IMLebanon

الشرق الأوسط… تجارة الأسلحة والموت على حساب التنمية

لا تأخذ الصناعات الحربية ولا صنّاع الحروب في الاعتبار الآثار الإنسانية المترتبة على ما فعلت أيديهم، وهم إذ يطلقون العنان للموت الكثير وتشريد السكان والدمار الذي تخلّفه الحروب، 

لا يلتفتون الى الخلف.

الصين تلج نادي دول السيطرة في البحار بعدما بدأت تأهيل أوّل قاعدة بحريّة خارج أراضيهابهذا المعنى تكشف الوقائع اللبنانية أنّ لبنان يستقبل نحو 3 ملايين نازح من الأقطار العربية المجاورة، فيما تشير المصادر الليبية إلى وجود 2,4 مليون ليبي يحتاجون الى مساعدة انسانية. وتلفت المصادر الى وجود نحو ستة ملايين نازح سوري ومليونَي نازح عراقي (عدا عن الهجرة الداخلية) ونصف مليون نازح يمني (عدا عن الهجرة الداخلية) وأعداد كبيرة من النازحين السودانيين. كلّ ذلك هو بعض نتائج الحروب (مع الإشارة الى أنّ الأرقام المتعلقة بالنازحين غير دقيقة ومن الممكن أن تكون أكثر من ذلك بكثير)، ولا تشمل هذه الإحصاءات أعداد المهجرين داخل أوطانهم وقد فقدوا منازلهم وقاموا بعملية هجرة قسرية داخلية.

وفي هذه اللحظة السياسية، دخل الشرق الاوسط في إطار السير بإتجاه صناعة تفاهمات تكون موضوعة على طاولة الرئيس الاميركي الجديد المنتخب، حيث يقع اليمن بين جلسة استماع مغلقة لتقرير يقدمه الامين العام للأمم المتحده بان كي مون الأربعاء في 31 آب الجاري، وطاولة نقاش خليجية – بريطانية – أميركية بوجود وزير الخارجية الأميركي جون كيري في جدّة، في مقابل اتجاه تحالف «أنصار الله» وفريق الرئيس اليمني السابق علي عبد صالح لتشكيل حكومة جديدة بعد إعلانهما قيام مجلس رئاسي.

وفيما تتموضع تركيا في محور جديد (روسي – إيراني) استعداداً لتفاهمات دولية حول (فيدرالية سورية)، يقع الشرق الاوسط وخصوصاً المنطقة العربية (إضافة الى احتمالات اندلاع حروب جبهوية أو رئيسة على جبهات الشمال من جنوب لبنان بإتجاه الجولان، وعلى جبهة قطاع غزة بين اسرائيل والمقاومة اللبنانية والفلسطينية إضافة الى ما يمكن أن يتمخّض عن الوقائع السورية) – يقع الشرق الأوسط والمنطقة العربية – تحت الضغط العكسي لاستراتيجية الفوضى البنّاءة التي يأكل منشارها هبوطاً كما صعوداً ويستهلك المزيد من الموارد البشرية والمادية في حروب داخل أقطار المنطقة او على تماس معها. ويتسعّر سباق تسلّح لا ينتهي على حساب مشروعات ضرورية للتنمية الشاملة او على حساب الاستثمار على التربية الشاملة خصوصاً التربية على الديموقراطية وتطوير اسواق العمل والانتاج (الأزمة المالية التي يمرّ بها العراق دفعت وزارة التخطيط لاقتراح خفض النفقات وعدم الدخول في التزامات مالية جديدة بهدف تخفيف العبء عن ميزانية الدولة، وتشهد المنطقة اضافة الى صفقات السلاح البيضاء (الرسمية) العلنية والسوداء (تجارة السوق السوداء للسلاح) – تشهد – ضخّ كلّ انواع المسلحين (مرتزقة) او محاربين (جهاديين) أفراداً وجماعات. 

