IMLebanon

الإساءة الى المسيحيين تهزّ صيغة العيش المشترك

غريب امر رئىس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط حول موضوع الميثاقية وموقف المسيحيين منها، فالاثنان يحمّلان المسيحيين مسؤولية الانعكاسات السلبية لعدم اقرار مشاريع الوضع المالي، في حال تعذّر عقد جلسة لمجلس النواب، بسبب امتناع نواب حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، عن حضور الجلسة التي دعا اليها بري ان لم تدرج مشاريع القوانين للانتخابات النيابية على جدول اعمال المجلس، والغرابة هنا ذات شقين الاول متعلّق بالرئيس بري، والثاني بالنائب جنبلاط، فالرئيس بري هو اول من اخرج موضوع الميثاقية من كمّه، عند انسحاب الوزراء الشيعة من حكومة فؤاد السنيورة، وكان يومها في زيارة طهران، عندما اعلن ان حكومة السنيورة دستورية، وقانونية ولكنها ليست ميثاقية بسب غياب المكوّن الشيعي، عندما طرحت مشاريع القوانين للانتخابات النيابية ومن بينها المشروع الارثوذكسي اكد بري انه لن يقبل بأي مشروع قانون يتناقض مع الميثاقية، وعندما كانت هناك دعوات لعقد جلسات لمجلس النواب في غياب رئىس الجمهورية، اوضح برّي انه لن يدعو الى جلسات غير دستورية وغير ميثاقية ولكنه وعد عند التجديد الثاني لمجلس النواب بأنه سيدعو الى جلسات متواصلة للنواب لمناقشة اي قانون تتوصل اليه لجنة ما سمّيت يومها، بلجنة جورج عدوان، واذا لم تتوصل اللجنة الى توافق على اي مشروع قانون، فسوف يطرح على التصويت جميع مشاريع القوانين الموجودة في ادراج مجلس النواب، فماذا عدا ما بدا، حتى يتهم الكتل المسيحية الممتنعة عن حضور الجلسات التي دعا اليها بالتعطيل وبمسؤوليتها عن الانعكاسات السلبية؟

* * *

اما بالنسبة الى النائب وليد جنبلاط، الذي تربطنا بوالده المعلم الشهيد كمال جنبلاط وبقصر المختارة وسيدته الست نظيرة، جذور صداقة عميقة ونضال طويل، فلا يسعني ان اقول له بعد تصريحه «التحرّشي» بالمسيحيين سوى انك اخطأت الهدف هذه المرة يا وليد بك، وتبرّعت باعلان تصريح لا يفيد بشيء، سوى باسعاد من يفتش على هزّ صيغة العيش المشترك في لبنان والجبل، باستعمالك تعابير كبيرة مثل «الانتحار» و«النحر» و«المزايدة» لمجرّد ان فريقا من المسيحيين طالب باستعادة الجنسية لجميع اللبنانيين ومن كل الطوائف والمذاهب، واستند الى «الميثاقية» التي تغنّى بها صديقك الرئيس بري، وطالب بادراج مشاريع القوانين الانتخابية على جدول اعمال المجلس من قبيل «تصحيح خلل مزمن يعود الى اول ايام الوصاية السورية على لبنان فلماذا يا وليد بك، بدلا من ان «تلعن» المسيحيين تنصح الرئيس بري بادراج قوانين الانتخابات ولو شكليا كما هو واقع الحال بالنسبة الى استعادة الجنسية واذا كان قلبك على المسيحيين وخوفك من ان يقدموا على الانتحار، لماذا لا تسحب مرشحك النائب الصديق هنري حلو، وتحلّ مشكلة المسيحيين ومنصب الرئاسة الاولى؟

لم توفّق هذه المرّة استاذ وليد وليس هكذا تورد الابل، وتبعث الرسائل، خصوصا انك وسمير جعجع وسعد الحريري توافقتكم على مشروع قانون للانتخابات بات ينتظر ايقاظه من ادراج المجلس.