IMLebanon

قيادات «المستقبل» إلى السعودية.. لـ«التنسيق»

الحريري يخصص الشمال في اجتماعات المرحلة الاولى

قيادات «المستقبل» إلى السعودية.. لـ«التنسيق»

يغادر وفد من قيادات تيار «المستقبل» غدا الأحد الى السعودية، تلبية لدعوة من الرئيس سعد الحريري الذي من المفترض أن يعقد مع ضيوفه خلوة تهدف الى ترتيب البيت الداخلي، وتفعيل آلية التنسيق بين بعض المنسقين والنواب والأمانة العامة، بعد التباينات التي أرخت بثقلها في المرحلة الماضية ووصلت الى حدود التنافس والصراع على النفوذ.

وعلمت «السفير» أن الوفد سيضم وزراء ونوابا، وسيكون في معظمه شماليا، وتحديدا من طرابلس والضنية والمنية، إضافة الى الأمين العام أحمد الحريري وبعض المستشارين والمنسقين، مع إمكانية أن ينضم إليهم وزير الداخلية نهاد المشنوق بعد تنامي الحديث عن التنافس الحاد بينه وبين وزير العدل اللواء أشرف ريفي، والتوترات التي شابت علاقته مع النائب محمد كبارة الذي شن أكثر من هجوم عنيف عليه بعد أحداث سجن رومية وأفلام التعذيب التي جرى تسريبها.

وتشير المعلومات الى أن الدعوة كان من المفترض أن تشمل نوابا وقيادات من خارج منطقة الشمال حصلوا على التأشيرة السعودية منذ نحو شهر، لكن يبدو أن الحريري أراد أن يفصل الملفات عن بعضها البعض وأن يعالج كلا منها على حدة، وقد بدأ بالملف الطرابلسي والشمالي الذي يعتبر شائكا، وذلك نظرا للتباينات الحادة القائمة، سواء بين النواب أنفسهم أو بين النواب والوزراء في الحكومة أو بين النواب والمنسقين، وبين أكثرية هؤلاء مع أحمد الحريري. واللافت في هذه الزيارة أنه بالرغم من أنها شمالية الهوى، ولكن تم إستثناء نواب عكار من الدعوة، الأمر الذي فسره متابعون في أكثر من توجه: الأول، رسالة سلبية من الحريري لنواب عكار. والثاني، محاولة إعطاء عكار إستقلالية تامة وفصلها عن الشمال. والثالث، عدم دخول نواب عكار بالأمور التنظيمية المتعلقة بتيار «المستقبل»، وبالتالي فان الخلوة التي ستعقد لا دور لهم فيها.

وتضيف المعلومات أن الزيارة ستكون قصيرة جدا، وهي ستتضمن حفل إفطار يقيمه الحريري على شرف ضيوفه ومن ثم الخلوة التي سيعقدها معهم والتي قد تمتد الى ساعات الفجر. وقد أحيطت الزيارة بسرية تامة حيث تم توجيه الدعوات بشكل شخصي، كما لم يتم توزيع أي جدول أعمال عن الخلوة التي من المفترض أن يعقدها الحريري معهم.

وتشير مصادر قيادية في تيار «المستقبل» الى أن هذا الاجتماع بات دوريا، حيث عقد اجتماع مماثل في رمضان الماضي في السعودية، وعندما حضر الرئيس الحريري الى لبنان عقد اجتماع ثان، وهو يعتبر ضروريا جدا اليوم لتفعيل التنسيق بين مكونات التيار والاستماع الى توجيهات الرئيس الحريري، لا سيما بعد التطورات السياسية في لبنان والمنطقة.

وتقول هذه المصادر لـ «السفير» إن الحريري يريد من خلال هذه الخلوة فكفكة بعض التشنجات التي حصلت في الفترة الماضية، ووضع حد للتنافس الحاد الذي بلغ مرحلة الصراع بين بعض القيادات الزرقاء وبدأ ينعكس سلبا على التيار وعلى شعبيته في الشارع، فضلا عن التفتيش عن السبل الكفيلة باعادة التواصل بين هذه القيادات وبين الشارع، خصوصا أن الهوة بدأت تتسع يوما بعد يوم بينهما لا سيما في طرابلس، إضافة الى إيجاد آلية للتعاون والتكامل بين بعض النواب والمنسقين من جهة وبين الأمين العام أحمد الحريري من جهة ثانية، بشكل يؤدي الى الحفاظ على صلاحيات وحضور كل منهم، وبالتالي وقف كل أنواع التجاوزات التي حصلت في الماضي، بما يصب في مصلحة التيار وشعبيته.

وتشير المصادر الى أن البحث سيتناول أيضا الافطار المركزي الذي سيقام في 12 تموز الجاري في كل المحافظات، ويطل عبره الحريري بكلمة الى اللبنانيين، لافتة الانتباه الى أن زعيم «المستقبل» سيشدد على ضرورة التعاون بين كل المكونات الزرقاء بدون إستثناء من أجل إنجاح هذا الافطار وحشد أكبر عدد من الأنصار والمؤيدين فيه.

في حين يرى مطلعون على أجواء التيار، أنه يحتاج الى جهد كبير جدا من أجل إعادة وصل ما انقطع بينه وبين قواعده الشعبية، معتبرين أن المعالجات باتت تحتاج الى عودة الرئيس الحريري شخصيا الى لبنان ومتابعة كل الأمور عن قرب.

ويشدد هؤلاء على أهمية تفعيل تيار «المستقبل» في طرابلس على وجه الخصوص، لافتين الانتباه الى أن تنامي نفوذ الرئيس نجيب ميقاتي في المدينة، وحضوره الدائم بين المواطنين واستمالته لشرائح شعبية عديدة، بدأ يربك التيار الأزرق ويشكل ضغطا سياسيا كبيرا عليه.