IMLebanon

موسكو تُشرِّع الباب السادس للأمن… والسعودية وسوريا على طاولة واحدة

في الزمان والمكان عينهما وفي ترتيبات وإجراءات أمنية اكثر تشدداً من العام المنصرم، جددت القيادة العسكرية الروسية تشريع أبواب عاصمتها، موسكو، للمرة السادسة لمؤتمر الأمن الدولي، إلّا انّ سير الاحداث الملتهبة والدور الروسي المتعاظم فيها، خصوصاً في الشرق الاوسط وبالتحديد سوريا، فضلاً عن الازمة الاوكرانية، وصولاً الى تصاعد وتيرة الاشتباك بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الاميركية أعطت للنسخة السادسة من المؤتمر الامني الروسي العالمي نكهة مختلفة سواء من حيث الحضور او المضمون.

ويسجّل للنسخة السادسة الإقبال المتزايد على المشاركة عن سنواته الخمس السابقة. فحضر الى موسكو نحو 20 وزير دفاع و12 نائب وزير دفاع ورؤساء 7 منظمات دولية، ممّن سبق وأعلنوا مشاركتهم في هذا المؤتمر فيما تجاوز عدد الضيوف 700 شخص غالبيتهم العظمى من خارج روسيا الاتحادية ومن الضبّاط الكبار والباحثين والمعنيين بالشأن الأمني.

امّا لبنان الذي شارك بوزير دفاعه السابق سمير مقبل العام المنصرم في النسخة الخامسة للمؤتمر، فقد غاب عن نسخته الحالية الوزير يعقوب الصراف الذي سبق وأكّد للمنظمين حضوره، ليعاود الاعتذار مفضّلاً زيارة خاصة لموسكو في القريب العاجل تسمح له بلقاء نظيره الروسي سيرغي شويغو والمسؤولين الكبار، فيما تمثّل لبنان الرسمي بوفد ضمّ الضبّاط الكبار المعنيين بملفي «التسليح والتجهيز» وسلاح المدرعات، فضلاً عن عدد قليل من الباحثين والشخصيات الاكاديمية.

ولا يخفي الجانب الروسي رغبته في حضور لبنان الرسمي بمستوى تمثيلي أعلى، لِما له من أولوية على الاجندة الروسية ودور جيشه وأجهزته الامنية، ولا سيما منها الامن العام الذي سبق لمديره العام اللواء عباس ابراهيم أن زار موسكو والتقى المسؤولين الامنيين الكبار، تاركاً انطباعاً بالغ الايجابية لدى المسؤولين الروس التوّاقين الى المزيد من التعاون مع القيادة اللبنانية سواء الرسمية السياسية او العسكرية والامنية.

ومن المقرر أن يتمّ الافتتاح الرسمي للمؤتمر اليوم بكلمات لكلّ من: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يلقيها نيابة عنه الامين العام لمجلس الامن القومي الجنرال نيكولا باتروزيش، ووزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، وكلمة الامين العام للامم المتحدة الذي سيمثّله نائبه للشؤون السياسية جيفري فيلتمان.

ويأمل القيمون على المؤتمر تحويله منصّة وآليّة فعّالة لتبادل الخبرات حول سبل الحفاظ على الأمن القومي والإقليمي والدولي.

وكشف مصدر عسكري روسي رفيع لـ«الجمهورية» انّ محاربة الإرهاب الدولي هي العنوان الاساس للمؤتمر، امّا خريطة الدول التي ستحوز على النسبة الاعلى من النقاش فتبدأ من أوروبا ودول البلقان المجاورة، وصولاً الى آسيا والمحيط الهادئ، فضلاً عن الأزمة الكورية الشمالية وسوريا الاكثر حضوراً في كواليس المؤتمر شرقاً.

وفي فعاليات اليوم الاول، يحضر وزير الدفاع الايراني حسين دهقان في حلقة نقاش تضمّه الى كل من وزراء دفاع: الهند، باكستان، كازاخستان، وافغانستان والبرازيل. ومن المتوقع ان يتخلل زيارة دهقان لموسكو توقيع مجموعة من الاتفاقات وتحقيق مزيد من التنسيق في المسألة السورية.

امّا الحلقة الأكثر «حماوة» كما يتوقع، فتلك التي ستجمع كلّاً من اللواء فياض الرويلي قائد القوات الجوية الملكية السعودية ونائب وزير الدفاع السوري اللواء محمد الشوا، إضافة الى اللواء محمود عبد الحليم فريحات رئيس هيئة الاركان المشتركة الاردنية، إضافة الى وزير الدفاع المصري المتوقع حضوره ومشاركته الشخصية في «حلقة النقاش».

يذكر انّ النسخة السابقة من المؤتمر لم تجمع في حلقة نقاش واحدة أيّاً من الجانبين السوري والسعودي، واختصر اللقاء على الموفد المصري مع نظيره السوري.

فهل ستتحول جلسة النقاش العلنية فرصة للقاءات بعيدة عن الاضواء تقرّب المسافات بين سوريا وخصومها العرب برعاية روسية؟

هذا ما لا يملك أحد الإجابة عنه، على رغم الرغبة الواضحة لدى القيادة الروسية في تضييق مساحات الخلافات السورية مع دول الجوار والاقليم، الّا انّ الرياح العربية يبدو انها لا تسير كما تشتهي السفن الروسية بعد تصاعد الاشتباك الاردني – السوري وتعمّق الخلاف السعودي – السوري.

الّا انّ متابعة ما سيجري في تلك الحلقة من النقاش، وما قد يتبعها خلف الكواليس يجب التوقّف عنده ملياً. ويبقى مستغرباً الحضور اللبناني الأضعف من العام المنصرم على امل ان يعوّض بلقاءات قريبة بين الجانبين، لِما لروسيا من دور بارز في الشرق الاوسط، خصوصاً عند الحدود اللبنانية – السورية.

وتزامناً، يعقد في موسكو مؤتمر «روسيا والعالم الاسلامي» بنسخته الثالثة ويشارك فيه مجموعة من الباحثين والاكاديميين اللبنانيين المعنيين بمكافحة الارهاب فكرياً وإعلامياً.