IMLebanon

عملية «المزارع».. استمرار لمعادلة «ترابط الساحات»

إسرائيل ستبقى قلقة ومتأهبة.. «حتى إشعار آخر»

عندما أعلن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله عن معادلة «ترابط الساحات»، في أعقاب العدوان الاسرائيلي على موكب كوادر المقاومة في القنيطرة، فتح بذلك مجالا أوسع في دائرة التنسيق وتقدير الموقف بين مختلف القوى الحليفة للقيادة السورية المنخرطة في محاربة الإرهاب في سوريا، ما يعني شراكة في عملية دراسة الخطوات وأبعادها بما لا يؤثر على سياق العمل الميداني لدحر الإرهاب الذي يضرب سوريا منذ نحو خمس سنوات.

ولم تخرج عملية «المقاومة الإسلامية» الأخيرة رداً على اغتيال الشهيد سمير القنطار عن سياق «تقدير المصلحة والموقف»، رغم أنها في المكان الذي تم انتقاؤه تشكل أكبر ضربة لمنظومة التجسس والرصد والحماية التي يتبعها العدو الاسرائيلي في المواجهة المفتوحة مع «حزب الله».

ولأن العملية تحمل تعقيدات ليست المقاومة في وارد الكشف عن أسرارها حتى يبقى العدو يتخبط في عملية البحث والتحليل والاستنتاج، فإن من نتائجها ذات الرسائل المتعددة، انها حملت إجابات على تساؤلات بعضها بريء وأكثرها خبيث سادت في أعقاب عملية اغتيال الشهيد القنطار في جرمانا السورية في ريف دمشق، لجهة ما سمي «إشاحة النظر الروسية عن تنفيذ العدوان الاسرائيلي، ووصل الأمر بالبعض الى الجزم بأن اغتيال القنطار ما كان ليتم لولا غض نظر روسي».

يعلق مصدر معني على أبعاد عملية المقاومة في مزارع شبعا عند تخوم الجولان السوري المحتل بالقول «منذ لحظة اغتيال القنطار، بدأت الأسئلة تطرح عن عدم اعتراض الدفاعات الجوية الروسية للطائرات الحربية الاسرائيلية، وايضا عن التناقض بين الدخول العسكري الروسي في الحرب السورية وعلاقة روسيا مع اسرائيل، غير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في أعقاب إسقاط المقاتلة الروسية من قبل المقاتلات التركية، ان منظومة صواريخ (اس 400) صارت موجودة على الساحل السوري، وكان واضحا بكلامه لجهة عدم السماح بإسقاط أو اعتراض الطائرات الروسية الموجودة في المنطقة والتي جاءت لمحاربة الإرهاب. بمعنى آخر، فإن منظومة (اس 400) ليست وظيفتها حماية المجال الجوي السوري لان هذا المجال الجوي الشاسع خاضع للسيادة السورية، واذا طلبت القيادة السورية من روسيا حماية الأجواء السورية.. فإن روسيا على استعداد لذلك».

يضيف المصدر أن «وظيفة سلاح الجو الروسي حتى الآن هي قصف أهداف يحددها الجيش السوري داخل مسرح العمليات في سوريا، وبالتالي ليس اعتراض الطائرات، والدليل أنه بعد إسقاط المقاتلة الروسية كانت اسرائيل أول من طلب تطمينات من الجانب الروسي بعدم استهداف الطائرات الاسرائيلية. أما اذا طلب الجيش السوري التدخل فإن الجيش الروسي جاهز لاعتراض الطائرات، فالفضاء السوري يعج بالطائرات المتعددة الجنسيات وعندما قصفت دمشق في السنوات الماضية.. حصل ذلك من الأجواء اللبنانية».

يختم المصدر ان اسرائيل «تستطيع إطلاق صواريخ ذكية من مسافات بعيدة من خارج المجال الجوي السوري وتصيب أهدافها، وهذا ما حصل بالتحديد في عملية اغتيال القنطار، وعلى اسرائيل أن تفهم أنها من خلال أعمال كهذه انما تقوم باستفزاز الروس قبل الايرانيين و «حزب الله» والنظام السوري».

المفاجآت في الرد على اغتيال القنطار ملك المقاومة.. وهذه رسالة عملية زبدين ـ قفوة في «المزارع» قد وصلت.. لكن هل هناك دفعة ثانية على الحساب المفتوح أم لا؟

على الأرجح، فإن «حزب الله» سيبقي الاسرائيليين في حالة قلق مفتوح لأنه ليس في وارد طمأنتهم.. ولذلك، ستستمر حالة التأهب في الجيش الاسرائيلي في الشمال.. حتى إشعار آخر.