IMLebanon

تعديلات لبنانية على لوائح الهبة السعودية

فرضت مشكلة دفع رواتب العسكريين نفسها على الواقع المأزوم الذي تعيشه البلاد، الذي اصبح مرتبطا على ما يبدو بازمة النفايات، حيث تعتبر اوساط مطلعة ان هناك من يحاول «لي ذراع» الرابية وجرها الى جلسة حكومية وتشريعية عبر بوابة معاشات العسكريين ، في مقابل اصرار الفريق البرتقالي على فصل مسار الملفين رافضا اي جلسة مزدوجة لمجلس الوزراء في هذا المجال ، علما انه يمكن لوزير المال في حال اراد تحويل الاموال المطلوبة دون الرجوع الى مجلس الوزراء.

غير ان الاستقرار الامني، القائم على المؤسسات الامنية والعسكرية، الذي ارتفع خلال الساعات الماضية منسوب الاستياء في اوساط عسكرييها، والمخاوف من تداعيات اطالة تلك الازمة وادخالها باب المزايدات وشد الحبال السياسي، يبقى معرضا لانتكاسات قد تكون محدودة في الزمان والمكان، تعمل الاجهزة الامنية بالتعاون مع نظيراتها الدولية بالحد منها وابقائها تحت السيطرة، بحسب ما تكشف المصادر، مشيرة في هذا المجال الى حركة الزيارات الناشطة لمسؤولين امنيين غربيين ، من بينهم نائب مدير الـ«سي.آي.إي»، الذي اراد ارسال اكثر من رسالة في اكثر من اتجاه، متقصدا تزامنها مع ذكرى تفجير مقر قيادة قوات المارينز في مبنى الطيار المدني عام 1983، تحت عنوان «تكثيف الدعم للبنان والاردن بما في ذلك المساعدة المخابراتية لتوسيع الضربات الجوية ضد داعش»، بعد سلسلة الزيارات التي قام مسؤولون من المخابرات الفرنسية، البريطانية والالمانية، فضلا عن عشرات الزيارات لوفود استخباراتية من دول عربية، ادرجتها المصادر في سياق التنسيق والتبادل الأمني الاستختباري، الذي ياتي في سياقه الاطلاع على التحقيقات الجارية مع الارهابيين الموقوفين والاعترافات المدلى بها، كما تسلم بعض الارهابيين، كما على المحاكمات الجارية، وللاطلاع والاطمئنان الى الوضع الامني ان في الداخل او في المناطق الحدودية، في ظل النجاح اللافت الذي حققته الدولة اللبنانية على هذا الصعيد، عبر الضربات القاسية التي وجهتها للارهابيين من جهة، والنجاح في اقفال الحدود بالاتجاهين، والحد من قدرة تلك التنظيمات على مهاجمة الاراضي اللبنانية، من جهة ثانية، حيث يواصل الجيش مهمته في مواجهة المجموعات المسلحة في جرود عرسال وبتوجيه الضربات المتتالية، نتيجة الرصد اليومي والدقيق لتحركات الإرهابيين، كان آخرها استهداف اجتماع لقادة من «جبهة النصرة»، وقبلها بأيام حيث استهدف الجيش سيارة لاحد قادة المسلحين بواسطة صاروخ موجه، بعدما رصد تجمع لعدد من المسلحين حول السيارة.

وتكشف المصادر في هذا الاطار عن الدور الكبير الذي لعبته الاجهزة اللبنانية من خلال المعلومات التي قدمتها الى دول صديقة، مكنتها من احباط عمليات ارهابية على ارضها من بينها فرنسا، متحدثة عن اهتمام متزايد بمطار بيروت واجراءات السلامة والامن المتبعة فيه، مع تحوله الى محطة «تصدير» للارهابيين الى الخارج، بعد تسللهم من الداخل السوري، دون اغفال المساعدات المقدمة من تكنولوجية، لوجستية وتدريبية والتي رفعت من الجهوزية وحسنت الاداء، خصوصا في مجال المراقبة والتنصت، في اطار الحرب الاستباقية ضد الارهاب، والتي استفاد من تلك البرامج ايضا الجيش اللبناني، الذي تسلم معدات خاصة لمراقبة الحدود من مناظير ورادارات ومناطيد، تلعب دورا اساسيا في احباط عمليات التسلل والتهريب عبر الحدود، لافتة الى قرب تسلم الجانب اللبناني معدات خاصة تسهل عمليات الحد من الهجرة غير الشرعية في سياق البرنامج المتشرك لدول البحر المتوسط، يشار الى ان وفدا عسكريا لبنانيا سيتوجه الى باريس الاسبوع المقبل للتشاور مع الجانب الفرنسي في كيفية ادخال تعديلات طفيفة على الاتفاقات المعقودة من ضمن هبة الثلاثة مليارات السعودية لمد الجيش اللبناني بالسلاح الفرنسي، تتصل بتمديد مهل تسليم بعض انواع الاسلحة التي تستلزم تصنيعا، بعدما طرأ تعديل على عدد منها كان مدرجا في لائحة المطالب اللبنانية ،الا انه تغير بفعل حصول لبنان عليه عبر المساعدات العسكرية التي تصله من دول اخرى من بينها الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا والاردن، ما حمل القيادة على طلب انواع اخرى جديدة تستوجب التصنيع وتاليا تمديد مهل التسليم المتفق عليها في الاتفاقات.

وبحسب المصادر، فان «الضيوف» شددوا على دقة المرحلة وخطورتها، ما يتطلب متابعة حثيثة للوضع الامني خصوصا ان التسوية الجاري العمل عليها دوليا لارساء حل للازمة السورية على اساس مرحلة سياسية انتقالية، قد تنتج اذا ما تم التوافق عليها واستتبعت بقرار كبير بضرب الارهاب الداعشي واجتثاثه من جذوره، محاولات هروب لعناصره في اتجاه لبنان ولاسيما لبعض الاوروبيين الذين التحقوا بـ«داعش».

وفي هذا الاطار، اكدت المصادر انه بالرغم من كل شيىء يبقى الوضع الامني ممسوكا، ويتم احباط كل المحاولات وكشفها قبل حصولها، مشيرة الى ان الشبكات التي اوقفها الامن العام في عين الحلوة وطرابلس، لافتة الى ان توقيف الانتحاري ليس بأمر سهل لأنه يكون في غالبية الاحيان يحمل حزاما ناسفا ومستعدا للموت بسبب التغرير به واللعب على الوتر الطائفي كما حصل منذ اشهر في فندق «دو روي»، مشددة على ان الاستقرار الامني مفروض بقدرة الاجهزة اللبنانية التي تعمل ليل نهار على كشف تلك الشبكات التي اصبح عناصرها في السجون بالمئات.