IMLebanon

لا نتائج من اجتماع روما

لن يَعني لقاء روما والتفاصيل التي رشَحت منه في شأن الأسماء التي يمكن أن تُطرَح حلولاً توافقية، شيئاً كثيراً. فالعقدة الرئاسية ليست عند «14 آذار» وليست بالتالي عند البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي تخطّاه فريق «8 آذار» المسيحي عندما نكَث بوعد حضور الجلسات النيابية.

على هذا المنوال، يستمرّ الفراغ الرئاسي بقوّة الأمر الواقع، في ظلّ فشل كلّ المحاولات مع طهران لفكّ أسر الانتخابات الرئاسية، تلك المحاولات التي فشل آخرها منذ فترة قريبة، عندما أحالت إيران الفرنسيين إلى «حزب الله»، الذي بدوره يحيل الجميع الى الرابية، ما يعني أن لا انتخابات رئاسية في الأفق، ولا تكرار لسيناريو العام 2008 الذي أفضى إلى انتخاب الرئيس ميشال سليمان على وقع السابع من أيار.

الواضح أنّ الرئيس سعد الحريري بلقائه الراعي في روما يستمرّ في غسل يديه من «دم هذا الصدّيق»، فلا هو يتحمّل مسؤولية الفراغ، ولا هو قادر على تأمين شروط التوافق، لكنّه في المقابل كما فريق «14 آذار» يُعتبَر من أكبر المتضرّرين من هذا الفراغ، إذ يعلم الجميع أنّ الفراغ كان أحد أسباب الفوضى عام 2008، وأنّ كلّ فراغ سيُزعزع مؤسسات الدولة أو ما تبقّى منها، ما سيؤدّي إلى تقدّم فكر المتطرفين وتراجع الاعتدال وأصحاب الرهان على الدولة والمؤسسات.

ويعلم الحريري أنّ التسوية التي تمثّلت بتأليف الحكومة بعد تقديم تنازلات متبادلة، لم تعُد تكفي لقطع الطريق على الفوضى، ولا لترميم الحد الادنى من شروط الاستقرار، ولهذا تشكّل الانتخابات الرئاسية أولوية مطلقة، تتجاوز إجراء الانتخابات النيابية، وتشكّل المدخل الى ترميم مظلة الأمان المتداعية.

إنطلاقاً من ذلك، يستمرّ الحريري وفريق «14 آذار»، في ترجمة مبادرة الرئيس الوفاقي، ولو من باب رفع العتب. قد يفيد هنا تقديم أسماء توافقية إلى الراعي، منها أسماء موظفين يحتاجون لتعديل الدستور، وأسماء أخرى، لكن كلّ ذلك لن يكون ذا جدوى ما دام «حزب الله» يقفل الباب أمام التسوية الرئاسية، ويضع المفتاح في الرابية.

في هذا السياق، عُلم أنّ فريق «14 آذار» تقدّمَ بهذه الأسماء، بعدما تمَّ الاتفاق على كونها مقبولة من مختلف مكوّناته، وخصوصاً مرشّح «14 آذار» رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، لكن لا أحد يتوقع أن تؤدّي هذه المبادرة الآن إلى الجلوس على الطاولة للتفاوض في أيّ من الاسماء.

المؤشّر إلى إقفال «حزب الله» الباب أمام أيّ تفاوض، يمكن رصده من حركة رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي لم يصدر عنه ما يفيد عن أيّ تراجع عن ترشيح رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون.

كما أنّ هذا المؤشّر يمكن رصده من حركة رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط التي تهدف فقط إلى تعبئة الفراغ، من خلال طروحات غير واقعية، كطرح انتخاب عون لسنتين، هذا الطرح المرفوض لدى أطراف كثيرة.

تراقب «14 آذار» حركة «حزب الله» الذي يتخبّط أكثر فأكثر في سوريا. لقد أصبح دخوله لدعم نظام الأسد تحت عنوان المواجهة الوقائية مع «داعش»، تورّطاً مذهبياً تمّ استيراده إلى لبنان.

تسأل «14 آذار»: هل سيعيد «حزب الله» درسَ ما فعله في سوريا، وهل يدرك الآن أنّ تأليف الحكومة لم يعُد يكفي لوقف التسارع نحو الانهيار؟ بل هل يدرك أنّ هذه الحكومة بدأت تُستنزَف بدورها، وأنّ انتخاب رئيس للجمهورية سيكون ضرورياً لمنع انتشار الثقوب في مظلة الأمان، قبل أن يدخل لبنان في مرحلة جديدة تبشّر ببدايات الفوضى الشاملة؟».