IMLebanon

المنطق المرفوض والإرهابي أحمد الأسير

قد نعذر البسطاء من أبناء الطائفة السُنيّة العالقين في فخّ التساؤل عن «زعران» سرايا المقاومة والغمز من قناة دورهم في معركة عبرا، ولكن من لا نعذرهم هم الذين «تصدّروا»لانتقاد «العدالة في لبنان تبدو في أسوأ أيامها، فهي تعتقل داعية دينيًا فقط لغوغائيته وتحريضه»، كان لمقال الأستاذ عبد الرحمن الراشد في جريدة الشرق الأوسط بالأمس وقع الصدمة على كثيرين، فالتعمية على القارئ العربي في قضية الإرهابي أحمد الأسير «جريمة» ، فهو ليس «داعية ديني» بل مؤسس لمجموعة إرهابيّة لعبت دوراً خطيراً ما بين العامين  2013 و2014،والأمن العام اللبناني لم «يعتقل» الإرهابي أحمد الأسير، بل أُلقي القبض عليه وهو يحاول الفرار من لبنان باتجاه نيجيريا لمواصلة العمل الإرهابي مع القاعدة، وهنا أتوجّه بالسؤال لأستاذنا الرّاشد:أليسَ هذا هو نفس المنطق الذي يستخدمه حزب الله «الإرهابي» ونظام بشّار الأسد القاتل كلّما أرادوا الهروب من حقيقة جرائمهم؟ ألم يتهافت الاثنان في استخدام منطق الحديث عن جرائم إسرائيل التي تُفلت من العقاب لتبرير جرائمهما؟!ألم يعقد حسن نصر الله عشرات المؤتمرات الصحافية مستبقاً اتهام مجموعة من كبار قياديي الحزب بعملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وهو أمر تحدّث به اللبنانيون منذ وقوع الجريمة وقبل صدور القرار الاتهامي لدانيال بيلمار؟! ألم يُدافع النظام السوري عن جرائمه واستخدامه للأسلحة المحظورة دولياً بمنطق أن أحداً لم يحاسب إسرائيل في غزّة وسواها؟!

أيها «الرّاشد»؛من المرفوض جملة وتفصيلاً أن تقول:»كل من يشاهد هذا الموقف المحرج، والمخجل، للدولة اللبنانية، يرى دولة تعامل مواطنيها درجات.. قانون لمواطني حزب الله وقانون للآخرين «!! وهنا؛ ولا بُدّ لنا من أن نذكرّك بسياسة احتواء شيعة الخليج التي تُنفذّها دول مجلس تعاونه خوفاً من تورطها في الوحول المذهبيّة،وهي تعرف أنّ كثراً من أبنائها متورّطون في خلايا نائمة لحزب الله الإرهابي، وآخرها شبكة حزب الله في الكويت، ونسأل ألا تستطيع هذه الدول أن تجرّد السلاح ضدّ هؤلاء؟ وهذه الدول على مع قدراتها العالية تعرف أنّ قدرة حزب الله على التخريب عالية جداً؛ فكيف تطلب من الدولة اللبنانية وقواها الأمنيّة مواجهة مناطق شاسعة وشريحة لبنانيّة وطائفة بكاملها تحت عنوان «جلب قتلة الرئيس رفيق الحريري» وهم شبه أشباح يتنقلّون ما بين إيران والعراق واليمن وسوريا، فهل على الجيش اللبناني والقوى الأمنية أن تنخرط في حرب طاحنة ضد حزب الله وتدمير مناطق مدنيّة على رؤوس ساكنيها للقبض على متهمي حزب الله!!

و»أيّها الرّاشد»: هل تعرف أنّ مخيّم عين الحلوة يَعجّ بالمتطرفين والخارجين على القانون والإرهابيين الذي يختبئون بين المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين، وكانت الأجهزة الأمنية تعرف أن أحمد الأسير توارى في المخيّم، فهل كنت تريد مثلاً أن تقتحم الأجهزة الأمنية «المخيّم» وتدمّره على رؤوس ساكنيه من أجل القبض على مئات الإرهابيين من الجنسيات المختلفة؟! 

 وأخيراً، هل تظنّ يا أستاذ عبد الرحمن، أنّ هؤلاء المتّهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وهم من الحلقة الأولى في التنفيذ على الأرض، هم فقط الهاربون من وجه العدالة؟ أليس هناك متهمون أعلى منهم بكثير قابعون في طهران من قاسم سليماني و»طلوع»، إلى دمشق من بشّار الأسد و»نزول»؟! وأقول لك: سيأتي يوم ونشاهد هؤلاء إمّا قتلى، كما شاهدنا مقتل بعضهم في سوريا، أو سنراهم في قفص المحكمة الدوليّة، أو سيبقون هاربين في إيران من عدالة السماء والأرض التي ينفذّون أجندتها!!

من المعيب يا أستاذ عبد الرحمن أن تسخر من العدالة اللبنانيّة ومن الأجهزة الأمنية اللبنانيّة التي كشفت عشرات «شبكات العملاء الإسرائيليين»، و»الإرهابيين»، وللمناسبة  يا أستاذ عبد الرّحمن من المُعيب أيضاً أن تعنون مقالتك «الأسير وغياب العدالة»،فهذا الإرهابي و»الإمارة التي مولّت إرهابه» كاد يشعل حرباً أهلية في لبنان، وسعى لإنشاء وكرٍ إرهابي في صيدا، ثمّ موّل وقاد حرباً إرهابيّة أخرى في طرابلس ومحيطها ضد الجيش اللبناني، وسقط لنا في معارك عبرا في   23 و 24  حزيران 2013 للقضاء على إرهاب الأسير، من أبنائنا في الجيش اللبناني شهداء تجاوز عددهم واحد وعشرين  شهيداً على مذبح الشهادة، تلتها في تشرين الأول 2014 ثلاثة أيام من العصف الأمني البالغ الخطورة، في احياء مدينة طرابلس كانت حصيلتها 12 شهيداً للجيش من بينهم 3 ضباط، و91 جريحاً، من بينهم 9 ضباط، أليس في هذا «إرهاب» كافٍ جداً لإعدام الإرهابي أحمد الأسير والذين قاتلوا معه الجيش اللبناني.

يا أستاذ عبد الرحمن: أحمد الأسير إرهابي باع نفسه ووطنه بريالات معروفة المصدر، لإحداث فتنة سُنيّة ـ شيعيّة وهي الفتنة نفسها التي تجنّبتها حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في السعوديّة، وأمير الكويت بعد تفجيرات المساجد، فما بالك تُريد أن تشعلها في لبنان؟!