IMLebanon

حكومة نتنياهو وهاجس الحرب على لبنان: تهديد بتدمير شامل

في الوقت الذي احتفل فيه اللبنانيون بعيد التحرير والمقاومة الـ15، وانسحاب جيش الاحتلال الاسرائيلي الأحادي الجانب من جنوب لبنان في أيار 2000، تقوم إسرائيل بالاستعداد لمواجهة جديدة تسن سننها لحرب جديدة على لبنان، حيث تشير كل التقديرات والترجيحات العسكرية والاستخبارية التي تضعها المؤسسة العسكرية والأكاديمية الإسرائيلية إلى توافق في ما بينها على أن إسرائيل مقبلة على حرب ثالثة مع لبنان تكون أشد قسوة وضراوة من الحرب السابقة في تموز 2006.

فكثيراً ما يكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطاب الحرب ضد لبنان عموماً و»حزب الله» خصوصاً، ويجتر مقولة: «إسرائيل سترد بقوة غير مسبوقة على أية صواريخ ستطلق عليها من حزب الله، وأنها لن تميز بين أهداف مدنية وعسكرية وستدمر البنية التحتية في لبنان«.

نتنياهو ليس وحده من أطلق تهديدات وتصريحات ضد لبنان و»حزب الله»، إذ نقلت صحيفة «يديعوت احرنوت» عن ضابط في قيادة الجبهة الشمالية الإسرائيلية قوله: «ان حزب الله عزز من دورياته على طول منطقة الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، حيث لوحظ في الأشهر الأخيرة وجود الكثير من عناصر هذا الحزب، مثلما كان الأمر عليه قبل حرب لبنان الثانية في تموز 2006«، مشيراً إلى أنه «تعزز في الآونة الأخيرة لدى قيادة المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي اعتقاد مفاده أن حزب الله سيلجأ إلى شن هجوم على منطقة إصبع الجليل، أو منطقة الجليل الغربي، بهدف الاستيلاء عليها في حال اندلاع حرب شاملة بينه وبين إسرائيل«.

ويرجّح قائد الجبهة الداخلية السابق في جيش الاحتلال إيال أيزنبرغ، أن تتعرض اسرائيل في الحرب المقبلة مع «حزب الله» إلى أكثر من 1500 صاروخ يومياً، موضحاً أن «الجبهة الشمالية في الجيش تقوم بالاستعدادات اللازمة للمُواجهة القريبة مع حزب الله، وأنّ المُواجهة هذه المرّة ستكون دمويّة جداً، ولا مجال للمقارنة بينها وبين حرب العام 2006«.

وتواصل هيئة الأركان العامّة للجيش الإسرائيليّ بقيادة غادي آيزنكوط، عقد سلسلة أيام دراسية وورشات عمل تتطرّق إلى سيناريوات الحرب المقبلة وإدارة المعارك وتفعيل قوات الجيش، علماً أن ايزنكوط يُعتبر من المتشددين جداً، وتحديداً مع «حزب الله»، وقال في مقابلات عدة إنّه «يتحتّم على إسرائيل في المواجهة المقبلة مع حزب الله اعتبار كل لبنان كأنّه الضاحية الجنوبيّة«.

ويرى أنّ «الحرب المقبلة في لبنان ستكون باستعمال قوة هائلة أكثر ممّا تعودنا عليه في الماضي، وبالتالي فإنّ النتائج في المواجهة القادمة ستكون صعبةً للغاية على الطرف الثاني. إذ إنّ التهديد على الجبهة الشماليّة يزيد بعشرات الأضعاف عن الجبهة الجنوبية، وبحسب التقديرات الإسرائيليّة، فانّ «حزب الله» يمتلك مائة ألف صاروخ، كثير منها مُزوّد بأجهزة توجيه ستقود هذه الصواريخ نحو أهدافها بدقة«.

وركز قائد كتيبة «الجليل» في جيش الاحتلال الإسرائيلي موني كاتس في تصريحات نشرت مؤخراً، على أنه لا يشكك في قدرة إسرائيل على تحقيق حسم في المواجهة المقبلة مع الحزب في حال اندلعت حرب جديدة معه، وأن لبنان سيعود إلى الوراء 200 عام، وستكون هناك حرب أخرى، وأنه لن يكون هناك أي بديل أمام الإسرائيليين.

بدوره وجّه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس تهديدات مباشرة الى قطاع غزة ولبنان في حال اندلعت حرب جديدة مع إسرائيل، وقال: «إننا في الحرب القادمة سنقوم بتدمير المساجد ورياض الأطفال وبيوت المدنيين في قرية الخيام اللبنانية، وفي قطاع غزة لأنها بؤر لإطلاق الصواريخ وليست أماكن مدنية«.