IMLebanon

اليوم التالي لتاريخ 31 تشرين الأول ٢٠١٦

يشترك شهر تشرين الأول مع شهر تموز بأنهما من أشهر السنة المؤلفة من ٣١ يوما. وشهد يوم ٣١ من تموز ١٩٥٨ انتخاب قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب رئيسا للجمهورية. وفي يوم ٣١ من تشرين الأول الجاري ٢٠١٦، من المقرر ان ينتخب قائد الجيش السابق العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية. في ذلك الزمان رشح العميد ريمون اده نفسه للرئاسة في مواجهة اللواء فؤاد شهاب ليس أملا بالمنافسة والفوز، وانما حرصا على اللعبة الديموقراطية. ولا ضير في أن يرشح سليمان فرنجيه نفسه للرئاسة في مواجهة العماد عون، انطلاقا من المفهوم الديموقراطي نفسه. وفاز شهاب بالرئاسة بأكثرية ٤٨ صوتا في مقابل ٧ أصوات للعميد اده، في مجلس نيابي مؤلف من ٦٦ نائبا. ولا ضير في ان يفوز من يفوز ويخسر من يخسر بأي عدد من الأصوات بين عون وفرنجيه، في مجلس نيابي مؤلف من ١٢٨ نائبا.

تجري الانتخابات الرئاسية هذه المرة في مجلس نيابي ممدّد له مرتين، وفي ظلّ حكومة استثنائية تتمتع مجتمعة بصلاحيات رئيس الجمهورية في ظلّ الشغور الرئاسي، برئاسة الرئيس تمام سلام، منذ بداية هذا الشغور مع انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان في ٢٥ أيار ٢٠١٤، فتكون حكومة تمام سلام حكمت ٣٩ شهرا وستة أيام بصفة حيازتها مجتمعة لصلاحيات رئاسة الجمهورية. وأول حكومة استثنائية موقتة أعطيت صلاحيات رئيس الجمهورية كانت برئاسة قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب، وكانت لفترة محددة حصرا ب ١٢ يوما فقط، وكان ذلك بتاريخ ١٨ أيلول ١٩٥٢. وفي خلال خمسة أيام فقط أنجز اللواء شهاب المهمة من أصل مهلة ال ١٢ يوما المعطاة له، وتمّ انتخاب الرئيس شمعون رئيسا للجمهورية في ٢٣ أيلول ١٩٥٢.

بمقارنة الوقائع السياسية في خمسينات القرن الماضي بمثيلاتها اليوم، يظهر مدى حال التراجع والتخلّف والضياع التي طرأت على حال السياسة والسياسيين بين الماضي والحاضر… فالمجلس النيابي الذي انتخب الرئيس في ذلك الحين كان مجلسا نيابيا منتخبا، في حين ان مجلس النواب الذي سينتخب الرئيس اليوم ممدّد له مرتين. والحكومة الاستثنائية في ذلك الحين أعطيت مهلة ١٢ يوما فقط، وأنجزت المهمة بوقت أقصر وفي مدة خمسة أيام كما ورد سابقا. واذا كانت الأمم والشعوب والدول تتطلع الى المستقبل لتحسين حاضرها، فان لبنان يحتاج الى فترة زمنية طويلة لكي يتطلع الى ماضيه الذي كان أفضل من اليوم، وربما يحتاج الى زمن أطول ليتطلع بعد ذلك الى الغد والمستقبل!..

… إلاّ اذا كان العهد الجديد عهدا جامعا وقويا بقوة الوحدة الوطنية التي تدعمه، وعندها فقط يمكن التطلع الى المستقبل اعتبارا من اليوم التالي ليوم ٣١ تشرين الأول ٢٠١٦!