واليوم تتصاعد الامور الى الذروة تمهيداً لتفاهمات دولية، ويجرى ضخّ مسلّحين غير نظاميين لقتال مشروع «داعش»، وربما كذلك تمهيداً لحروب تصفية لإستتباعات الحروب التي تجرى وتصفية حسابات محلّية وإقليمية ودولية أو لإزالة البصمات والشهود المتّصلين بالأحداث (الحروب الجارية).

في آخر صورة مستجدّة حول ما يتصل بالعناوين أعلاه، تكرّ سبحة تزويد المنطقة الآن بمزيد من اسباب وعناصر الحروب، ومنها حسب ما ذكرت وسائل اعلامية تزايد أعداد المتطوّعين الغربيين الذين يريدون التوجّه الى العراق للقتال ضدّ تنظيم «داعش»، وكان بعضهم حتى وقت قريب يخدم في جيوش نظامية غربية. 

وقالت المعلومات إنّ المعطيات الدقيقة والشهادات التي جُمعت تدلّ على أنّ هؤلاء المتطوّعين يبغون الإسراع في الذهاب، مقتنعين بأنّ «داعش» يمكن أن يهزم قريباً في العراق وسوريا.

على الصعيد نفسه، تكشف مديرة منظمة (مراقبة بيع الاسلحة) آنا ماكدونالد في تقريرٍ لها أنّ فرنسا صادقت على صفقة مبيعات أسلحة للسعودية بقيمة 18 مليار دولار، أما الولايات المتحده فقد وافقت على صفقات بيع أسلحة الى الرياض بقيمة 5,9 مليارات دولار عام 2015، بينما بلغت مبيعات الأسلحة البريطانية الى السعودية 4 مليارات دولار.

وقد طالبت منظمة (مراقبة بيع الأسلحة) الدول الكبرى بوقف مبيعاتها من الأسلحة بسبب العمليات التي تقع على المدنيين، وبحسب المنظمة فإنّ الدول المصدّرة للأسلحة والموقعة على معاهدة (تجارة الأسلحة) تمارس اسوأ اشكال النفاق.

وعلى الصعيد العملياتي المتصل بمعارك الغد، كشفت طهران في ما وصف بعرض للقوة عن نسختها من منظومتها الدفاعية الصاروخية الجديدة (باور 373) المصنّعة محلّياً والمماثلة لمنظومة الصواريخ الروسية (اس – 300). وعلى الصعيد العملياتي تحدّثت معلومات صحافية خليجية عن استحداث إيران لستة معسكرات تابعة لفيلق القدس الإيراني قرب كركوك.

وفي جديد الشرق الاوسط، ذكرت قناة «Fox news» الأميركية أنّ الصين بدأت تأهيل أول قاعدة بحريّة لها خارج أراضيها في جيبوتي، بما يعني ولوج الصين نادي دول السيطرة في البحار. 

وعلى صعيد عالم الأسلحة، كشفت صحيفة «أوبزرفر» البريطانية أنّ بريطانيا تربح من سعي الشرق الاوسط وراء السلاح، حيث إنّ استعراض فرانبوره الدولي الجوّي يستدرج نحو 80 وفداً عسكرياً وأنّ من بين المتحمّسين لشراء قنابل «رايثون» الذكية الاميركية الصنع المملكة العربية السعودية، وأنّ بريطانيا وافقت على طلبات بيع أسلحة تبلغ قيمتها 3.5 مليارات جنيه استرليني منذ العام 2015.

في الاطار العملياتي تحدثت المعلومات عن وصول تعزيزات اميركية الى منطقة الحسكة السورية، وفي السياق نفسه استخدمت روسيا صواريخ موجّهة من على متن مدمراتها لضرب اهداف في سوريا.

كلّ ما تقدم هو بعض الوقائع المتصلة بتجارة الموت على حساب الحياة، هذا من دون أن نضيف الوقائع المتصلة بحروب اسرائيل في المنطقة والأدوار العسكرية التركية في الشرق.