IMLebanon

باريس نصحت الحريري بالانفتاح على عون وتنتظر اجوبة سعودية

في ظل تعثر المعالجات لكل الاستحقاقات والملفات الساخنة يبقى انتخاب رئيس للجمهورية المدخل الضروري للانطلاق في وضع الحلول للازمات المتلاحقة، وان كان الكثير من المتابعين لا يعتقدون ان مثل هذه المعالجات متلازمة مع انتخاب الرئيس نظراً لعقم الطبقة السياسية ولان كل التجارب السابقة لا تؤشر الى هذا التفاؤل.

لكن، بغض النظر عن ذلك، فهل ستشهد البلاد في الاشهر القليلة المقبلة انهاء ازمة الرئاسة وبالتالي ملء الشغور في قصر بعبدا؟

وفق معطيات الحراك الداخلي، فلا شيء يوحي، بأن القوى السياسية الداخلية المعنية بهذا الملف قادرة على انهاء هذا المأزق بعد ما يزيد عن السنتين على الشغور في بعبدا ولذلك، فان طبخة الاستحقاق الرئاسي تنتظر حصول اجواء اقليمية مؤاتية تدفع القوى اللبنانية الى الاتفاق على شخص الرئيس، الا ان احدى الشخصيات التي زارت بعض العواصم المعنية خاصة العاصمة الفرنسية باريس تلاحظ ان كل هذه العواصم لا يبدو انها مستعجلة لانتخاب الرئيس باستثناء العاصمة الفرنسية التي تشهد حراكاً مستمراً على مستويات عديدة لاحداث ثغرة في كوة الازمة الرئاسية.

وتشير شخصية لبنانية عادت قبل ايام من فرنسا ان القيادة الفرنسية لا يبدو انها ما زالت في نفس الحماسة التي كانت عليها قبل اشهر، وتنقل هذه الشخصية عن مسؤولين في الخارجية الفرنسية ان باريس لا تشعر ان الامور سالكة «لاذابة الجليد» الذي تراكم منذ سنتين على هذا الملف، وبالتالي لا يرى هؤلاء المسؤولون ان الامور سالكة لانجاز الاستحقاق الرئاسي، بل هم يعتقدون ان هذا الوضع قد يستمر لاشهر جديدة.

الا ان هذه الاجواء لا يبدو انها دفعت الفرنسيين لتجميد تحركاتهم في غير اتجاه بل انهم مستمرون في اتصالاتهم، رغم عدم قناعتهم بأن هذه الاتصالات ستصل الى نتائج ايجابية في وقت قريب، ولهذا سمعت الشخصية اللبنانية من المسؤولين الذين التقتهم في الخارجية الفرنسية ان زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت الى بيروت ستحصل في خلال ايام بل ان هذه الزيارة لا تزال قائمة لكن لم يحدد موعدها حتى الآن بانتظار معرفة بعض المواقف من الملف الرئاسي.

ولذلك، كيف تنظر العاصمة الفرنسية الى الملف الرئاسي؟

بحسب الزائر الاخير لفرنسا فان مسؤولين كانوا نصحوا مؤخراً رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بالانفتاح على العماد ميشال عون، وبالتالي العمل لفتح حوار معه، لعل هذا الحوار يوصل الى شيء مع «الجنرال» بما يتعلق بالملف الرئاسي والضمانات الممكنة لكلا الطرفين، وتلاحظ الشخصية المذكورة انه بعد النصائح الفرنسية خففت قيادات المستقبل بايعاز من الحريري انتقاداتها على اداء العماد عون وحصرت مؤخراً هذا الانتقاد بحزب الله سواء بما خص الملف الرئاسي او غيره.

كما تشير هذه الشخصية الى ان باريس التي تواصلت في الاسابيع الاخيرة مع كل من طهران والرياض حول الموضوع الرئاسي، سمعت كلاماً واضحاً من المسؤولين الايرانيين بان هذا الاستحقاق يخص اللبنانيين وان على الفرنسيين او غيرهم حل هذا الموضوع مع العماد عون وحزب الله. اما السعودية فهي حتى الآن ـ كما يقول الشخصية المذكورة ـ لم تعط جواباً واضحاً ومحدداً بخصوص الموضوع الرئاسي. وحتى قيل ايام قليلة لم تتبلغ باريس اي شيء من الرياض او اي جواب حول ما جرى طرحه بين مسؤولي البلدين.

وانطلاقاً مما سمعته الشخصية اللبنانية من بعض المسؤولين في الخارجية الفرنسية فان باريس باتت في الفترة الاخيرة اكثر ليونة بخصوص ترشيح العماد عون، لكنها تربط تبنيها لهذا الترشيح بموقف ايجابي من السعودية وبحصول الرئيس الحريري على ضمانات من «الجنرال» حول مرحلة ما بعد الانتخاب.

في كل الاحوال، عادت هذه الشخصية بانطباعات من باريس ان الامور لا تزال تراوح مكانها في الملف الرئاسي، بل ان استمرار المواقف على ما هي عليه اليوم، يعني تأجيل بت هذا الموضوع الى مرحلة ليست بقصيرة.

الا ان الشخصية المذكورة تدعو لانتظار ما يمكن ان تحمله السفيرة الاميركية الجديدة الى لبنان والتي ستحصل في وقت قريب، خصوصاً ان الديبلوماسية الاميركية لا بد ان تحمل معها وجهة النظر الاميركية من الاستحقاق الرئاسي، وتشير الشخصية الى ان السفيرة الاميركية ستحمل معها مناخاً اميركياً قد يؤسس لانطلاقة جديدة في هذا الموضوع.