IMLebanon

أهداف صواريخ موسكو تبعد أكثر من 150 كيلومتراً عن «داعش»

«روسيا تحاول فرض نفسها دولة عظمى عبر الدم السوري»

أهداف صواريخ موسكو تبعد أكثر من 150 كيلومتراً عن «داعش»

كل المؤشرات الميدانية في سوريا تؤكد أن روسيا لم تستهدف حتى الآن أي موقع من مواقع تنظيم «داعش» وذلك على الرغم من ادعاء الاعلام الروسي ومن خلفه الإعلام الموالي لموسكو، ان طائرات بوتين قد قصفت أهدافا لداعش.

وبحسب المصادر المتابعة للميدان، فان الجيش الروسي يستهدف فقط مواقع الجيش السوري الحر وفق خارطة تزوده بها استخبارات نظام بشار الاسد و«حزب الله» وإيران، بالاضافة الى الاستخبارات الروسية العاملة على الأرض.

وتؤكد المصادر أن أقرب نقطة مستهدفة من قبل الطيران الروسي تبعد عن مواقع داعش ما بين 150 و200 كيلومترا، لافتة الى أن هنالك حربا مفتوحة في سوريا لا يعرف نهايتها الا الله، وذلك في ظل انتهاء الحديث عن أي تسوية سياسية سلمية جديدة، ومع تعثر أمر العودة الى مقررات مؤتمر جنيف واحد.

وتشير المصادر الى ان دخول الدب الروسي على خط الأزمة السورية بطريقة مباشرة وعنيفة، ليس مرده فقط المساهمة بإنقاذ ما تبقى من النظام السوري أو مساعدة طهران أو حتى الحفاظ على القواعد العسكرية الروسية في طرطوس واللاذقية، انما يعود الى السعي لربط المنطقة بأزمات موسكو الخاصة ومن بينها الأزمة مع اوكرانيا.

وهنا تلفت المصادر الى ان روسيا تستغل غياب الرؤية للولايات المتحدة الاميركية بشكل كبير ازاء منطقة الشرق الاوسط، وتريد أن تبرز للعالم مجددا بأنها دولة عظمى لا تقل أهمية عن أميركا، فتعمد الى الانتقال من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم، لكن هنا يسأل مراقبون: هل قرارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الراهنة مدروسة وصائبة؟

وانطلاقا من هذا السؤال، يرى هؤلاء المراقبون أن ثمة معضلة سوف تواجه روسيا، ألا وهي رفض المملكة العربية السعودية بشكل خاص ودول عدة مثل تركيا وقطر وغيرهما بشكل عام، ما تفعله روسيا في بلاد الشام تحت شعار محاربة الارهاب، وهي فعلياً لا تحارب سوى العدو الأول لقوى الارهاب أي المعارضة المعتدلة والتي تخوض حرباً ضروساً مع داعش وأشكالها.

وهنا أيضا توضع أكثر من علامة استفهام، أبرزها: هل ستبقي السعودية على صفقات السلاح الموقعة مع روسيا، وماذا عن العلاقات الاقتصادية والعسكرية الروسية – المصرية من جهة، والروسية – التركية من جهة أخرى؟

وكيف ستتصرف الرياض ازاء العدوان الروسي على الشعب السوري، لا سيما بعد سقوط شهداء من نساء واطفال وشيوخ حاليا وسابقا بالأسلحة الروسية الصنع بغض النظر عمّن كان ولا يزال يطلقها، أكان روسياً أم موالياً لبلاد الاتحاد السوفياتي السابق؟

ومن الأسئلة المطروحة أيضا، وبشكل كبير خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي، ما هو موقف الطائفة الأورثوذكسية الكريمة والتي لطالما ساهمت في رد الظلم والعدوان مما يجري، لا سيما بعد إعطاء مطارنة روسيا، العدوان المباشر المستجد، صبغة دينية عنوانها: الحرب المقدسة، وهنا كل الأنظار تتوجه الى مطارنة لبنان وبصورة خاصة الى متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، وذلك لأن لبنان من أفعل دول المنطقة العربية في ما يتعلق بالدين المسيحي؟