IMLebanon

وزير البيئة ينزع القفَّزات ويُعلِن:  سأقول الأمور كما هي

مَن يدري؟

فمع وزير البيئة الجديد المحامي طارق الخطيب، قد تتحوَّل وزارة البيئة، لا إلى وزارة سيادية ولا إلى وزارة أساسية أو ثانوية، بل إلى وزارة استراتيجية، فعلى كتفي الوزير الخطيب ملقاة ملفات التلوث والنفايات والسموم، ومعه قد تتحول الوزارة إلى نيابة عامة بيئية لا يمر أي مشروع إلا بعد دراسة الأثر البيئي لهذا المشروع، فلو أنَّ طارق الخطيب كان هو وزير البيئة حين تمت الموافقة على مطمر الكوستابرافا، لكان قطع يده قبل أن يوقِّع على قرار إنشاء هذا المطمر، ولو أنَّ طارق الخطيب كان هو وزير البيئة حين استُبيح نهر الغدير وتحوَّل إلى مصبٍّ للمجارير، بدل أن يكون مصباً لمياه الأمطار، لكان اتَّخذ كل الإجراءات التي تمنع التمادي في هذا الأمر.

الوزير طارق الخطيب لا ينكفئ ولا يتراجع ولا يجلس في بيته من دون أن يستقيل كما فعلَ سلفه، بل يواجه، خصوصاً أنَّه إبن بيئة يعرف حقيقةً معنى المعاناة. هو قال لدى تفقده مطمر كوستابرافا أول من أمس:

أنا لست بصدد الدفاع عن أحد كما أنني لست بصدد ظلم أحد، يجب قول الأمور كما هي.

إنَّ أكبر جريمة تُرتَكب هي محاولة الإيحاء بأن مطمر كوستابرافا لا يشكِّل أيَّ خطر على سلامة الطيران في مطار بيروت، من خلال القول إنَّ النفايات موضَّبة ولا يصل إليها طائر النورس.

هؤلاء يتغاضون عن حقيقة أساسية وهي:

إنَّ توضيب النفايات لا يمنع تحللها، وعصارتها تذهب إلى مياه البحر القريبة جداً من مدرج المطار، فيأتي النورس ليأكل مما هو موجود في المياه الآسنة.

كما أنَّ الدراسات أثبتت أنَّ طائر النورس يعتاد على الأصوات الإصطناعية للنسور، التي تُصدرها التجهيزات والتي يتم تركيبها، وغريب كيف أنَّ هذه التجهيزات تأمَّنت فوراً من مستودعات متعهِّد الدولة، فكيف استورد كمياتها؟

وهل كان يعرف أنَّ مطمره سيتسبب بالمشاكل؟

ثم لو أنَّ مصب نهر الغدير وحده هو الذي يجذب طائر النورس فلماذا تكلَّف المتعهِّد، من دون غيره استيراد تجهيزات أصوات النسور؟

وحسناً فعل النائب وليد جنبلاط حين غرَّد على حسابه على تويتر فكتب:

إنَّ محاولة التخفيف من خطر المكب لهو بدعة وتحايل على الرأي العام. وعندما تقع الكارثة لا نفع للندم.

جنبلاط إبن الشوف، ووزير البيئة إبن الشوف، وكلاهما يعرف المجزرة البيئية التي يمكن أن يسببها مكب كوستابرافا، فهل يتم وقوع الكارثة ليُصار بعدها إلى المعالجة؟

حين تسلَّم الوزير طارق الخطيب وزارة البيئة، قال:

إنَّ من أهم الحقوق الأساسية للإنسان حقه في العيش ضمن بيئة صحية سليمة ونظيفة، خالية من كلِّ أنواع الملوثات. إنَّ هذا الكلام بحدِّ ذاته يُشكِّل إدانة للمطمر في كوستابرافا إذ كيف يعيش مئات الآلاف حوله في بيئة نظيفة؟

بالتأكيد الوزير طارق الخطيب لن يدع مطمر الكوستابرافا يمر، خصوصاً أنه هو الذي قال أثناء التسليم والتسلم:

إنني حريص جداً على أن أقارب جميع المشاكل المثقلة بها وزارة البيئة بشكل شفاف لوأد الفساد، ولنعمل إدارة نموذجية ضمن اختصاصنا.

المتعهِّدون، من اليوم فصاعداً، سيعدُّون للعشرة قبل أي دعسة ناقصة، وما أكثر دعساتهم الناقصة. فوزير البيئة لا يمزح.