IMLebanon

لبنان في عين التصعيد الاميركي من بوابتي ايران و«حزب الله»؟!  

لا أحد يستطيع ان يجزم بمدى ما يمكن ان تكون عليه ارتدادات التطورات الدولية – الاقليمية على الواقع اللبناني، وقد احتل «حزب الله» موقعاً متقدماً جداً في الاستهدافات الاميركية، وعلى كل المستويات، خصوصاً اذا ما ذهبت الولايات المتحدة الاميركية بعيداً في عقوباتها ضد ايران، التي مازالت تعتمد سياسة «فائض القوة»، ولا تقيم اعتباراً يذكر وفاعل لسياسة «حسن الجوار» مع العديد من الدول العربية، خصوصاً الخليجية منها، وتكف عن سياسة التدخل في صلب الشؤون الداخلية لسائر دول الجوار..

مع وصول دونالد ترامب الى البيت الابيض، ارتفع الصوت الاميركي في وجه ايران، في مقابل فتح الأبواب على مداها مع المملكة العربية السعودية والسعي الى تعزيز العلاقات المشتركة، وفي مقدمها «العلاقات الدفاعية الاستراتيجية» بين واشنطن والرياض، كما أعلن مسؤولون أميركيون، مؤكدين «ان الولايات المتحدة تدرس سبل زيادة صادراتها العسكرية الى السعودية للمساعدة في الحملة على الحوثيين المدعومين من ايران..» مرفقاً باعلان الرئيس ترامب أوامره لـ»وكالات الأمن القومي بمراجعة الاتفاق النووي مع ايران» الذي وقعته مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد المانيا في العام 2015.

جاء الرد الايراني واضحاً، ويحمل في طياته الكثير من الأسئلة والتساؤلات وما يمكن ان تؤول اليه التطورات، حيث أعلنت الخارجية الايرانية «ان طهران ستواصل التزامها بنود الاتفاق النووي مادام الجانب الآخر يفعل ذلك، واذا أخلت الولايات المتحدة بالتزاماتها، فهي ستتشاور مع الاصدقاء والاتحاد الاوروبي قبل اتخاذ أي خطوة قد تشمل استئناف ايران نشاطها النووي بقوة وحزم أكبر من السابق..»؟! هذا مع اعلان «المرشد الأعلى» علي خامنئي، ان «الولايات المتحدة لن تجرؤ على تنفيذ أي خطوة حيال نظامنا الذي يستمد قوته من الشعب في مواجهة العدو..» معتبراً ان «العداء الاميركي لايران لا يمكن التشكيك فيه أبداً..». وقد دعا وزير الدفاع الايراني حسين دهقان المسؤولين الاميركيين الى نبذ فكرة راعي البقر..» لافتاً الى «ان الارهابيين اليوم يرتكبون الجرائم بأسلحة ومعدات مصنعة أميركياً، في أنحاء العالم لاسيما في العراق وسوريا..» داعياً الاميركيين الى «مراجعة تاريخ النزاعات العسكرية للادارات الاميركية السابقة في فييتنام، والعراق والصومال وافغانستان، وأخيراً في سوريا واليمن..» وناصحاً الاميركيين «بوجوب ان ينشغلوا في حل القضايا الداخلية لبلدهم قبل ان يخلقوا أزمات جديدة..»؟!

تأتي هذه التطورات والعالم يشهد «حرب تهويد شاملة لفلسطين مرتكزة الى «عوامل عقائدية» إضافة الى نشر الاستيطان والمزيد من الاجراءات الاحتلالية، بعناوين متعددة، لم ولن يكون لبنان بعيداً عن تداعياتها.. حيث وضعت السفيرة الاميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي «حزب الله» (اللبناني) وايران على راس قائمة الاولويات التي على مجلس الأمن ان يتصدى لها في الشرق الاوسط محذرة من ان «واشنطن ستتصرف ضد أعمالهم التي تدعم تفشي الإرهاب في المنطقة..» لافتة الى ان أعمال ايران و»حزب الله» هي «ارهابية ومستمرة منذ عقود وتدعم وحشية الاسد، بما في ذلك قتل المدنيين إضافة الى تدريب الميليشيات القاتلة في العراق ودعم الحوثيين في اليمن..».

اللافت أكثر، ان «حزب الله» احتل مكاناً متقدماً في الاتهامات الاميركية، وقد قالت السفيرة هايلي بوضوح لا لبس فيه «ان «حزب الله» يخزن آلاف الصواريخ في القرى اللبنانية.. ويجند الأطفال بهدف نشر عقيدته السامة..» داعية كل الدول الى التشدد في تطبيق قرارات مجلس الأمن.. خصوصاً القرار 1701..» والوقوف في وجه ايران و»حزب الله»؟!

تأتي كل هذه التطورات، في وقت يضيع الافرقاء اللبنانيون الوقت ويتلهون بالبحث عن «صيغة جديدة لقانون الانتخابات النيابية.. والكل ينتظر على قارعة التطورات ما ستؤول اليه الاوضاع، لتعود الحدود البرية، الجنوبية تحديداً، الى الواجهة من جديد، بعدما سيطر الجيش السوري على المنطقة الحدودية الشرقية المحاذية للبنان..

يتفق عديدون على أن لا قرار دولياً بدفع لبنان الى الانخراط في صراعات المنطقة اللاهبة، وان من غير ضمانات ثابتة ونهائية، وقد أدت القوى العسكرية والأمنية دوراً متقدماً وفاعلاً في متابعة «الخلايا الارهابية»، واعتقال عديدين، لكن أحداً لم يوفر أية ضمانة بأن يكون لبنان بعيداً عن مضاعفات ما يجري، خصوصاً بعد المواقف الاميركية والاوروبية والبعض عربية التي صنفت «حزب الله» (وهو أحد أركان البرلمان والحكومة) حركة إرهابية..

وسط هذه التطورات كانت لافتة في التوقيت «الجولة الميدانية الاعلامية» التي نظمها «حزب الله»، أول من أمس، عند الخط الحدودي مع الكيان الاسرائيلي بهدف الاطلاع على الاشغال والتحصينات التي يقيمها الجيش الاسرائيلي على طول الحدود مع لبنان، والتي وصفها مسؤول العلاقات الاعلامية في الحزب محمد عفيف بأنها «دفاعية».. وقد لاقت هذه «الجولة» اعتراضات عدد من القوى السياسية في الداخل اللبناني من بينها «المستقبل» و»القوات اللبنانية»، حيث وصفت بأنها «مشهد استفزازي لأكثرية اللبنانيين..» و»تجاوزاً لحدود السلطة والاجماع الوطني..» و»خطأ استراتيجي.. وأعطت انطباعاً و»كأن القرار الأممي 1701 أصبح في خبر كان..»؟!

بخلاف الزيارة البالغة الأهمية والدلالة التي قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري أمس الى الناقورة. وكانت رسالة بالغة الدلالة على ان أحداً لا يمكن ان يقفز فوق الدولة –

في قناعة عديدين، ان ما حصل لم يكن بهدف تعريض الداخل اللبناني لأية أخطار ممكنة، او تعريض الاستقرار لأية اهتزازات، بقدر ما كان رسالة واضحة الدلالة بأن الحزب متأهب، ويملك من الجهوزية ما يكفي كما ومن القدرات.. وليس أمام الحكومة سوى وضع اليد على هذا التطور وتفسيره رسمياً أمام التساؤلات الدولية والعربية؟!