ادّعاء سلطة كاذبة مفتراة على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ولا بُدّ أنّ نهاية الدولة الخمينيّة ـ الخامنئيّة آتية مثلما انتهت الدولة الصفويّة سابقاً، عمر إيران الخميني الإفتراضي انتهى، مهما كذبت وادّعت وتطاولت!

للمفارقة، تطابق كلام علي أكبر ناطق نوري تطابقاً كليّاً مع ما يملأ به أمين عام حزب الله حسن نصرالله رأس البيئة الحاضنة «إذا أردنا منع وإيقاف أعدائنا من التقدم باتجاه حدودنا، فإن مواجهتهم في الأماكن والمناطق البعيدة أفضل لنا والوقاية خير من العلاج»، للمفارقة أنّ آلاف الكيلومترات تفصل بين الحدود الإيرانية ـ السوريّة، والإيرانيّة ـ الإسرائيليّة، في كلّ مرّة تأتي فضيحة أجندة حزب الله وعمالته لإيران من طهران نفسها، بالرّغم من محاولاته الدؤوبة في تكذيب هذه الاتهامات، يخرج فجأة صوت من إيران يؤكد أن ما يردّده حزب الله على مسمع اللبنانييّن كذبٌ ليس إلا، ومع هذا هو مصرّ على هذه الأكاذيب!

منطق ناطق نوري التبريري لتورط إيران في الحرب السورية بمسوّغ «منع وإيقاف أعدائنا من التقدم باتجاه حدودنا، فإن مواجهتهم في الأماكن والمناطق البعيدة أفضل لنا والوقاية خير من العلاج» نفس هذا المنطق استخدمه حزب الله لتبرير تورّطه في قتل المدنيين السورييّن، ونفس منطق حزب الله الذي خدع به أهل البيئة الحاضنة بأنّه إنّما ذهب إلى سوريا «إذا كان هناك فهم وبصيرة لن يلوم أحد ا لمدافعين عن مقامات أهل البيت المقدسة في سوريا»، من السخرية بمكان أن تحتاج إيران إلى أكاذيب استخدمها حزب الله من سنوات ثلاث لتبرير جرّه لبنان إلى مستنقع الدم السوري، في وقت تستيقظ فيه إيران وشعبها لرفض التورّط الإيراني بتذكير الشعب الإيراني بصلاحيات الخامنئي التي هي «صلاحيات النبيّ» بحسب ادّعاءات الخميني الباطلة، في الوقت الذي استسلمت فيه الحكومة اللبنانيّة والسياسييّن اللبناييّن ولاذ الجميع بالصمت وكفّوا عن الضغط على حزب للانسحاب من سوريا بعدما تلقّى أوامر الخامنئي بالتورّط في قتالها الدّامي، لم يعد بالمهمّ تكرار مطالبة حزب الله بالكفّ عن التورّط في سوريا، المهمّ اليوم أن نطرح السؤال على الذين استسلموا لأجندة حزب الله الإيرانية فكفّوا عن مطالبته بالخروج من سوريا، وكأن وجوده هناك أمرٌ مفروغ منه!!

عندما يضطرّ مسؤول إيراني إلى مهاجمة المطالبين الإيرانييّن بانسحاب إيران من سوريا، علينا أن نفهم في لبنان أنّه يتوجّب علينا الاستمرار بالضغط على حزب الله ليخرج من سوريا، كانت خطيئة كبرى مشاركة الحزب في حكومة واحدة بعد أشهراً من الضغط عليه، والثمن الذي يدفعه الذين وافقوا على المشاركة في هذه الحكومة هو شلل البلاد، من المقبول في إيران التي يحكمها الحرس الثوري أن يعتبر ناطق  نوري «المهاجمين للتدخل العسكري الإيراني بسوريا فاقدين للبصيرة الدينية والسياسية»، ما ليس مقبولاً في لبنان الاستمرار في الصمت على أجندة حزب الله حتى بعد أن يفضحها رئيس مكتب المفتش الخاص بمرشد إيران، أما خلاصة القول في ادّعاءات امتلاك الخامنئي لصلاحيات النبيّ صلوات الله عليه، فكلمة واحدة تختصر أيّ كلام قد يقال لناطق نوري في هذا المقام وهي «فشرت»!