IMLebanon

أعجوبة المرأة في  البلد الأعجوبة لبنان!

قبل مرور مائة يوم على صدور مراسيم تشكيل الحكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري، خرج وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسبيان ليعلن هيكلية هذه الوزارة وبرنامج عملها مع استحداث موقع الكتروني خاص بها، وأنجز ذلك في مهلة زمنية هي أقلّ من سبعين يوما. وبهذا يتبين ان الوزير الذي لم يظهر في الاعلام إلاّ لماما، كان يعمل بصمت، الى حين انجاز المشروع. وهو جهد يحظى بالتقدير، ليس فقط لأنه يتناول وضع أسس وزارة جديدة، وانما أيضا لأن موضوع اهتمام هذه الوزارة يتناول شريحة المرأة المؤثرة في المجتمع ككل، وليس ب نصف المجتمع كما يقال!

***

غير أن هذا الانجاز يمثل الجانب النظري فقط من هذا الامتحان. وقد سبقه وتقدم عليه حدث يحمل في عمقه رسائل متعددة في أكثر من اتجاه، عندما رشحت حركة أمل السيدة عناية عزالدين لتكون السيدة الوحيدة في حكومة الرئيس سعد الحريري، وأسندت لها وزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية. وأهم ما في هذا الحدث انه جاء في غمرة سباق بين السياسيين في الحكي، والدفاع عن حقوق المرأة والمطالبة بانصافها وغير ذلك من هذه المعزوفة المستمرة منذ عقود. وجاءت حركة أمل لتتجاوز الشفهي الى العملي، وترشح السيدة عناية بما أحدث مفاجأة مستحبة في حينه، وكأن القصد من هذا الترشح القول ان ألف خطاب لا يوصل وحده الى نتيجة، وان العبرة هي في الممارسة العملية!

***

من الرسائل التي حملها هذا التعيين للوزيرة عناية، الى الداخل اللبناني، هو التساؤل عن الأسباب التي حدت بالجهات السياسية التي تتباهى بحمل شعلة التحرر والتطور الحضاري والثقافي والإطناب في الاشادة بالمرأة وحقوقها، ما الذي حملها على عدم ترشيح سيدة من الأوساط التي تنتمي اليها سياسيا، لتولي المنصب الوزاري؟ والرسالة الأبلغ هي الموجهة الى الخارج لا سيما الى الغرب الاوروبي والاميركي المتهيج ضد الاسلام والمغزى من تعيين سيدة محجبة في منصب وزيرة، في بلد متعدد مثل لبنان. وكأن الرسالة تقول: ليس الحجاب هو القضية، وانما القضية الحقيقية هي في ما تحت الحجاب من دماغ وفكر وثقافة ورؤى منفتحة، وفهم عميق لرسالة الأديان السماوية، وكفاءة وقدرة على العمل والانجاز… وهذا ما تفعله الوزيرة عناية عزالدين راهنا بوضع برنامج يعكس رؤية الرئيس نبيه بري بتعميم العمل الالكتروني في مختلف وزارات الدولة ومؤسساتها، وصولا الى الحكومة الالكترونية…

***

كان لبنان من بين الدول الموقعة على قرارات مؤتمر بيجنغ عام ١٩٩٥ الذي يتيح للمرأة نسبة ثلاثين بالمائة من المقاعد الوزارية والنيابية. وكان الرئيس الراحل عمر كرامي أول من نال شرف الريادة بتعيين وزيرتين في حكومته عام ٢٠٠٤ هما وفاء الضيقة حمزة وزيرة لشؤون مجلس النواب، والسيدة ليلى الصلح حماده وزيرة للصناعة. وكرّت السبحة بعد ذلك: السيدة نائلة معوض وزيرة للشؤون الاجتماعية في حكومة الرئيس السنيورة ٢٠٠٥، والسيدة بهية الحريري وزيرة للتربية في حكومة السنيورة أيضا ٢٠٠٨، والسيدة ريا الحفار الحسن وزيرة المال والسيدة منى عفيش وزيرة دولة في حكومة الرئيس سعد الحريري ٢٠٠٩، والسيدة أليس شبطيني وزيرة المهجرين في حكومة الرئيس تمام سلام ٢٠١٤. وتفرّدت حكومتا الرئيس نجيب ميقاتي بعدم تعيين نساء وزيرات ٢٠٠٥ و٢٠١١!