IMLebanon

«بلكي بيوعى» الضمير.. ؟!

هناك سؤال يتحكّم بي منذ الجلسة الاولى لانتخاب رئيس للجمهورية، ومسارعة «فريق التعطيل» النيابي الى مغادرة القاعة العامة لمجلس النواب، ورفع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الجلسة، وعدم دعوته الى دورة انتخاب ثانية بحجة فقدان النصاب، وتحديد موعد جلسة ثانية نصابها كالجلسة الاولى 86 نائباً، بدلاً من ان يكون 65 نائباً، اي نصف عدد النواب زائداً واحداً.

ومع تحديد المواعيد من قبل الرئيس بري لانتخاب رئيس، تبيّن ان تأمين حضور 86 نائباً هو من رابع المستحيلات، وكان بري يدرك تماماً هذه الاستحالة وكان حضور نواب كتلته الجلسات التي يدعو اليها، نوعاً من رفع العتب، والتعمية على الموقف الحقيقي للرئيس «الساحر»، الذي يعرف تماماً كيف يدير اللعبة السياسية والبرلمانية، لتصبّ آجلاً او عاجلاً في طاحونته او طاحونة فريقه السياسي المتحالف معه استراتيجيا، خصوصاً مع حزب الله، وقد اصبح من المؤكد لديّ، بعد تصريح الرئيس بري الاخير حول تحميل جميع القوى السياسية والكتل النيابية مسؤولية الفشل في انتخاب رئيس، دون ان يستثني احداً حتى الكتلة النيابية التي يرأسها انه لو كان جادّاً في انتخاب رئيس، ما يسمح بعودة الحياة الى المؤسسات العامة، مثل مجلس النواب المهدد بالشلل التام بعد خمسة ايام بسبب انتهاء العقد التشريعي العادي، وتعذر فتح عقد تشريعي استثنائي لغياب رئيس الجمهورية، كان عمل من اجل مصلحة لبنان، بالقاعدة التي تقول، الدستور في خدمة الشعب، وليس الشعب في خدمة الدستور ولكن الرئيس بري آثر ان يلقي باللوم على الجميع، محملاً المسؤولية مناصفة بين من كان يلبي دعواته ويحضر الى مجلس النواب، وبين من كان يقاطع عمداً، متمسكاً بتمسك الرئيس بري بنصاب لن يحصل، ربما لسنة جديدة مقبلة، وهذا التعميم الظالم يشبه الى حد كبير موقف البطريرك بشارة الراعي من هذا الموضوع تحديدا، والهدف الهرب من ادانة من يعطل البلد والدولة، بتعطيله انتخاب رئيس بعد سنة على شغور منصب الرئاسة الاولى.

كان يمكن ان يتحمل لبنان واللبنانيون هذه الفترة الطويلة من الشلل الحكومي والنيابي والمؤسساتي، لو ان البلاد بخير، وبحالة استقرار وبحد ادنى من الامان، وليس هناك من ازمات عدة تشد على خناق الدولة والمواطن، في الامن والاقتصاد والصراع الداخلي المذهبي والسياسي، ووجود ملايين الغرباء على ارض لبنان من عربي واجانب، لا يقاسمون اللبناني لقمته وعمله ورزقه وبناه التحتية وموارده فحسب، بل يهددون وجوده وهويته ونظامه، وبعض النواب الكرام، لا همّ لهم سوى الاستيلاء على كرسي بعبدا.

السبت يحكمنا يا دولة الرئيس بري.