IMLebanon

لائحة البيارتة  زي ما هيي  من أجل وحدة لبنان

حين أطلق الرئيس الشهيد رفيق الحريري عبارته السحرية في مواسم الإنتخابات بدءاً من العام 2000، زي ما هيي، لم يكن يطرحُ شعاراً لمجرد الشعار ولم يكن يخشى خرقاً في لوائحه في انتخابات العاصمة بيروت، بل كان يخشى أن تحصل عمليات تشطيب لمرشحين من طائفة معيَّنة لمصلحة مرشحين من طائفة أخرى، فتختل المناصفة ويقع المحظور ليُقال إنَّ الرئيس الشهيد لم ينجح في المحافظة على المناصفة.

لم يكن الرئيس الشهيد يخشى عدم الفوز، ومَن تُسعفه الذاكرة يتذكَّر أنَّ المعركة الإنتخابية كانت بالنسبة إليه نزهة في شوارع بيروت، فالظُلم الذي تعرّض له بين العامين 1998 و 2000 ارتدّ إيجاباً عليه، وكثيرون رددوا آنذاك أنَّه آتٍ على حصان أبيض، ومع ذلك بقي همّه التشطيب. فهو الذي كان يعتقد أنَّ لبيروت رئتين، وأيُّ خللٍ في التوازن سيصيب إحدى الرئتين.

***

الزعيم الشاب، الرئيس سعد الحريري، على خطى الرئيس الشهيد، لا يُفرِّط بالأَمانة، وما العبارة التي يرددها زي ما هيي سوى وفاء للرئيس الشهيد ولوصيته التي تُختَصر بالمناصفة.

في كلِّ اللقاءات التي يعقدها، وفي كلِّ الجولات التي يقوم بها في بيروت، لا يقول سوى كلام واحد، كلام الصدق، فهذا الزعيم ليس من مدرسة أنَّ السياسة فن المناورة، بل من مدرسة أنَّ السياسة فن الصدق والوفاء.

بالأمس كان له موعدٌ مع هذه المدرسة السياسية، قال في إحدى جولاته في سياق المضمون ذاته:

الإنتخابات البلدية، ولا سيَّما في بيروت، لها معنى سياسي. فبيروت التي قالت للرئيس الشهيد لعيونك، تُعيدها اليوم للزعيم الشاب سعد الحريري. لماذا؟

لأنَّ بيروت وفية، وهي تعرف من أعاد بناءها وإلا لكان قلب العاصمة يأكله الخراب منذ انتهاء الحرب، ولم يقتصر البناء على قلب العاصمة بل امتدَّ إلى مطارها ومرفئها وشوارعها وجسورها وأنفاقها وجعلها تنبض بالحياة.

يصل الرئيس سعد الحريري إلى جوهر الموضوع فيقول:

المناصفة في بيروت هي خط الدفاع عن العيش المشترك والوحدة الوطنية في كل لبنان. ولكي نجيب بوضوح على كل المشككين يجب أن نقفل الباب في وجه الخرق والتشطيب وننزل لائحة البيارتة في الصندوق، زي ما هيي، ولكي تبقى المناصفة، ولتبقى الوحدة الوطنية.

***

هكذا يقطع الزعيم الشاب الشك والتشكيك باليقين ليعتبر أنَّ تأمين المناصفة هو تحقيق الفوز، ومن دونه فإنَّ السقوط في مستنقع الطائفية هو هزيمة، ولو لم يكن واثقاً من الفوز لَما تحدّث بهذا المنسوب من الثقة بالنفس.

إنَّ الأحد الثامن من أيار لناظره قريب، وستُضاء سماء العاصمة بأضواء النصر والإعتدال والمناصفة. مبروك سلفا.